على حسن السعدنى يكتب: تحديد الأهداف سر النجاح

السبت، 23 مارس 2013 08:18 ص
على حسن السعدنى يكتب: تحديد الأهداف سر النجاح صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وضع الأهداف عملية هامة، فهى تركز أساسًا على ما يسمح لنا بتجميع أشعة الشمس المنتشرة فى عدسة قادرة على إشعال حريق، وهى تجسيد للخيال المبدع والإرادة المستقلة، وهى العامل المشترك لنجاح الأفراد والمنظمات. ولكن رغم مزاياها الواضحة، فإن الخبرة والمشاعر حول عملية تحديد الأهداف تختلط، فبعضها يمكنه وضع أهداف طموحة، ويمارس انضباطًا هائلاً، وفى النهاية يدفع ثمن الإنجاز الكبير، أما البعض الآخر فلا يمكنه الالتزام بهدف عادى لمدة يومين، فالبعض يرى فى الأهداف العامل الأول فى نجاح الأفراد والأمم، والبعض الآخر يراها مجرد أوهام ليس لها تأثير على ما يجرى فى الواقع، وبعض الكتاب يقولون لنا: إننا إذا فكرنا بطريقة إيجابية يمكننا تحقيق أى شىء، بينما يقول بعض آخر: لا داعى لأن نرهق أنفسنا فى تحصيل ما لا يمكننا الوصول إليه.

وعملية وضع الأهداف وتحقيقها تغدو بمثابة إضافة لحساب الكرامة الشخصية، حيث نشعر بالثقة فى أنفسنا، ونشعر أننا ملتزمون حيال أنفسنا، وحيال الغير، ولكن عندما لا نحقق الأهداف، يصبح ذلك مصدرًا للألم الكبير، وبمضى الوقت، يسبب فقدان الثقة فى قدرتنا على قطع العهود والالتزام، مما يحد من قدرتنا على وضع وتحقيق الأهداف المقبولة عندئذ، وعندما نحتاج القوة الذاتية لمواجهة التحديات الكبيرة فى حياتنا لن نجد هذه القوة متوفرة.

وبناء قوة الشخصية مثله مثل بناء الجسم القوى، فعندما يأتى وقت الاختيار، فإنه ما لم تكن لديك الشخصية القوية فإن أى تجميل خارجى لن يغطى ضعف تلك الشخصية، فلا يمكنك إخفاء ذلك الضعف، بل لابد من توافر القوة لكى تضع هدفا كبيرا، أو لتحل معضلة كبيرة من النوع الذى لا يفلح معه المسكنات، وهذه القوة هى التى تضمن تماسكك عندما تسير الريح فى اتجاه غير الذى تريد.

وهناك العديد من الأسباب وراء عدم وصولنا إلى أهدافنا، فأحيانا يكون ذلك لأن هذه الأهداف غير واقعية، وأحيانا لأننا نضع توقعات لا تعكس أى إدراك للذات، فعند بداية سنة جديدة نتوقع أن نعدل أسلوبنا فى الأكل، وممارسة الرياضة، أو فى معاملة الغير لمجرد أن هذه السنة الجديدة بدأت، ونحن فى هذا مثلنا مثل من يتوقع لطفله الصغير أن ينتقل فى يوم واحد مباشرة من مرحلة الحبو إلى مرحلة الأكل بالشوكة والسكين، وقيادة السيارة، هنا تكون أهدافنا مبنية على سراب، دون إدراك لقدرات الذات، ودون إدراك للقوانين التى تحكم النمو الطبيعى للأمور.

وأحيانا أخرى نضع أهدافا ونعمل على تحقيقها، ولكن قد تتغير الظروف، أو نتغير نحن، قد تظهر فرص جديدة، الاقتصاد من حولنا يتبدل، قد يدخل شخص جديد فى حياتنا، وهنا يصبح السيناريو مختلفا، فى هذه الحالة ومع الإصرار على هذه الأهداف نصبح نحن فى خدمة هذه الأهداف بدلا من أن تكون هى فى خدمتنا، ولكن عند التخلى عن هذه الأهداف نشعر بالذنب لأننا لن نلتزم بما تعهدنا به، فيصبح من الصعب علينا أن نتعرض لتغيير الأهداف باستمرار أو عندما نفشل فى الوصول إليها.

وبينما يرتب الفشل فى تحقيق الأهداف آلاما، فإن لتحقيق الأهداف أيضا آلام من نوع آخر، فأحيانا ما يكون تحقيق أهداف معينة على حساب جوانب أخرى هامة فى حياتنا، أى أننا وضعنا سلم النجاح على الحائط الخطأ بالنسبة لحياتنا. وعندما يستوعبنا هدف واحد نصبح مثل الحصان معصوب العينين، غير قادرين على رؤية أى شىء آخر، تاركين الكثير من الضحايا فى الطريق، فغالبا ما تكون هذه الأهداف محددة بطريقة جيدة، ولكن تحقيقها قد يترك خلفه آثارًا غير طيبة.

نحن نضع الهدف متوقعين أن الوصول إليه سيحقق نتائج إيجابية معينة ترفع من جودة الحياة، ولكن أحيانا لا تتحقق هذه النتائج الإيجابية، ويتسبب تحقيق الهدف فى ترتيب سلبيات معينة، لذلك نصبح فى حيرة بعد تحقيق تلك الأهداف، لعل سبب عدم الراحة التى نشعر بها عند وضع الأهداف هو أننا نكون أمام معضلة من نوع خاص، فعندما تتحقق الأهداف قد ترتب آثارا سلبية، أما إذا لم تتحقق هذه الأهداف فإن ذلك يخلف الألم والحسرة.

ولكن هل هناك سبيل للإفادة من قوة الأهداف، دون أن نتعرض لهذه المشكلات؟ هل يمكن زيادة رصيد حساب الكرامة الشخصية القوية من خلال عملية تحديد الأهداف ثم تحقيقها بشكل منتظم؟ هل يمكن التخلى عن الأهداف أو تعديلها، أو حتى الفشل فيها، مع بقاء رصيد حساب الكرامة الشخصية غير منقوص؟ هل هناك ضمان لأن نضع سلم تحقق الأهداف مستندا إلى الحائط الصحيح؟

يؤكد "ستيفن كوفى" مؤلف كتاب "العادات السبع لأكثر الناس فعالية" أن ذلك ممكناً، بل من الممكن أن يكون فى هذه العملية دعم لقدرتنا على تحقيق الأهداف، والسر فى ذلك كما يرى كوفى هو فى استخدامنا لملكاتنا الإنسانية بشكل متفاعل، عند قيامنا بتحديد وتحقيق الأهداف شريطة أن تكون هذه العملية مبنية على مبادئ.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة