المتحدث باسم الجبهة السلفية الدكتور خالد سعيد يكتب: ميثولوجيا النخبة

الثلاثاء، 26 مارس 2013 11:05 م
المتحدث باسم الجبهة السلفية الدكتور خالد سعيد يكتب: ميثولوجيا النخبة د. خالد سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يرتبط مصطلح الميثولوجيا عند علماء الأنثروبولجى عامة بالأسطورة، وتتشابه الأساطير عادة بين الشعوب على اختلاف عاداتها ولغاتها، والبعض يربطها دائماً بالتناول الميتافيزيقى للأنظمة الفكرية والفلسفية أو العادات الاجتماعية، بينما يبالغ آخرون ليدخلوها فى حيز المنطق والثابت للعالم الحقيقى، كما ويرتبط علم الميثولوجيا غالباً بالآثار؛ إذ يعرفها فرانسيس بيكون بأنها: "بعض بقايا التاريخ التى أفلتت من حطام الزمن".

والمتأمل فى حال النخبة السياسية المصرية اليوم يكاد أن يندهش من تطابق معطياتها ومفرداتها مع الأساطير فى كثير من جوانبها وشخوصها وأحداثها!! ومما يثير الاندهاش أن المفكر والكاتب المصرى المتجرد أحمد عبد الرحمن قد تنبه لهذه الحقيقة فكتب رائعته الفكرية والسياسية "أساطير المعاصرين" والتى فكك فيها طرح النخبة آنذاك كأمثال: زكى نجيب محمود، وطه حسين، وعبد الرحمن بدوى، وفؤاد زكريا، وحسن حنفى، وجابر عصفور، ومحمد حسنين هيكل وغيرهم.

واكتشف الرجل أن تناقض أفكار هؤلاء الأعلام فيما يقبلونه وما يردونه وما يحرضون عليه وما ينهون عنه وما يتصورونه وما يتعجبون منه؛ كل هذه المتناقضات تصل إلى حد الأسطورة بمعناها القصصى حيناً ومعناها الميتافيزيقى أحياناً أخرى دون أية وقفة منهم غالباً أو التفاتة إلى هذه الحقيقة.

وإذا كان الصراع السياسى ينبع فى حقيقته من طبيعة الفهم لمفردات الحياة وأهمها الإنسان وهذا الفهم هو ما تمليه أدبيات الفكر السياسى أو العقيدة السياسية - إن جاز التعبير - لهذا الفريق السياسى أو ذاك، لذا فإنه يمكننا أن نفهم أو نتصور موجات العنف المجتمعى فى مصر اليوم على ضوء هذه الحقيقة إذا ما فهمنا على وجه التحديد تلكم الأدبيات وهو ما يفسر بالتحديد القتل والإقصاء والإبادة والاستهانة بالكرامة أو غيرها من الممارسات.

وإن المؤملين لإعادة بناء مصر اليوم من أجل إرجاعها لسياقها الحضارى ودورها الريادى ليتوجب عليهم أولاً إعادة صياغة مفردات الفكر السياسى والثقافى، وبالتالى ما يترتب عليه من خطاب سياسى أو دينى على حد سواء، لتتغير بها طبيعة التعامل مع الإنسان سواءً كان فى موقع السلطة أو فى صفوف المعارضة أو حتى فى مقاعد المتفرجين.

وبينما يزعم الجميع اليوم فى مصر أنهم حقاً يأملون ذلك فإنهم فى الحقيقة يكرسون الميثولوجيا سابقة الذكر إن بأفكارهم أو ما يعبر عنها فى أدبياتهم وتحركاتهم السياسية على أرض الواقع.

فبينما يزعم الجميع احترامهم لحقوق الإنسان الفكرية، تجد أن الجميع أيضاً يمارسون أقصى درجات القمع الفكرى والحصار النفسى لأى مفكر آخر أو شخص مخالف فيما يشبه المحاكمات الكنسية فى العصور الوسطى للعلماء والأدباء والمفكرين، وبينما يتباكى الجميع على قطرة الدماء المصرية يتسابقون فيما بينهم على سفك تلكم الدماء وإراقتها حتى كادت أن تجرى أنهاراً فى شوارعنا بل ويبرون ويشرعنون لهذا القتل وذلكم السفك، سياسيون هم ودينيون لا أفرق بين أحد منهم.

ويتباكى فريق من القوم من حكم العسكر والعسكرى - رغم أن مناهج بعضهم وتجاربهم التاريخية محلياً ودولياً هى عسكرية بامتياز ثم إذا بهم هم أنفسهم من يطالبون بعودة العسكر إلى السيطرة على البلاد نكاية فى خصومهم حتى بعض من انتهكن من بنات البلد بأيدى العسكر ينادين اليوم بعودة حكم العسكر، كما تطالب النخبة بإقالة مسئول ما من عهد البائد رغم استحالة هذا الإجراء دون إجراءات استثنائية فإذا أقيل أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بمبرر الإجراءات الاستثنائية!!

بل عمد بعضهم إلى التنقيب عن أحافير النظام الفاسد السابق تارة لتعيينهم فى بعض مواقع المسئولية التى خانوها من قبل وتارة ليدخلوهم ميدان التحرير بل والسياسة من جديد على طريقة فرانسيس بيكون آنفة الذكر.

أتحدث هنا عن النخبة كل النخبة وعن مصر كل مصر فأنا وإن كنت أنحاز انحيازاً كاملاً للعمق الإسلامى الذى أنا من نبته الأصيل وفيه ترعرعت منذ نعومة الأظفار كما وأن لى آرائى الواضحة تجاه التيارات الأخرى إلا أننى أزعم وأرجو الله أن يصدق ظنى - كما يزعم غيرى والله حسيب كل امرئ على نفسه - أننى انطلق من قاعدة الوطن ومصلحته العليا لا الفئة ولا الحزب ولا الجماعة.

• المتحدث باسم الجبهة السلفية بمصر.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة