أكد الشيخ حمد بن خليفة آل ثان أمير دولة قطر، أن تقديم الدعم الاقتصادى العربى مطلوباً لدول الثورات التى تمر اليوم بمرحلة انتقالية تقتضى الدعم وبالأخص جمهورية مصر العربية الشقيقة بحكم كثافتها السكانية وأوضاعها الاقتصادية.
وأضاف أمير دولة قطر خلال كلمته الافتتاحية بالقمة العربية الرابعة والعشرين التى تستضيفها الدوحة: لا يمكن لأحد أن ينسى التضحيات التى قدمتها مصر ودورها الكبير تجاه القضايا العربية وأشقائها العرب، لذا فإن تقديم الدعم لجمهورية مصر العربية الشقيقة فى هذه الظروف واجب علينا جميعاً.
وقال الأمير: إن طريق الإصلاح والانتقال السياسى طريق طويل وشاق، والخوف من العقبات والنكسات التى واجهت وتواجه الأنظمة التى تخوض التغيير غير مبرر وسابق لأوانه.
واقترح آل ثان عقد قمة عربية مصغرة فى القاهرة فى أقرب فرصة ممكنة وبرئاسة جمهورية مصر العربية ومشاركة من يرغب من الدول العربية إلى جانب قيادتى فتح وحماس، وتكون مهمة هذه القمة، التى ينبغى ألا تنفضّ قبل الاتفاق على تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وفقاً لخطوات عملية تنفيذية وجدول زمنى محدد.
ووضع أمير قطر مطالب محددة للقمة المصغرة المقترحة، أهمها تشكيل حكومة انتقالية من المستقلين للإشراف على الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية، والاتفاق على موعد إجراء تلك الانتخابات ضمن فترة زمنية محددة، ومن يتخلف أو يعرقل فسيتحمل مسئوليته أمام الله والوطن والتاريخ.
كما أعلن أمير قطر تبرع بلاده بربع مليار دولار لصندوق يخصص ريعه لكسر الحصار عن الشعب الفلسطينى على أن يُستكمل باقى المبلغ من قبل الدول العربية القادرة، مقترحا أن يتولى البنك الإسلامى للتنمية إدارة هذا الصندوق، ولا يفوتنى فى هذا المجال أن أشير إلى الحصار الذى يعانى منه قطاع غزة والتأكيد على ضرورة التعاون والعمل من أجل تمكين إخوتنا هناك من التغلب عليه وتفعيل كل القرارات الخاصة بإعادة إعمار القطاع.
ورحب آل ثانى فى كلمته، بمشاركة الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية والحكومة السورية المؤقتة، مؤكدا إنهم يستحقون هذا التمثيل لما اكتسبوه من شرعية شعبية فى الداخل وتأييد واسع فى الخارج، ولما يقومون به من دور تاريخى فى قيادة الثورة والاستعداد لبناء سوريا الجديدة.
ولفت الأمير إلى أن الموقف القطرى تجاه الثورة السورية بنى من البداية على أسس واضحة أهمها الوقف الفورى للقتل والعنف ضد المدنيين والحفاظ على وحدة سوريا الشقيقة أرضاً وشعباً وتحقيق إرادة الشعب السورى بشأن انتقال السلطة ودعم الجهود العربية والدولية والحلول السياسية التى تحقق إرادة الشعب السورى وتطلعاته المشروعة.
وأعرب أمير قطر عن أسفه مما يجرى من النظام السورى الذى أن دخل فى مواجهة عسكرية مع شعبه، ورفض جميع نداءات الإصلاح الجدّى والمبادرات السياسية العربية حتى بلغت الكارثة حدّاً لم يعد معه الشعب السورى العزيز ليقبل بأقل من الانتقال السلمى للسلطة الذى نصّ عليه قرار جامعة الدول العربية فى 22 يوليو 2012.
وجدد آل ثانى التزام بلاده بالاستمرار فى تأمين المساعدة الإنسانية للشعب السورى، مؤكدا على أهمية عقد مؤتمر دولى تحت رعاية الأمم المتحدة لإعادة إعمار سوريا فور عملية انتقال السلطة وفقا لإرادة الشعب السورى مع التأكيد على أن قطر تدعم الحل السياسى الذى يحقن الدماء ويصون الأرواح شريطة أن لا يعيد هذا الحل عقارب الساعة إلى الوراء..
وبشأن دارفور قال آل ثان: نلاحظ وبكثير من الارتياح التحسن الواضح الذى يشهده الإقليم منذ توقيع وثيقة الدوحة للسلام وقيام السلطة الإقليمية، رغم بعض التفلتات الأمنية فى مناطق محدودة من الإقليم وما يحدث بين فترة وأخرى من نزاعات قبلية، معتقدا أن المؤتمر الدولى لإعادة الإعمار والتنمية فى دارفور والذى ينعقد فى الدوحة يومى 7 و8 أبريل القادم سينقل دارفور إلى مرحلة جديدة من التنمية والاستقرار والسلام.
أمير قطر: تقديم الدعم لمصر واجب علينا ولا ننسى تضحياتها
الثلاثاء، 26 مارس 2013 12:35 م