التربية الخاطئة للأطفال تنشئ أجيالا تفتقد إلى التعامل الصحيح مع الحياة؛ فالشباب الذى يتعصب لفرض رأيه ولا يرى أفضل منه لم يتعلم فى طفولته فن التحاور وأسلوب الإقناع العقلى، وتبادل الأفكار وتداولها والصبى الذى يستخدم ألفاظا سوقية مع اصدقائه، لم يجد فى البيئة التى نشأ فيها من يراجع معه اللفظ والأسلوب ويبين له قيمة القول ومدى أهميته للإنسان فى الدنيا والآخرة ؛ والرجل الذى يستبيح أخذ الرشوة لم يجد فى أسرته منذ نعومة أظفاره من يتحرى الحلال والحرام ويتحدث عن أهمية ذلك فى الحياة.
والشاب الكسول الذى يضيع وقته فيما لا طائل من ورائه لم يتعلم أهمية الوقت وفن التعامل معه. والشاب الذى يجد صعوبة فى اتخاذ القرار الصائب وفى الوقت المناسب لم يعط الفرصة ليتعلم الاعتماد على نفسه.
أما الشباب الذى يرى أن فرص الحياة نادرة وأنه لم يجد وضعه المناسب الذى يليق به ويرفض العمل فى المهن البسيطة لأنها لا تناسب قدراته فإنه شاب أنانى لم يدرك معنى القناعة والمثابرة. ويأتى الاهتمام بالثقافة فى مرتبة متأخرة فى بلادنا رغم أن الدرس الأول الذى يجب أن نعلمه لأولادنا هو فن الادخار الثقافى بمعنى تحصيل المعلومة تلو المعلومة بحيث لا يمر يوم إلا بإضافة معلومة جديدة فى رصيدنا وعندما نبدأ فى مواجهة الحياة نكون أثرياء بمعلوماتنا وعلمنا وهى الأدوات التى تيسر لنا السبيل لصنع مستقبل أفضل.
ولا يقلل ذلك من أهمية تعويد أولادنا على ادخار المال والصحة بدلا من تشتيتها هباء دون فائدة.
إن أغلب أولادنا يقضون معظم وقتهم فى السهر أمام الكمبيوتر والإنترنت والبلاى ستيشن وبرامج التليفزيون التافهة ولم يتعود هؤلاء المغيبون أن يستثمر الوقت بصورة صحيحة فيقرأ كتابا ويشاهد فيلما وثائقيا ويستمع إلى العلماء ويخصص جانبا للصلاة والذكر ولا ينسى أن يروح عن نفسه ولكن دون أن يهمل الوقت ويترك النفس على هواها.
إنها دعوة لمراجعة أنفسنا كبارا وصغارا فما فات يمكن استعادته والأمل فى الشباب كبير وسوف تشهد مصر عصرا جديدا يضع بلادنا على أعتاب الدول المتقدمة بإذن الله.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة