د. سمير محمد البهواشى يكتب: الصداقة التى نريدها

الأحد، 24 مارس 2013 03:19 م
د. سمير محمد البهواشى يكتب:  الصداقة التى نريدها صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس افتراءً على الحقيقة أن نتهامس فيما بيننا وخاصة عندما نخلو الى ذوينا ألا صداقة الآن بين الناس وانما هى المصالح التى ينبغى أن تربط - وهى التى تربط فعلا - العلاقات بينهم بعضهم ببعض بل بين الدول أيضا وتوارت من حياتنا الصداقة الحقة القائمة على الأخلاق الحميدة والإيثار وابتغاء وجه الله !! وقد سألنى ابن صديق لى احتفظ به منذ نعومة أظفارى كأحد العملات النادرة وقال: هل يوجد ياعمى أصدقاء حقيقيون الآن ؟ فقلت نعم بالطبع ، فقال : ولكنى كلما تصادقت مع أحدهم، واختبرته على محك التجربة أنظر فلا أجده ويهرب عند أول اختبار حقيقى للصداقة التى ترضى الله.. فقلت له: الأصدقاء الحقيقيون لا يهربون يا بنى ، أما الهاربون فهم أحد ثلاثة :- من يخشون الحق ومن يعانون عقدة النقص أمام غيرهم ومن يقيمون دعائم علاقاتهم مع الناس على أساس المصلحة الشخصية فقط .؟ فقال الابن إذن على أن أكون مثل هؤلاء أو بالكاد قريباً منهم حتى أستطيع الإبقاء على حبال الود موصولة ؟ فقلت له بإشفاق : هذا إذا كنت تريد الدنيا فقط ولا ترنو للبعيد، أما إن كنت تريد سعادة الدارين فليس ثم غير وجه الله الذى يجب أن تجعله هدفك ومنتهاك ومن جعل الله همه كفاه كل ما يهمه !! فقال الابن ولكنى فى أوقات كثيرة أشعر بالحزن لأن الناس أصبحوا هكذا ولأنى لا أستطيع التواصل معهم بطريقة العلاقات الدولية الآن والتى تعتبر ثمرة ما يسمى بالعولمة فإنك تجد التواصل بين الناس قد أصبح إليكترونياً بالمحمول والإنترنت والتليفون العادى ولكن للأسف خلت القلوب من الحب الحقيقى ؟ فقلت له : العارفون بالله رضوان الله عليهم يقولون :- دارهم ما دمت فى دارهم وأرضهم ما كنت فى أرضهم واجعل نيتك فى ذلك كله الرحمة بهم فإنهم فى النهاية خلق الله وعلينا أن نحب خلقه ما دمنا نحبه ونعمل من أجله لأنه سبحانه وتعالى لا يخلق مخلوقاً إلا ويحبه ، فقال الابن فبماذا تنصحنى ؟ قلت : بما نصحنا به رسول الله إذ أمرنا أن ينظر كل منا إلى من يخالل لأن المرء على دين خليله، ثم بعد ذلك أن نصل من قطعنا ونعطى من حرمنا ونعفو عمن ظلمنا ، ونجعل النية فى كل ذلك لله فالعالم كله وإن عظم لن يجزينا بمثل ما سوف يجزينا الله به . فقال الابن: أسأل الله المعونة.. فقلت :آمين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة