د. عبد الجواد حجاب يكتب: ثورتنا كانت وستبقى سلمية

الإثنين، 25 مارس 2013 08:36 م
 د. عبد الجواد حجاب يكتب: ثورتنا كانت وستبقى سلمية صوره - ارشيفيه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الثورة المصرية العظيمة أبهرت العالم كله عندما خرج الشعب بالملايين يطالب يرحيل النظام السابق بطريقة سلمية خالية من أى عنف ورضخ الرئيس المخلوع لإرادة الشعب.

الثورة المصرية العظيمة أبهرت العالم كله عندما خرج الشعب بالملايين ليختار ممثليه بطريقة ديموقراطية وحرة متمسكا بالديموقراطية كوسيلة حضارية وسلمية لتبادل السلطة.

الثورة المصرية المجيدة أبهرت العالم كله عندما قرر الشعب محاسبة جلاديه من مفسدى النظام المخلوع بالقوانين العادية أمام قاضيهم الطبيعى بدون أى إجراءات استثنائية أو ثورية.

الثورة المصرية العظيمة كانت بمثابة زلزال لم يتوقعه أحد بدأت بمطالب أقصاها إقالة وزير الداخلية وانتهت نهاية مفاجئة للعالم توقعها القليلون فقط بسقوط الدكتاتور وانهيار أركانه بدون سقوط الدولة المصرية أقدم دولة فى التاريخ.
على عكس انتصار الثورة المفاجىء كان صعود تيارات الإسلام السياسى والأحزاب ذات المرجعية الإسلامية متوقعا تماما من جميع الخبراء السياسيين فى الداخل والخارج.

المفاجئة الحقيقية كانت فى نجاح أول رئيس منتخب وشرعى من جماعة الإخوان المسلمين التى كانت بمثابة إعلان لبداية حقبة جديدة إن شئت أن نسميها حقبة الإخوان المسلمين ونجاح المشروع الإسلامى وتراجع المشروع الغربى الذى حكم مصر عقود.

مفاجئة كانت بمثابة الصدمة للكثيرين فى داخل مصر وخارجها. فى الخارج أصبح العالم أكثر تقبلا للمشروع الإسلامى القائم على ليبرالية تعلى من شأن القيم الأخلاقية وتحافظ على الهوية الإسلامية وخاصة بعد نجاح المشروع الإسلامى فى تركيا واندحار علمانية أتاتورك.

فى الداخل انتفض الرافضون للمشروع الإسلامى وكونوا جبهة لعرفلة تقدم هذا المشروع بكافة الطرق والوسائل سواء كانت ديموقراطية أو غير ديموقراطية.

هذا التكتل الرافض للمشروع الإسلامى أطلق العنان لمظاهرات واحتجاجات فى الشوارع والميادين كانت تبدأ سلمية لا بأس بها ولكن الأخطر كان فى نهايتها المأساوية والكارثية وسقوط قتلى وجرحى.

هذا التكتل قابلة اندفاع من جماعة الإخوان المسلمين بوتيرة سريعة نحو مشروع التمكين أو الأخونة كما يسميه البعض مما أثار حفيظة المعارضين لهم وبعض المتحالفين معهم مما زاد الطين بلة.

ازدادت وتيرة العنف فى البلاد واختلط الحابل بالنابل فى مشهد مأساوى وكارثى مع التعثر الاقتصادى الذى نعانى منع منذ ما قبل الثورة.

أعتقد أن المشروع الإسلامى خيار شعبى ديموقراطى حر عبر عنه الشعب عندما اختار أصحاب هذا المشروع ليتكلموا باسمه ويعبروا عن إرادته. مقاومة المشروع الإسلامى خيارا لكل النخب السياسية والإعلامية التى تربت وترعرعت فى خيام النظام المخلوع بالإضافة إلى الأحزاب السياسية التى تحمل بطبيعتها مشاريع سياسية ترفض المشروع الإسلامى.
اليوم أستطيع أن أقول أن سلمية ثورتنا الشعبية وإيماننا الشعبى بالديموقراطية كوسيلة حضارية للتنافس على السلطة أصبحت مهددة وخاصة بعد أن تخطينا جميعا الخطوط الحمراء المعروفة للحفاظ على هيبة الدولة.

تخطينا الخطوط الحمراء عندما حاولنا الالتفاف على إرادة الشعب وعندما حاولنا التشكيك فى شرعية الرئيس المنتخب ديموقراطيا، تخطينا الخطوط الحمراء عندما منحنا غطاء سياسيا للبلطجية والمجرمين وفلول النظام السابق الضالة والمضللة، تخطينا الخطوط الحمراء عندما استخدمنا العنف والاعتداء كوسيلة للتغيير وكفرنا بالصبر على التغيير السلمى الديموقراطى واعتماد الحوار الوطنى كوسيلة لتخفيف الاحتقان.
تخطينا الخطوط الحمراء عندما اطلقنا العنان للاكاذيب والاشاعات واستعملنا من اساليب النهويل وتكبير الصغير وتصغير الكبير لإشاعة جو من عدم الاستقرار بطريقة ممنهجة ومدعومة من أعداء الثورة لتشويه صورة مصر فى الخارج للتأثير على الاقتصاد المصرى المنهار من أفاعيل النظام المخلوع والكلام عن مصر كدولة فاشلة بهدف إفشال الرئيس المنتخب.

إفشال رئيس مصر وإفشال حكومة مصر ما هو إلا إفشال لدولة مصر وما هو إلا غباء سياسى. ممارسة العنف فى الشوارع والاعتداء على الممتلكات والعنف ضد الشرطة هو بمثابة انتحار سياسى لجميع السياسيين سواء كانوا فاعلين أو محرضين. وجود البلطجية والمجرمين وتجار الممنوعات والفلول مع السياسيين والنشطاء فى نسق واحد هدفه إسقاط الدولة المدنية انتحار سياسى كلنا سندفع ثمنه غاليا.


سقوط دماء المصريين الابرياء سيكون لعنة على كل السياسيين والنشطاء.
مراجعة النفس من شيم وأخلاق الرجال الأقوياء والاعتراف بالحق فضيلة والعودة لمائدة الحوار لنتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه من أهم أدوات الإدارة الديموقراطية للبلاد.

مصرنا الغالية فى محنة حقيقية منذ قيام الثورة المجيدة وفى أمس الحاجة لسواعد رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه لبنائها من جديد طوبة طوبة بعد أن جرفها وجرف خيراتها نظام فاسد ظالم.

من على هذا المنبر الحر أقول بصوت عال مصر لن يبنيعا الفاشلين أو الشامتين أو تجار الموت أو المفلسين بل سيبنيها أبناؤها العاملين والمجتهدين والمؤمنين بإرادة شعبهم والمنفذين لرغباته فى الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية والعيش بكرامة.

فى النهاية أقول ثورتنا كانت سلمية وستبقى سلمية وستستمر سلمية والسبب بسيط وهوان السلمية هى إرادة شعب أصيل عاش آلاف السنين كالجبال لم يتأثر يوما بالرياح مهما كانت عاتية.

عشت يا مصر سلمية يا مصر هيا انهضى وانعمى بالحرية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة