تعودت منذ صغرى على أن مهما زادت الطرق ظل طريق الحق واحد وهو طريق موحش لقلة سالكيه ولكثرة قاذفيه.. وتعلمت أن الحكم على الأشياء يأتى بدراستها ودراسة أسبابها.. وأن الحكم على الأشخاص ليس بموقف واحد أنما بالأحتكاك والمعاشرة.. وتعلمت أيضاً أن خطأ التطبيق لا يعنى خطأ التوجه أى أنه إذا فشلت فى تنفيذ تركيبة كيميائية عويصة فهذا لا يعنى أن علم الكيمياء فاشل أو أن تلك التجربة انتهت بالفشل.. وإنما أحكم على التجربة بعد معرفة أسباب الفشل ومحاولة معالجتها وإن أخطأ منفذها فحتماً سيأتى غيره وينفذها فعلى مر التاريخ انفجرت معامل الكيمياء بسبب التجارب الكيميائية الخطيرة وبسبب أيضاً فشل البعض فى وضع آلية سليمة لتحديد المركبات المشاركة فى التفاعل.
إن من يدرك السياسة يعلم أنها فن التلاعب بالمتغيرات بالاعتماد على الثوابت وليست فن استخدام الثوابت، وأن فى الكيمياء ثوابت لا تتغير مثل أن الذرة التى تفقد إلكتروناً تتحول إلى أيون موجب والتى تكتسب إلكتروناً تتحول إلى أيون سالب.. وهكذا السياسة من ثوابتها الصدق والحكم بالعدل والتلاعب فيها بالقرارات مع الحفاظ على تلك الثوابت.
فأنت عندما تتصفح مواقع التواصل هناك ثوابت أصبحت لا تتغير فذاك أخوانياً فلن تجد عنده إلا كل التبرير وأنجازات الرئيس وسب المدنيين على بعض الأخبار منها الصادق ومنها الملفق المهم أنها تؤدى الغرض الأسمى وهو الشتم فى الحزب المدنى المعارض، وهذا سلفياً لن تجد عنده إلا صور الشيخ حازم أبو إسماعيل وشوية حبشتكنات تبريرية وذاك شخص مدنى لن تجد عنده إلا كل تبرير للدكتور البرادعى ومدح للطبيب باسم يوسف وشوية أخبار منها الصادق ومنها الملفق المهم أنها تكون بتشتم فى الحزب الحاكم ولا يخلو سجل تعليقاته من كلمة "يسقط يسقط حكم المرشد".
ولا أريد أن أعمم ولكنى أتكلم عن ظاهرة انتشرت مؤخراً ومازالت تكبر أنه لا يوجد شخص يملك عينين.. كل شخص منهم أعور لا يرى إلا بعينٍ واحدة وهى عين التبرير لتوجهه حتى إن كان على خطأ والأمثلة كثيرة، وبنفس العين يصدق أى خبر قيل عن الطرف المناهض له، وعين العدل ماتت ليس عضواً مات وإنما ضمير لابد أن يستيقظ وإلا أصبح حكمنا على الآخرين أعورا ينقصه العدل!
صوره - ارشيفيه
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عصفور
يسقط يسقط حكم المرشد
يسقط يسقط حكم المرشد