بالصور.. الباعة الجائلون ومروجو المخدرات و"التنيا" يحاصرون عمال الرخام بـ"شق الثعبان".. والشرطة والمطافئ والإسعاف مبانى خالية هجرها المسئولون.. أحد سكان المنطقة: لا يوجد مياه للشرب أو صرف أو كهرباء

الثلاثاء، 26 مارس 2013 04:07 ص
بالصور.. الباعة الجائلون ومروجو المخدرات و"التنيا" يحاصرون عمال الرخام بـ"شق الثعبان".. والشرطة والمطافئ والإسعاف مبانى خالية هجرها المسئولون.. أحد سكان المنطقة: لا يوجد مياه للشرب أو صرف أو كهرباء شق التعبان
كتب منال العيسوى وأحمد عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من محطة مترو طره البلد خط حلوان، يمكنك أن تستقل ميكروباص ب 75 قرشا لينقلك لرابع أكبر منطقة لصناعة الرخام على مستوى العالم، تقع جنوب حى المعادى على طريق الأوتوسطراد.

حين تطأ قدمك منطقة شق الثعبان يحكى لك شعبان أبو النمرس 70 عاما، أحد سكان المنطقة، تاريخها منذ أن كانت أحواشا لمحاجر محافظة القاهرة التى أنشأها أهالى البساتين، وكانت عبارة عن طريق للجيش وطريق آخر للتشوين يتبع إدارة المحاجر بالمحافظة، وبعدها حول المستثمرون هذه الأحواش إلى مصانع بعد موافقة المحافظ وإدارة المحاجر حسب الإجراءات القانونية المتعارف عليها، وتحولت لأكبر منطقة صناعية أقيمت على مساحة تقدر بألف فدان أى ما يعادل 4 ملايين متر مربع، وتضم نحو 1300 مصنع وورشة للصناعات التكميلية للرخام، يعمل بها نحو 25 ألف عامل بخلاف العمالة غير المؤقتة والتى تقدر بـ 30 ألف عامل.

تدرك من اللحظة الأولى لدخولك منطقة شق الثعبان، الصورة التى تراها على الخريطة الجغرافية والطرق المتعرجة والملتوية، وما فعله الإهمال والتناسى من قبل الحكومة للمنطقة وكيف حول الباعة الجائلون المدخل لأكبر منطقة صناعية لسوق عشوائى فيقول محمد أحمد إبراهيم أحد عمال المنطقة إنه منذ ثورة 25 يناير وأصبح مدخل المنطقة ينتشر به الباعة الجائلون يفترشون الأرض بالسندوتشات و"الشباشب البلاستيك" والشبسيات والحلوى والمنبهات والخردة، بالإضافة إلى محلات الأطعمة غير صالحة للاستعمال الآدمى ولا توجد رقابة صحية عليها.

يلفت نظرك تراكمات تلال الردش ومخلفات الرخام والجرانيت التى تنجم عن صناعة وشق الرخام، ولا يعرف أصحاب المصانع طريقة للتخلص منها سوى إلقائها على الطريق وتتناثر بفعل الرياح لترسى فى النهاية على الأطعمة وتسبب الأمراض الصدرية بالإضافة لإحداث شلل مرورى من وإلى المنطقة.

لم تسلم منطقة شق الثعبان من انتشار بائعى ومروجى المخدرات والحشيش والأقراص المخدرة، حيث يقول فؤاد البنهاوى أحد الأهالى الذى يقطن بالمنطقة ويعمل فى أحد المصانع إنه بعد الثورة أصبحت المنطقة مرتعا لبائعى المخدرات الذين يقومون بالبيع نهارا جهارا ويستهدفون الشباب والسائقين من عمال المنطقة، خاصة بعد إغلاق نقطة الشرطة الموجودة بالمنطقة ونقطة الإطفاء وتعين حراسة عليها كإجراء احترازى منعا لسرقتها.

على مسافات متباعدة داخل المنطقة الصناعية رصد اليوم السابع كيف أغلقت وحدة الإسعاف الوحيدة الموجودة بالمنطقة فى الوقت الذى تزداد فيه حوادث الطريق الملتوى، ومبنى المطافئ، ونقطة الشرطة وفاجئنا السيد شوقى من سكان المنطقة بجوار الإسعاف وقف يتأمل المبنى المنشأ حديثا وكيف هجره العاملون به وبدأ خاليا من أى مسعفين أو أطباء أو معدات طبية والمرضى، كما اصطحبنا لمكان وحدة المطافئ التى أغلقت، وجلس أمامها صابر الحارس المكلف من قبل الحى بحراسة المبنى قائلا "إنه بعد الثورة تم إغلاقها وتشديد الحراسة عليها كإجراء احترازى لسرقة معداتها كما حدث فى وحدة الإسعاف ونقطة الشرطة.

لا تزال منطقة شق الثعبان تعانى من العشوائية ليس فقط من حيث النقاط الحيوية بها وإنما أيضا على مستوى الخدمات والمرافق حيث وقف عبد المنعم أحمد ممسكا بزجاجة مياه اشتراها للشرب قائلا إنه "لا يوجد بشق الثعبان مياه صالحة للشرب أو صرف صحى يساعد فى تصريف المخلفات كما أنها تعانى من عدم وجود الكهرباء بالإضافة إلى حالة الطرق الغير ممهدة وهو الأمر الذى يؤدى إلى استمرار تدهور المنطقة يوما بعد يوم.

وأنت تتجول داخل منطقة شق الثعبان ينقبض قلبك خوفا من وقوع حادثة، فالطريق غير ممهد وضيق ومزدحم بشكل كبير يكون دائما معوقا لحركة سيارات الإسعاف إن وجدث أو السيارات الملاكى التى تتدخل لنقل المصابين، التى أكد الأهالى أن كثيرا من العمال الذين يصابوا فى المنطقة توفوا أثناء نقلهم للمستشفى للتأخر فى إسعافهم نتيجة الطريق الملتوى والصعب.
كشف مجموعة من العمال تفشى الأمراض بينهم، وانتشار مجموعة من الأمراض منها التنيا والفشل الكلوى نتيجة لتلوث مياه الشرب وتلوث الأغذية التى يتناولوها ونتيجة المياه الغير صالحة للشرب وحالات التنيا نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وندرة المياه المستخدمة فى النظافة الشخصية فضلا عن عدم وجود صرف صحى بالمنطقة، بالإضافة إلى حالات القىء والمغص المعوى المنتشرة بينهم، وزيادة نسبة أمراض الصدر بسبب الغبار والأتربة الناتجة عن عملية نشر وتقطيع الرخام.



























مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة