فيروس بى السبب الثانى للوفاة فى العالم وأكثر قدرة على العدوى من الإيدز

الالتهاب الكبدى الفيروسى بى يمثل مشكلة عالمية، حيث إن ثلث سكان العالم يتعرضون للإصابة بهذا الفيروس، بما يعادل 2 مليار، رغم أن عدد سكان العالم يمثلون 6 مليارات، أى ما يعادل حوالى 350 مليون مريض مصاب بفيروس بى على مستوى العالم.

يقول الدكتور رضا الوكيل أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بطب عين شمس، إن هذا الفيروس يعتبر أحد المسببات الرئيسية للإصابة بالتليف الكبدى وسرطان الكبد على مستوى العالم، وهو يلى الدخان أو التبغ فى الإصابة بالسرطان كأكثر المسببات الرئيسية للوفاة، حيث يعتبر فيروس بى أحد المسببات الرئيسية للوفاة بعد الدخان، كما يعتبر أكثر قدرة فى العدوى من فيروس الإيدز بحوالى 100 مرة.

ويؤكد أن مصر من الدول التى يمثل الفيروس فيها معدل متوسط، حيث يبلغ نسبته من 2 : 7 %، ومن المعروف أن فيروس بى له 8 أنواع والنوع الموجود فى مصر هو النوع الرابع أى النوع "دى" والنوع الرابع يستجيب للعلاج بدرجة متوسطة أقل من النوع الأول، وترجع خطورة هذا الفيروس أنه يدخل إلى نواة الخلية عن طريق الكبد والبقاء والتمركز فيها، وينتج نسخ أخرى من الفيروس، وهناك صعوبة لوصول الدواء إليه واستئصاله من داخل النواة، وهذا يؤدى إلى صعوبة علاج هذا النوع من الفيروس.

ويشير الدكتور رضا الوكيل أن الإصابة تمر بعدة مراحل تبدأ بالمرحلة الحادة، حيث يشعر المريض فى البداية بأعراض شبيهة بأعراض الأنفلونزا، حيث يشعر المريض بصداع فى الرأس وارتفاع درجة الحرارة وآلام فى المفاصل، وتستمر هذه المرحلة من 5 : 6 أيام ثم تبدأ ظهور أعراض الصفراء باصفرار العين، وتغير فى لون البول إلى اللون الغامق، ويتحسن المريض مع ظهور الصفراء والمرحلة الحادة تأتى مع المرضى الذين لديهم مناعة قوية فتظهر هذه الأعراض ويشفى المريض، حيث يتحول إلى ظهور الأجسام المضادة فى 95 % من الحالات حيث إن الجهاز المناعى يحتشد ويقاوم الفيروس وتظهر الأعراض بصورة حادة تنتهى باختفاء الفيروس وظهور الأجسام المضادة فى 95 % من الحالات من الشباب أو البالغين أما العدوى التى تكتسب من الأم للأطفال فالصورة مختلفة، حيث إن أكثر من 95 % من الحالات يستمر لديهم المرض ليصبح مزمنا ويؤدى إلى التهاب كبدى مزمن على المدى الطويل، وهذا يقودنا إلى القول إن هناك 4 أطوار للفيروس وفيروس بى إذا أهمل علاجه فإنه يؤدى إلى تليف كبدى حيث إن أى مكان يحدث فيه التهاب يحدث فيه تليف.

ومن المعروف أن مصر بها النوع "إى انتجين" سلبيا وهو يحتاج إلى سنوات لعلاجه.

ويوضح أن هناك عوامل تؤدى إلى تطور المرض عند المريض ومنها ارتفاع نسب الفيروس فى ألبى سى أر، فكلما زادت نسبته كلما كانت المضاعفات أكثر، ومن العوامل أيضا الإصابة المشتركة بفيروسى سى وبى أو أن يكون المريض يعانى من الإيدز أيضا أو التدخين والكحول، وقد أثبتت الأبحاث أن هناك علاقة بين معدلات الفيروس فى الدم والإصابة بسرطان الكبد.