الخطاب الذى ألقاه الرئيس محمد مرسى فى قصر الاتحادية، ليلة الاثنين 24 مارس، حمل الكثير من الملاحظات التى يجب الوقوف عندها: -
1- كان رد الفعل الرئيس على أحداث العنف التى وقعت فى المقطم ليلة الأحد قبل الماضى، ورد الفعل عليه يوم الجمعة الماضى، متأخرا جدًا، ما جعل الكثيرين يرون أنه لولا الحدث الثانى لما تحدث الرئيس عن الموضوع برمته، أى لولا ما وقع من المتظاهرين الغاضبين بحق جماعة الإخوان ما وقع، لتغافل الرئيس عن الحدث أصلا. بعبارة أخرى، انتظر الرئيس رد الفعل، وكان يجب عليه أن يكون لديه موقف من الفعل الأصلى، وهو ضرب المتظاهرين وتكسير كاميرات المصورين، وسبهم بألفاظ جنسية وسب الدين لهم، كما سمعنا صوتا وصورة.
2- إن المحفل الذى تحدث فيه الرئيس، وعنوانه الحقوق والحريات للمرأة، لم ينطق فيه ببنت شفاه عن الحريات، بل حملت كل كلماته وعيدا بالتنكيل وكبت الحريات، فكان غير موفق فى اختيار المحفل للحديث عن تقييد الحريات وغيرها.
3- إن حديث الرئيس يتلمس من رائحته تحميل القادة السياسيين من التيار المدنى مسئولية ما حدث، وهو أمر يبدو غير صحيح انتظارًا لتحقيق النيابة التى ربما تستدعى المحرضين على الأحداث من واقع اعترافات البلطجية، وتعلم من هم هؤلاء، ولو أنى أشك كثيرًا فى ذلك، لأن حدوثه يلزم حضور بلطجية الإخوان فى الموقعة الأولى والذين لم يأتوا، لكن وعلى فرض صدق الرئيس ألا كان له من باب أولى أن ينتقد من هم منتمون لجماعته، والذين روعوا الرسامين والمصورين على "أرض الدولة" أو "شوارع الحكومة"، وكان على الإخوان أن يردوا بالمثل فى التحرير أو خلافه، بل لا نغالى القول كان على الرئيس أن يأمر بالقبض على البلطجى الكبير والكاذب المعروف الذى حاصر قسم الدقى والمحكمة الدستورية، وتعدى على ضيوف مدينة الإنتاج الإعلامى التى حاصرها مرتين آخرها يوم أمس.
4- إن حديث الرئيس عن الإعلام كان كما لو كان حديثا ينم عن حالة عدم رضا، بل وتوعد باتخاذ إجراءات عقابية بحقهم، وهو أمر ثبت أنه لا جدوى منه، إلا من خلال التوافق للوصول لميثاق شرف إعلامى. بعبارة أخرى، إن حقل الإعلام هو حقل ملىء بالألغام، ومن يشتبك داخله عليه تحمل تبعات ما يصيبه. بعبارة أخرى من سينال من حرية الرأى والتعبير، مهما بلغت، سيكون بمثابة من يطرق رأسه فى حجر، لن ينكسر الحجر ولن يقف نزيف رأس الطارق. من هنا دائماً ما ننادى أن أفضل رد على الكلمة هى الكلمة ذاتها. يا سادة أسرعوا فى إقامة قنوات فضائية، ولديكم الأموال الكافية، وقولوا أيضا ما شئتم.
5- إن توعد الرئيس باتخاذ إجراءات استثنائية، ربما ينجح من حيث الشكل، باعتبار الإخوان هم المالكون الفعليون لمجلس الشورى، ذى الأغلبية الكبيرة من عناصر الإخوان، ناهيك عن ثلة من المتأخونين من أعضاء من الوسط والغد والحضارة وأعضاء جبهة الضمير، إضافة إلى بعض السلفيين الحانقين على الإعلام بداية، كل هؤلاء مستعدون لتمرير الطوارئ أو خلافه، أما من حيث المضمون، فإن أى قرارات استثنائية على الأرض لن تنفذ، فالشرطة فى حالة ضعف مذر، والجيش كما يعلم الجميع أن الإخوان فى حالة ذعر رهيب من تواجدهم فى الشارع، وحتى لو حدث فلن يضر الأمر شيئا، ولعلنا جميعًا شاهدنا عناصر الجيش وهى تلعب الكرة مع المواطنين فى شوارع بورسعيد، وشاهدنا أبناء مدن القناة ينزلون الشوارع بالمئات ليلا كى "يتفرجوا" على حظر التجول ليلا، ومعهم اللب والترمس.
نقولها للمرة المائة لا بديل إلا بالوفاق، ولا وفاق إلا بالجلوس مع صناع الثورة، من وثب على الثورة أو لحق بها من الإخوان أو من كان يعاديها واضطر لمؤازرتها من بعض أنصار التيارات السلفية، لكل هؤلاء نقول، لن تهنأ مصر إلا بالوفاق بين كل أبنائها.
وعلى الله قصد السبيل.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الكبير
عمى
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد قرفان
وشفاك انت من الغباء
عدد الردود 0
بواسطة:
ايوب مصر
رائع يا دكتور عمرو
عدد الردود 0
بواسطة:
أبوالمعتصم
اتق الله
عدد الردود 0
بواسطة:
Ragy samy
يا ابني ياللي بتتكلم عن التعريب روح اخترع حاجه بالعربي ساعتها العالم هايتكلم عربي
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
إذا أردت أن تطاع ...فوجه مقالك لآية الله "المرشد"
عدد الردود 0
بواسطة:
Ragy samy
يا ابني ياللي بتتكلم عن التعريب روح اخترع حاجه بالعربي ساعتها العالم هايتكلم عربي
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد السيد
الاخوان هم الطرف الثالث
الثورة مستمرة ضد الظلم و الطغاة الجدد
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
لا أحد فوق القانون لا أحد فوق المساءله يجب نطبيق القانون بكل حسم علي الجميع دون تمييز
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَ