بعد إعلان العديد من المبدعين تجهيزهم حاليا لمسلسلات تليفزيونية درامية تحمل إسقاطا على الوقع الذى يعيشه المجتمع المصرى حاليا، وتتناول نماذج من رجال الدين والكشف عن العديد من الجوانب الهامة فى حياتها بشكل درامى، بات البعض ينتظر الكيفية التى سيتناول من خلالها المبدعون صورة رجل الدين، خصوصا مع شكوك مسبقة من قبل بعض المتشددين فى أنها أعمال ستسخر من قيمة المتدين أو الداعية.
يأتى فى مقدمة هذه المسلسلات «بشر مثلكم» المقرر أن يبدأ تصويره خلال أيام وهو من بطولة عمرو سعد وإيمان العاصى وطارق لطفى وريهام سعيد ودلال عبدالعزيز ومحسن منصور وناهد السباعى وإنعام سالوسة وإنجى المقدم وإنجى أباظة وياسر على ماهر ومحمد عبد المعطى، ومن تأليف محمد صلاح العزب، وإخراج حسين شوكت، ومسلسل «الداعية» بطولة الفنان هانى سلامة، وبسمة، وأحمد فهمى، وريهام عبدالغفور، ومحمود الجندى، ومن تأليف مدحت العدل، وإخراج محمد جمال العدل، الذى انتهى من تصوير عدد من مشاهده.
محمد صلاح العزب مؤلف مسلسل «بشر مثلكم» دافع عن تلك النظرة المسبقة قائلا: إنه لم يتجن على أحد من الشيوخ وتجسيد دوره بطريقة مبالغ فيها، وأنه كان واقعيا فى تناوله للأحداث الدرامية فى حياة الشيوخ، وأن المسلسل سيكون بمثابة بانوراما درامية لعدد من التيارات الدينية، وذلك من أجل تقديم صورة حقيقية لهم كما يراها المواطن البسيط، موضحا أن إثارة الجدل التى تحدث ضد الأعمال التليفزيونية التى تتناول رجال الدين تكون قبل المسلسل وفى بدايات عرضه، وذلك يعود لأن المنتمين للتيارات الدينية معتادون على مهاجمة العناوين والأفكار فقط ولا يستطيعون الانتظار للحكم عقب مشاهدة العمل كاملا ورؤية مضمونه، خاصة أننا فى النهاية نريد توصيل فكرة للمجتمع هى أن الشيوخ هم «بشر مثلكم» معرضون للصواب وللخطأ، وأن بشريتهم ليست عيبا فيهم، ولكن العيب فيمن يقدسهم أكثر من تقديسه للدين نفسه مما يعيدنا إلى الفكرة التى جاء الإسلام لمحاربتها أصلا وهى عبادة العباد وإخراجهم إلى عبادة رب العباد.
وعن تشابه العمل مع عدد من الأعمال على الساحة حاليا يقول العزب إن فكرة المسلسل مأخوذة عن رواية معروفة هى «يوم الدين» للكاتبة رشا الأمير وهى منشورة منذ حوالى 10 سنوات، كما أن «بشر مثلكم» مكتوب منذ أكثر من عامين وتم تداول الفكرة وانتشارها فى الوسط الفنى، مما أدى إلى ظهور أكثر من عمل بنفس الفكرة، لكن هذا كما يقول العزب أمر جانبى، لأن ظاهرة التدين الشكلى، واستغلال الدين للوصول إلى مكاسب مالية وسياسية تحتمل مناقشتها فى أكثر من عمل دون أن يكون هناك تعارض بينها.
أما مؤلف مسلسل «الداعية» الدكتور مدحت العدل فقال لـ«اليوم السابع»، إن مسلسله يتطرق لأكثر من نموذج موجود بالفعل فى المجتمع المصرى ولكنه لا يقول خلال أحداث المسلسل إن هذا هو «فلان»، لكنه يلقى الضوء على الصراع ما بين التنوير والجاهلية وذلك من خلال قصة حب خاصة، وأن الموضوع ليس دينيا فقط، ولكنه إسقاط على الواقع الذى نعيشه.
وعن تطرق المسلسل إلى عدد من شيوخ الفضائيات قال العدل: لا أريد أن أعطيهم أكبر من حجمهم لأننى ضد تسليط الأضواء عليهم، فنحن فى أحداث المسلسل نبرز أكثر الصراع ما بين مدعى الحضارة ومدعى «التخلف».
وحول وجود مشاكل مع الرقابة تحدث العدل قائلا، حتى الآن لا يوجد أى مشكلة مع الرقابة واستخرجنا كافة التصاريح المطلوبة لبداية التصوير، كما أن الرقابة عندما يعرض عليها عمل فإنها تكون واثقة من سمعة مؤلفه ومنتجه، وكعادتنا «العدل جروب» نقدم دائما الأعمال التى نكون على إيمان شديد أنها ستفيد الوطن فيما بعد، وبالنسبة لى كمؤلف العمل فليس لدى أى غرض وسأكون محايدا فى سردى للأحداث لأننى فى النهاية لست مع أو ضد أحد فمصلحتى التقدم بالوطن، وفى النهاية تضع الرقابة فى أذهانها أعمالى السابقة لذلك فلا توجد أى مشاكل مع الرقابة. وعن رسالة المسلسل قال العدل، نعرض الأحداث فى المسلسل ونقول للناس: هذه هى مصر، فكيف تريدون لها أن تكون؟ وعلى كل مواطن الاختيار، كما أننى قلت ذلك فى كلمات تتر المسلسل التى تقول: «تتصور لو طير مبيطيرش أو قلب ميغنيش..أو فى الحياة نمشى من غير أمل بيعيش..إيه إحنا غير حرية وحنين لشمس ومية وذكرى لو منسية من غيرها نبقى مفيش» والهدف منها هو هل يجوز أن يكون هناك طير «ميطرش» أو يحرم من الحرية؟
واختتم العدل حديثه قائلا، إنه دائما منشغل بالصراع ما بين التخلف والتقدم، وسبق أن قدم ذلك منذ 4 سنوات فى مسلسله «قصة حب» وظهرت بسمة بالنقاب وقتها خلال أحداث المسلسل.