صادف الأولاد الثلاثة أثناء لعبهم بالقرب من إحدى المزارع وجود ثلاث دجاجات يبدو أنها كانت شاردة من المزرعة فأسرع الأولاد بالإمساك بها والذهاب بها إلى منازلهم. وكانت ردود أفعال أم كل ولد من الأولاد الثلاثة مختلفة عن غيرها؛ فقالت أم الولد الأول له برافو عليك أول مرة تحضر إلينا بإيدك مليانة هيا لنذبحها دون أن تسأله عن مصدر الدجاجة. أما أم الولد الثانى فوقفت أمه لتسأله عن مصدر الدجاجة ومن أين احضرها فلما أخبرها عنفته وطلبت منه فورا أن يعيدها للمزرعة ويعتذر لصاحبها؛ أما الأخير فقد أخذت منه الدجاجة ودعته للعودة إلى المزرعة لعله يستطيع الإتيان بدجاجة أخرى لتكملة الغداء وانطلق الأخير ليلبى نداء أمه . والحقيقة أن مواقف هذه الأمهات الثلاثة يؤصل للمفاهيم السائدة فى المجتمع الآن فالبعض يستبيح أموال الغير والبعض يتحرى الدقة فى الحلال والحرام والقسم الأخير يستحل الحرام ويقول هل من مزيد.
إن التربية الصالحة تخرج للمجتمع إنسانا صالحا والتربية الطالحة تفرز للمجتمع إنسانا بلا ضمير يستحل ويستبيح حرمات الناس وبذلك يبتلى المجتمع باللصوص والمجرمين والمرتشين والأفاقين الذين لا هم إلا تحقيق مآربهم الشخصية ونزواتهم وشهواتهم الفردية. لقد بات المجتمع فى حاجة ملحة لتعاليم الدين الحنيف لتربية أطفال يخافون يوما يرجعون فيه إلى الله وعلى وسائل الإعلام دورا مهما فى تأصيل المبادئ وترسيخ القيم فى المجتمع . وأتمنى أن تبادر المؤسسات التعليمية فى مصر إلى الاستعانة بالأزهر والأوقاف لكى يخصصوا علماء تجوب مدارسنا وجامعاتنا لتلقى محاضرات فى السلوك الإسلامى القويم وتعطى أمثلة من حياة الصحابة والتابعين ممن وهبوا حياتهم للآخرين وكانوا مثالا يحتذى للأمانة والعطاء. إن طابور الصباح فى المدارس كاد أن يتحول إلى شىء روتينى لا معنى ولا هدف منه رغم أن استغلال عشر دقائق كل صباح فى الطابور يمكن أن يتحول إلى قيمة رائعة تؤسس لجيل جديد يعرف معنى الأمانة ويقدر حقوق الآخرين ويحترم مبادئ الإسلام.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة