وأضاف العريان فى تدوينة له بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" قائلا "الجريمة تم علاجها بداء أخطر، استدعاء الجيش الأمريكى لتحرير الكويت، فرسخ المزيد من القواعد العسكرية وأناخ فى الخليج، ومول الخليجيون الحرب الخليجية الثانية، كما مولوا اﻷولى ضد إيران، فكان اﻷمر عجيبا، وأنفق القادة مليارات لتكوين جيش العراق، ثم أنفقوا المزيد لتحطيمه، والمستفيد هى مصانع السلاح الغربية والأمريكية".
وأوضح العريان أن بعد حصار العراق ازدادت وطأة القواعد الأجنبية فسارع الشباب الذين مولهم الخليجيون أيضا لحرب الاتحاد السوفيتى، ولم يكن الأفغان المجاهدون بحاجة إليهم أصلا بل صاروا عبئا على أفغانستان، سارعوا بتشكيل تنظيم القاعدة التى أعلنت الحرب على الجميع، أمريكا والغرب، ودول الخليج، ثم اتسعت رقعة العنف من بالى فى اندونيسيا إلى نيويورك، مرورا باليمن والسعودية ونيروبى ولم ينسوا باكستان ومدريد ولندن.
وتابع العريان قائلا: "أعلنت أمريكا الحرب على ما سمته "الإرهاب" وبدأت صناعة الموت وشيطنة الإسلام والإسلاميين واتهام حركات المقاومة الفلسطينية والعربية وكافة المعارضين لهيمنة الغرب وأمريكا بالتطرف والظلام والرجعية".
وأشار العريان إلى أن النتيجة التى وصلت إليها الدول العربية الآن هى فشلت الحرب على الإرهاب، وتم تدمير أفغانستان والعراق، وفشلت صناعة نماذج ديمقراطية برعاية أمريكية، وغرست أمريكا بذور حروب طائفية بين الشيعة والسنة كبديل لحرب التحرير التى بدأت 1947 لتحرير اﻷرض المحتلة، أقدس البقاع عند المسلمين "فلسطين"، وأدرك الجميع باستثناء الممولون لكل الحروب العسكرية والإرهابية والإعلامية خطورة بقاء اﻷوضاع على ما هى عليه، وهبت نسائم انقلبت إلى أعاصير وتحولت إلى زلازل وتغيير بإرادة الشعب فى تونس ومصر، وبمعونة أوربية فى ليبيا، ورعاية خليجية فى اليمن، ليبدأ به تحول ديمقراطى عربى بنكهة إسلامية، ويقاومه قادة يخافون كلمة الديمقراطية، وقوى غربية تخشى على مصالحها، ومحتل غاصب عنصرى يعلم أن التحول سيؤدى ﻻ محالة إلى انتصار الشعب الفلسطينى.
وأوضح العريان أن الدور جاء على سوريا وبها يكتمل جزء كبير من المشهد، ثم تساءل هل يتوقف الممولون عن تخريب الثورة السورية؟، وهل يدركون أنهم لن يستطيعوا إيقاف حركة التاريخ؟، وهل يتعلمون من أخطائهم السابقة؟، وهل يقتنعون أن مصر القوية وبجيشها الذى يضم خير أجناد اﻷرض هو الدرع الحقيقى لها، وفى ظل اتفاقية الدفاع العربى المشترك وبدعمهم قادر على ردع من يتصور تهديد اﻷمن العربى؟.
