إن التكتيك والمخطط الأنجلو أمريكى والغربى لتقسيم وتفكيك وتدمير وإسقاط العالمين العربى والإسلامى وتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير وفقاً لخطة التقسيم الاستعمارية الأمريكو غربية الجديدة، للمنطقة العربية، قد بدأت طلائعها وبوادرها بغزو واحتلال العراق أمريكياً وغربياً بغطاء دولى وأموى وسيناريوهات إستخباراتية صهيونية وأنجلوأمريكية وضعف وتخاذل عربى ، كما أن ثورات الربيع العربى فى مصر وتونس وليبيا واليمن وسورية وغيرهم قد تم تسييسها وتوظيفها أمريكياً وغربياً وصهيونياً لخدمة المخطط الأمريكوغربى الصهيونى فى المنطقة لإقامة الشرق الأوسط الكبير الذى تتزعمه إسرائيل بدعم وحماية أمريكية وغربية وذلك عن طريق تفكيك وتدمير المجتمعات والشعوب العربية والإسلامية من الداخل على أسس طائفية ومذهبية وعرقية وإيديولوجية تمهيداً لتقسيم العالمين العربى والإسلامى إلى دويلات مستضعفة وتابعة وعميلة وقابعة تحت الوصاية والحماية والأهداف الأمريكية العليا، كما أن الأحزاب السياسية والجبهات والحركات الوطنية والجماعات الدينية والراديكالية والإيديولوجية المختلفة والمتناحرة والمتصارعة والتى تقدم مصالحها ومصالح تياراتها المختلفة على حساب أمن واستقرار وسلامة الوطن والمجتمع ووحدة وترابط هياكل ومؤسسات الدولة هم جميعاً أعداء الوطن من الداخل كما أنهم من المتآمرون على إسقاط الوطن والمجتمع والدولة فى مصر والعالم العربى، كما أن غزو العراق أمريكياً كان هادفاً لتقسيم وإسقاط العراق كدولة وليس لإسقاط صدام حسين كنظام حكم سابق، علماً بأن بدأ احتلال العراق أمريكياً وتقسيمه طائفياً وعرقياً ومذهبياً كان بداية لمخطط وتكتيك إسقاط معادلات وموازين القوى الإقليمية فى المنطقة العربية والإسلامية كما أصبح ترسيخاً وأسس لقواعد ومظاهر التقسيم الطائفى والعرقى والمذهبى فى المنطقة العربية والإسلامية، كما كرس مظاهر الوصاية والتبعية المطلقة للدول العربية والإسلامية من قبل أمريكا والغرب ، كما أن الثورة العراقية المفترضة والبديلة للغزو الأمريكى للعراق لإسقاط نظام صدام حسين السابق كان قد يقودها ويهيمن عليها النزعات العرقية والطائفية والمذهبية والقبلية والجهوية فى المجتمع العراقى المتعدد المرجعيات، علماً بأن التغيير بثورة شعبية أو بانتفاضة جماهيرية فى مجتمع متعدد الطوائف والأعراق والمذاهب هو أكثر دموية وتقسيماً للشعوب والدول والمجتمعات، علماً بأن تغيير نظام الحكم من الداخل فى الدول العربية سوف تحركه وتتحكم فى توجهاته وأهدافه ونتائجه المرجعيات الإيديولوجية والطائفية والعرقية والقبلية والجهوية والمذهبية فى المجتمعات العربية، علماً بأن نظام الحكم الأمثل فى الدول والمجتمعات المتعددة الأعراق والطوائف والمذاهب هو نظام الحكم الشمولى الفيدرالى فى إطار الدولة المركزية الموحدة ، كما أن ترسيخ قواعد وأسس المواطنة هو السبيل الأمثل لمواجهة مظاهر الصراعات والاحتقانات الطائفية والعرقية والقبلية والجهوية فى المجتمعات العرقية والطائفية ، علماً بأن الديموقراطية فى المجتمعات الدينية والعشائرية والقبلية كما هو الحال فى العراق وإيران ولبنان والسودان والسعودية والبحرين وليبيا واليمن وغيرهم هى تكريساً لحركات الانفصال والتقسيم والاستقلال للطائفة والعشيرة والقبيلة عن الدولة المركزية، كما أن الحكومات والأحزاب والائتلافات السياسية فى الدول العرقية والطائفية والمذهبية والقبلية وغيرها يجب أن تبنى على أسس المواطنة والكفاءات والتوافق الوطنى وليس على أسس ونسب المحاصصات والمخاصصات الطائفية والعرقية والقبلية والجهوية والمذهبية فى المجتمعات والدول والشعوب.
د. حسن صادق هيكل يكتب: مخططات تقسيم العالم العربى؟
الإثنين، 25 مارس 2013 03:03 م