حث الكاتب الأمريكى "توماس فريدمان" إسرائيل على عدم دفن رأسها فى الرمال والتعاون مع الفلسطينيين لإقامة دولة "حديثة، وعلمانية، وغربية التوجهات، يعيش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود ويعملون معا"،واصفا ذلك الحل بأنه أفضل السبل بالنسبة لإسرائيل للتعامل مع الفوضى العارمة التى تحيط بها.
وأكد الكاتب فى مقال له أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على موقعها الإلكترونى اليوم الأحد، أنه فى حال لم يحاول الفلسطينيون والإسرائيليون التعاون بكل صورة ممكنة فى الوقت الراهن، فإن فرصة إحلال السلام ستضيع إلى الأبد.
ولفت فريدمان إلى أن إسرائيل ظلت تشعر خلال السنوات القليلة الماضية وتفكر وتتصرف كما لو كانت ليست موجودة فى غرب آسيا والشرق الأوسط، وتستطيع البقاء كجزيرة ليست موجودة بالمنطقة، كما لو كان ليس هناك وجود للعالم العربى أو فلسطين أو الاحتلال أو المستوطنين أو إيران.
وأوضح فريدمان أن هناك بعض الأحداث فى منطقة الشرق الأوسط والتى يستحيل على إسرائيل تجاهلها، كثورات الربيع العربي،الحرب الأهلية المستعرة فى سوريا، والتقارير التى تشير إلى استخدام النظام السورى ترسانته من الأسلحة الكيماوية، فضلا عن الصواريخ من قطاع غزة المحاصر.
ورأى فريدمان أن قدرة إسرائيل على التعامل وكأنها بمعزل عن دول المنطقة مدهشة وضرورية، وفى الوقت نفسه خطرة ونابعة من أوهام.
وأضاف "بأنها مدهشة لأن إسرائيل هى الدولة الوحيدة فى العالم اليوم التى تواجه "أعداء" لا دولة لهم ومسلحين بالصواريخ، وينشطون وسط المدنيين على أربع جهات من خمس: سيناء، غزة، جنوب لبنان، و سوريا"،مضفيا ووراء ذلك تحيط بها دول تعصف بها صراعات داخلية، وإيران؛ ورغم ذلك، نجحت إسرائيل فى تحييد "الأعداء" بالجدران المرتفعة وتعزيز اقتصادها بالتكنولوجيا الحديثة.
ونوه الكاتب "توماس فريدمان" -فى مستهل مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز"- إلى أن هناك خيطا رفيعا يفصل بين الخطر والسلام، معتبرا أن الحفاظ على هذا الخيط مستحيل؛ وأنه من الأوهام المدمرة أن تتقاسم إسرائيل ذات الـ6 ملايين نسمة الأرض مع أكثر من 5 ملايين فلسطينى، وأن يصر شعب ما فى العقد الثانى من الألفية الثالثة على احتلال شعب آخر.
وشدد على أن الحلم المدمر الذى تحتفظ به إسرائيل هو أنها تستطيع احتلال الضفة الغربية والتى يبلغ عدد سكانها من الفلسطينيين 5،2 مليون نسمة لترضى متطرفين يهود مهووسين يتولون حاليا مناصب وزارية مرموقة مثل حقيبة الإسكان.
وأكد فريدمان أنه من المستحيل أن يكون هناك دولة يهودية ديمقراطية تسعى فى الوقت ذاته للسيطرة على كافة الأراضى حولها، مؤكدا أنه فى حال أصرت إسرائيل على تحقيق هذا الحلم بأكمله، فإنها ستخسر الفرصة بالكامل".
ودعا الكاتب الأمريكى "توماس فريدمان" – ختاما - إسرائيل إلى التخلى عن أحلامها الاستيطانية وفلسطين إلى التخلى عن شروطها المسبقة وبدء مفاوضات فى محاولة نحو إحلال السلام لعدم تفويت الفرصة والتى قد لا تأتى مرة أخرى، مؤكدا أن الفلسطينيين لن يتمكنوا من ضبط النفس مالم يتم اتخاذ خطوات جدية نحو إقامة دول فلسطينية.
فريدمان يحث إسرائيل على بدء تعاون بناء نحو إقامة دولة فلسطينية
الأحد، 24 مارس 2013 02:16 م