تتسابق الرغبات المحمومة من بعض تيارات المعارضة بتكثيف جهودها المضنية فى جمع وتحرير توكيلات رسمية بالشهر العقارى للرئيس المرغوب فيه لإدارة شئون البلاد، ضمن محاولات مستميتة لإزاحة مرسى من على كرسى الحكم، وتياره من المشهد السياسى.
تسابقت الجهود من تلك التيارات لجمع وتحرير تلك التوكيلات وكأنها كوبونات فوازير رمضان الشهيرة التى تسابق الناس عليها أفراداً وجماعات لشرائها للفوز باليانصيب الذى سيحقق أحلاماً عجزت إرادة صاحبها عن تحقيقها بفكره وجهده وعمله، فكان الهروب إلى أوهام وخرافات.
اختلفت الرغبات باختلاف التيارات فكان الاختلاف فيمن تُجمع له التوكيلات، حيث أستقر بعضهم على جمع التوكيلات وتحريرها فى الشهر العقارى للفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة لتولى إدارة شئون البلاد فى محاولة للزج بالجيش فى أتون العملية السياسية والتى نربأ به أن ينساق اليها، بينما استقرت مجموعة أخرى على إختيار البرادعى رئيساً للبلاد فسارعوا بتحرير توكيلات له بالشهر العقارى، وما لبث أن خرجت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعى تدعو إلى جمع وتحرير توكيلات بالشهر العقارى لاختيار "أيمن الظواهرى" رئيساً للبلاد.
ومن المتوقع أن تخرج مجموعات أخرى تنادى بجمع وتحرير توكيلات بالشهر العقارى إلى بقية قيادات المعارضة كل على حدة لاختياره رئيساً، ثم يخرج علينا البعض الآخر مطالباً بتولية مطربه المفضل أو ممثله الشغوف به أو لاعب الكرة للنادى الذى يشجعه لشغله ذلك المنصب، ومن ثم فمن باب أولى أن يختار كل مواطن أحد أبويه رئيساً لعله يحقق أحلامه وأمانيه الحياتية فضلاً عن السياسية.
وطالما تعدد الرؤساء فمن الطبيعى أن تقسم الأرض بحيث يرأس كل منهم قطعة فيها، فتصبح الدولة المصرية أقدم دول العالم عبارة عن مجموعة من القبائل أو القطعان تتولى بنفسها إدارة شئونها والتى سوف تكون بالتأكيد ميسورة وميسرة حيث لن تتعدى إشكالياتها إدارة بعضاً من الإبل أو الماشية.
لاشك أن المشهد صار هزلياً وعبثياً ويدعو إلى كل اشمئزاز وسخرية على نخب وقيادات وأحزاب أصيبت بعجز كلى عن تحقيق أحلامها السياسية وطموحاتها الحزبية بعدما أفتقدت كل مقومات تحقق لها ذلك، حيث تخصصت فى التنظير والتندر على فضائيات الفلول وبصحف وأقلام المؤيدين حيث تحولت حياتهم إلى مكلمة ضاق منها الناس ذرعاً.
ولا غرابة فى جمع وتحرير التوكيلات فهى إحدى صور الإنقضاض على الشرعية وكأن "البلد ملهاش ريسً"، بعدما بُحت حناجر من شدة استنجادها بالخارج واستقوائها بدول أجنبية ودعوتها للتدخل فى شئون البلاد، أو استدعائها للحكم العسكرى والذى تناقض مع مطالبهم بالدولة المدنية والتى حاربوا على الفضائيات ومواقع التواصل الإجتماعى من أجلها غير شباب امتلأ بالوطنية والإخلاص تصدر المشهد فدفع حياته ثمناً لذلك.
فقد دأبوا على رفع شعارات ومبادئ وقيم ثورية سرعان ما انقلبوا عليها عندما حالت دون تحقيق أحلامهم وطموحاتهم ورغباتهم السياسية، فداسوها بالأقدام، ففقدوا أدنى درجات لمصداقية، ولا أدرى كيف يظل بعضاً من شباب أثق فى حماسهم وذكائهم دائرين فى فلكهم من غير أن يدركوا حقيقتهم.
لم بعد هناك مجالاً للشك برغبة طاغية فى إسقاط مرسى والذى يرمز الى تجربة تيار الإسلام السياسى، فسابقوا الزمن لعرقلة أى إنجازات يمكن أن تنسب إليهم.
هم يتسابقون لدفع البلاد إلى حافة الهاوية، متمنين استقرارها فى قاع الجحيم، بعدما أيقنوا بعجزهم وضعفهم وهوانهم على الناس.
أُثمن اتزان القيادة العسكرية والجيش المصرى بكل أفراده، والتى لم تسع إلى خوض غمار تجربة سابقة خسر فيها جزءًا من رصيده، وعدم انجرافه وراء الدعوات المسمومة والتى تحاول أن تصور له باطلاً زيف بوجه الحقيقة.
لابد وأن تعى المؤسسة العسكرية أنها الحصن المنيع والركن الباقى المتبقى للدولة المصرية والتى لم تعد تركن إلاً إليه وعليه، فواجبه أن يكون على قدر المسئولية وعلى مستوى الحدث بعدم انسياقه إلى تلك المهاترات التى تسعى للزج بالبلاد إلى الضياع حتى وإن اتخذ شكلاً لمجد شخصى زينه فزيفه البعض.
يقيناً أن المجد الحقيقى هو فى الحفاظ على البلاد وتماسكها واتزانها وعودتها إلى ما تصبو إليها، وسيذكر التاريخ ذلك الدور بأحرف من ذهب.
جبهة الإنقاذ
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حنان عمار
نحن اليوم نعيش فرصة ذهبيه ربما لا تاتى مرة اخرى بعد مئات الاعوام ن وهى تداول السلطة عبر ال