الرسائل التى حملها مرسى للجيش خلال لقائه بالمنطقة المركزية العسكرية.. التأكيد على قوة العلاقة بين الرئاسة والمؤسسة.. معاونة الشرطة فى العودة لمواقعها مرة أخرى بمدن القناة.. رفع الكفاءة ومستوى التسليح

كشف مصدر عسكرى لـ"اليوم السابع" أن لقاء الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، مع قادة وضباط وصف المنطقة المركزية العسكرية تناول العديد من القضايا الرئيسة الخاصة بالأمن القومى المصرى خلال المرحلة المقبلة، خاصة الحدود الشرقية ومشكلات التهريب التى تتعرض لها شبه جزيرة سيناء خلال المرحلة الجارية، بعد كشف الكثير من عمليات التهريب المنظمة عبر الأنفاق، تستهدف الأمن القومى المصرى بشكل مباشر.

وأوضح المصدر، أن لقاء الرئيس مرسى مع ضباط المنطقة المركزية كان مفاجئا إلى حد كبير، حيث تم إخبار القوات المسلحة به مساء يوم الثلاثاء الماضى، والهدف الأساسى منه التأكيد على العلاقة الطيبة بين مؤسسة الرئاسة والقوات المسلحة المصرية ومختلف قادتها ورموزها الحاليين والسابقين، من أجل مواجهة الشائعات التى ترددت خلال الفترة الأخيرة حول توتر العلاقة بين المؤسستين، وخلاف الرئيس مع الجيش، حيث أكد الرئيس خلال اللقاء على العلاقة الطيبة بينه وبين المؤسسة العسكرية.

من ناحية أخرى كشفت مصادر برئاسة الجمهورية أن الدكتور محمد مرسى قصد من زيارته لقيادة المنطقة المركزية العسكرية، توجيه أربعة رسائل للقوات المسلحة والشعب المصرى، أولها قوة العلاقة وترابطها بين مؤسسة الرئاسة والجيش ونفى أى خلاف تردد الأيام الماضية حول هذا الأمر، حيث أكد الرئيس أنه من غير المقبول أن تنشب خلافات بين الرئيس والجيش بالصورة التى روجت لها بعض وسائل الإعلام، حيث إن رئيس الجمهورية بنص الدستور هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذى يملك قرار الحرب، وطاعة أوامره واجبة النفاذ وفقا للتقاليد العسكرية المصرية العريقة التى تحترم القادة وتقدر دورهم دون النظر لأى صراعات أو أزمات سياسية.

وأشارت المصادر إلى أن الرسالة الثانية التى قصد الرئيس مرسى توجيهها للجيش المصرى وقياداته هى تهنئة القوات المسلحة بمناسبة تحرير "طابا"، خاصة بعدما تجاهلت رئاسة الجمهورية الاحتفال بعودتها فى الفترة الماضية، وتجاهل الحدث الذى يعتبر أحد أهم إنجازات القوات المسلحة، بسبب ارتباطه المباشر بشخص الرئيس السابق حسنى مبارك، الذى رفع علم مصر على أرض طابا عام 1982، كأحد أهم إنجازاته، مؤكدين أن مقربين من الرئيس نصحوه بضرورة أن يهنئ القوات المسلحة باستعادة طابا إلى سيناء مرة أخرى، والتأكيد على أنها جزء من ذاكرة الوطن والتاريخ القومى، ولا يمكن تجاهله أو نسيانه، باعتباره رمزا حقيقيا للإرادة المصرية وعطاء رجال القوات المسلحة جيلا بعد جيل.

وأكدت المصادر، أن الرسالة الثالثة التى قصد الرئيس مرسى توجيهها إلى القوات المسلحة هى التأكيد على دورهم فى حفظ الأمن بمدن القناة الثلاث، ومعاونة الشرطة المدنية فى العودة لدورها فى حماية أمن المواطن الصرى مرة أخرى فى القريب العاجل، وحفظ أمن قناة السويس من خلال قوات الجيشين الثانى والثالث الميدانيين والقوات البحرية، باعتبارها أحد أهم مصادر الدخل القومى خلال المرحلة الراهنة، والمعين الأول على مواجهة الأزمة الاقتصادية التى تمر بها مصر، خاصة مع تراجع معدلات الاستثمار السياحى ونقص واضح فى العملات الصعبة، لافتين إلى أن الرئيس مرسى دعا الجيش وقياداته فى حضور الفريق السيسى إلى ضرورة تأمين قناة السويس من أى استهداف ومواجهة أى محاولة للنيل من المجرى الملاحى لها بمنتهى القوة والحسم، حفاظا عليها باعتبارها مهمة قومية تحتاج إلى رجال مخلصين من أبناء القوات المسلحة.

وبيّنت المصادر أن الرسالة الرابعة التى أكد عليها الدكتور مرسى مع أبناء المؤسسة العسكرية، هى أن القوات المسلحة يجب أن تحافظ على استعدادها وكفاءتها الدائمة خلال الفترة المقبلة، باعتبار ذلك عملها الإحترافى الأول، وحرصه كقائد أعلى للقوات المسلحة على الارتقاء بمستوى تسليح الجيش المصرى، حيث أطلعهم الرئيس على أن زيارته الأخيرة للهند وباكستان سوف تنعكس بشكل مباشر على مستوى أداء المؤسسة العسكرية، انطلاقا من حرصه على رفع كفاءة القوات المسلحة المصرية وتحقيق التوازن العسكرى بينها وبين العديد من دول منطقة الشرق الأوسط، حتى تكون دائما على أهبة الاستعداد لمواجهة أى مخاطر من شأنها تهديد الأمن القومى المصرى.

كان الرئيس محمد محمد مرسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد أدى صلاة الجمعة بمقر قيادة المنطقة المركزية العسكرية بالعباسية بصحبة الفريق أول عبد الفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والفريق صدقى صبحى رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة الجيش، ثم التقى مرسى بقادة وضباط القوات المسلحة بالمنطقة المركزية العسكرية ووجه لهم كلمة وأدار معهم حوارا مفتوحا.