وأكد الدكتور عبد الدايم نصير، مستشار شيخ الأزهر للشئون التعليمية والأكاديمية، وعضو مجلس الشورى، خلال زيارة برلمان الطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر إلى مجلس الشورى ولقائه بلجنة الشئون الأفريقية، أنه إذا كانت علاقة مصر بأفريقيا، قد تأثرت خلال العقود الماضية فإن علاقة الأزهر بأفريقيا لم ولن تتأثر، خاصة وأن الأزهر الشريف جامع وجامعة له استمر على مدى يفوق العشرة قرون، مشيرًا إلى أن سر بقائه طيلة هذه الفترة هو المنهج الوسطى المعتدل، الذى يتمسك به الأزهر الشريف، إضافة إلى أنه الحارس الأمين لوسطية الإسلام.
وأوضح مستشار شيخ الأزهر، أن هناك مؤامرات تحاك ضد أفريقيا منذ وجودها، وحتى يومنا هذا، كما أن هناك مشاريع لتقسيم هذه القارة، وتفتيتها وتقسيمها، إضافة لتجزئة قضيتها الكبرى وهى التنمية، ورغبة الغرب الشديدة فى أن تكون هذه القارة مستهلكة لمنتجاتهم، ومنتظرة لإعاناتهم ومساعداتهم.
وقال نصير، إن سر بقاء وقوة الأزهر فى أفريقيا يكمن فى سبعة محاور منها: صلة الأزهر بالطلاب الوافدين والدارسين من خلال منح يقدمها للعديد من الطلاب من شتى بقاع أفريقيا شمالاً وجنوبًا وشرقًا وغربًا، مشيرًا إلى السعى الحثيث لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لتخصيص أكبر قدر ممكن من المنح لطلاب أفريقيا، خاصة أن عدد الطلاب الأفارقة الدارسين فى جامعة الأزهر يفوق عددهم الأربعة آلاف طالب وطالبة منهم الربع يدرس على منح والباقى نسعى جاهدين لتخصيص منح كاملة لهم فى إطار دعم الأزهر المتواصل لأفريقيا، والتى ننتمى إليها انتماء عضويًا لا يستطيع أحد تغييره مهما كان أو طمسه، ثانيا: المبعوثين الأزهريين إلى أفريقيا، ويقدر عددهم بالمئات ويعملون فى مجالات الدعوة الإسلامية فى شتى البلدان الأفريقية من الشمال إلى الجنوب.
وأضاف، عدد المعاهد الأزهرية المنتشرة فى ربوع أفريقيا والبالغ عددها 16 معهدا أزهريا - ونسعى لزيادتها خلال المرحلة المقبلة- تمنح شهادات معادلة بالشهادات الأزهرية فى مصر مما يعد جسرًا ورافدًا حقيقيًا للتواصل بين الأزهر وأفريقيا على مدى قرون لم تنقطع.
وقال نصير، إن مبادرة إنشاء الرابطة العالمية لخريجى الأزهر والتى أنشاها الإمام الأكبر الدكتور الطيب، وقت أن كان رئيسًا للجامعة، والتى تعد بمثابة الجسر الحقيقى الذى يربط ويؤلف ويجمع بين قلوب خريجى الأزهر سواء فى الداخل من خلال فروع للرابطة بمختلف محافظات الجمهورية، أو فى الخارج من خلال 13 فرعًا منتشرة فى جميع أنحاء العالم من أمريكا وبريطانيا وماليزيا والكويت ومرورًا بأفريقيا ومن أهم مميزات هذه الرابطة، والتى أصبحت الآن كيانًا معترفًا به من منظمة الأمم المتحدة، أنها تجمع أشقاء فى العلم وشركاء فى الوسطية درسوا ونهلوا من معين الأزهر الصافى العزب الذى ربى أبنائه على قبول الآخر والحوار البناء.
وقال، إن الدور الاجتماعى للأزهر الشريف والذى تمثل فى القوافل الدعوية إلى أفريقيا، إضافة إلى القوافل الطبية، والتى بدأت فى النيجر وشارك فيها فريق من أساتذة الطب فى جامعة الأزهر، قاموا بإجراء عمليات جراحية لأكثر من 2000 مريض، كانت حالتهم سيئة وقامت بصرف الأدوية لهم مجانا، إضافة لإجراء عمليات فى مجال الرمد حتى أن أحد المواطنين كان قد فقد بصره وبفضل الله تعالى، وعلى يد الدكتور عبد الحكيم صفوت، مدرس مساعد الرمد بطب بنين الأزهر بالقاهرة، استعاد هذا الرجل بصره وقال،" الحمد لله الآن أستطيع أن أقرأ القرآن"، وهذه القافلة تم تدعيمها بأدوية بلغت قيمتها 10 ملايين جنيه، والأزهر لم يقف عند هذا الحد بل تخطى ذلك، فقام بتسيير قافلة أخرى إلى الصومال أيضا، لإجراء عمليات لآلاف من المرضى، وقريبا نخطط لإرسال قافلة إلى نيجيريا، ليس هذا فحسب بل نخطط لإقامة مستشفيات فى قلب العواصم الأفريقية إضافة إلى جلب بعض الأطباء الأفارقة وتدريبهم وتأهيلهم بمستشفيات جامعة الأزهر الجامعية.
وأضاف، كان العائق اللغوى حاجزًا كبيرًا وتحديًا صعبًا استعصى على الحل لفترة طويلة حتى وفقنا المولى عز وجل بأن أسسنا مركزا عالميا لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، خدمة للطالب الوافد وخدمة للغة القرآن الكريم، خاصة وأن اللغة لا تأتى جامدة أو فارغة بل تجدها محملة بثقافات وتاريخ وحضارات.
وأوضح، أن الأزهر يتواصل مع وزارة الخارجية الآن، ومن خلال البعثات الدبلوماسية فى العواصم الأفريقية، من أجل بحث الاحتياجات الحقيقية لهم من تدريب وتأهيل وزيادة للمنح، بل توسعنا عن نطاق، أن نمد أفريقيا بالداعية الجيد، إلى أن نمدهم بالطبيب المتميز من خلال تخصيص منح بكليات الطب والهندسة والصيدلة وطب الأسنان وغير ذلك من الكليات العملية بهدف تخريج كوادر فى جميع التخصصات، وقمنا بفحص الشهادات من أجل معادلتها والتيسير على الطلاب، بل نسعى لأكثر من ذلك وبالتعاون مع وزارة الخارجية لإنشاء صندوق لدعم أنشطة الأزهر فى أفريقيا.
ورحب الدكتور على فتح الباب، رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس الشورى، بوفد برلمان الوافدين فى رحاب لجنة الشئون الأفريقية.
وقال، إن هذه اللجنة حديثة الميلاد، فهى لم تكن موجودة من ذى قبل، مشيرًا إلى أن الهدف من إنشاء هذه اللجنة هو إرسال رسالة إلى الأشقاء الأفارقة مفادها أن مصر عائدة بقوة للعلاقات المصرية الأفريقية كسابق عهدها إضافة لزيادة متانة هذه العلاقات فى شتى المجالات السياسية والعلمية والتجارية والدبلوماسية، خاصة أن حجم التبادل التجارى ضعيف للغاية بين دول القارة وبعضها البعض لاسيما وأن القارة الأفريقية مليئة بالثروات الهائلة وأفضلها الثروة البشرية والتى تحتوى على تنوع ثقافى وحضارى وفكرى.
وأكد رئيس لجنة الشئون الأفريقية، أن أكبر دليل على عودة العلاقات بين مصر وأفريقيا، هى المادة الأولى فى الدستور المصرى الجديد.
كما أكد على أن لمؤسسة الأزهر الشريف برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر دور بالغ الأهمية فى سبيل عودة مصر إلى أفريقيا، من خلالكم أنتم.. فأنتم سفراء للأزهر وللإسلام فى بلادكم وأنتم كنز ثمين لأنكم سوف تكونون قادة المستقبل فى بلادكم.
وأكد سعد المطعنى، مدير إدارة الإعلام، بالرابطة العالمية لخريجى الأزهر، على اهتمام ورعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد الطيب، شيخ الأزهر، ورئيس مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجى الأزهر، بالطلاب الوافدين من أفريقيا مشيرا إلى أن الرابطة، وبمبادرة من شيخ الأزهر، أسست لبرلمان الوافدين ليكون جسرا للتواصل بين الطلاب وصناع القرار، فى مؤسسة الأزهر، بل تخطى الاهتمام تلك المرحلة، حيث تم عقد دائرة مستديرة لبرلمان الوافدين، مع الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء، وقت أن كان وزيرا للرى شارك فيه طلاب دول حوض النيل، وتم الاتفاق على استمرارية التعاون من أجل مصلحة أبناء القارة، وتلا ذلك القيام برحلات إلى الأقصر وأسوان نظمتها الربطة بالتعاون مع وزارة الرى، وقد عرض الدكتور قنديل آنذاك فتح باب التدريب للطلاب الوافدين بوزارة الرى، إضافة إلى ذلك تم عقد مؤتمر بالتعاون مع وزارة الخارجية بمشاركة السفير عاطف سيد الأهل، لبحث آفاق التعاون البناء بين أفريقيا ومصر الأزهر.
وردا على طلب من أحد أعضاء برلمان الوافدين، حول حاجتهم الماسة للتدريب الميدانى، كلا فى مجال دراسته ولا سيما مجال الإعلام، أجاب المطعنى، باستعداد الرابطة لتلبية ذلك المطلب.
وأوضح حسين سعودى، مدير المكتب الفنى بالرابطة العالمية لخريجى الأزهر، أن الخريجين لا تنقطع صلتهم بالأزهر الشريف بعد تخرجهم، مشيرًا إلى أن فتح فروع للرابطة خارج مصر من شأنه أن يقيم جسرًا حقيقيًا للتواصل بين الأزهر الشريف، وخريجيه والذين يعتبرونه بمثابة سفراء للأزهر وللإسلام فى بلادهم.
وقال عبد الله اوبيلا، رئيس برلمان الطلاب الوافدين بالأزهر الشريف، على أن الطلاب الوافدين هم ثروة أغلى من ثروات الذهب والنفط وكل ثروات الدنيا مشيرًا إلى أن هذه الثروة تتميز بها مصر الأزهر، لافتًا إلى أن الطلاب الوافدين هم الضمان الحقيقى لتحقيق عالمية رسالة الأزهر الشريف ونشر منهجه الوسطى المعتدل، كما أنها الضمان الحقيقى لمصر فى علاقتها بالدول فى الحاضر والمستقبل إذا أحسن استثمارهم وبذل لهم الرعاية الكاملة والاهتمام الكبير.
وأعلن رئيس برلمان الوافدين أن أهم التحديات التى تواجههم تم مناقشتها فى لقاء مفتوح مع راعى العلم والعلماء الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، حيث استقبلهم بمكتبه ومعه الدكتور أسامة العبد رئيس الجامعة واستمع لمطالبهم فى لقاء ودى وكان من أهم المطالب هو زيادة عدد المنح الدراسية لطلاب وطالبات أفريقيا.
وطالب بضرورة الاستفادة من برامج وزارة الشباب والرياضة، لافتا إلى أن برلمان الوافدين بصدد تنظيم مسابقة كاس العالم لكرة القدم بين الطلاب الوافدين خاصة أن الأزهر الشريف يدرس به طلاب من 106 دول على مستوى العالم، وتكون تحت رعاية الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.
فى نهاية زيارة أعضاء برلمان الوافدين لمجلس الشورى استقبلهم الدكتور أحمد فهمى رئيس المجلس، والتقطوا صورًا تذكارية معًا وقاموا بزيارة متحف المجلس والذى يضم مقتنيات نادرة.


