وأضاف خلال مؤتمر الهوية المصرية بين الوطن والمقدس، الذى ينظمه مجلس الحوارات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية، أن الفقه الإنسانى فى التعامل مع الإنسان ككيان سياسى يأتى من خلال مفهومين، الأول مفهوم الرعية والثانى مفهوم الولاية، موضحا أن مفهوم الرعية ينتمى للعصر الرعوى ينظر فيها إلى الحاكم على أنه راعى، ومفهوم الولاية يتفق مع هذا المفهوم، فالحاكم ينظر إليه عند الفقهاء بأنه ولى الأمر، وعند تحليل المفهومين نستطيع أن نرى أنهما يعتمدان على وجود قصور فى الإنسان وحاجته إلى والى، مشيرا إلى أن الأصوليات لا تطلق على الدين فقط، فالأصولية هى النسق المغلق لتصور ما، سواء دينى أم لا.
وأكد مبروك، أن استعادة هذه المفاهيم وفرضها على المجال السياسى فى مصر خطر، وإن حدث ذلك فلا تحدثنى عن مواطن ووطن لأننا بهذا المفهوم نعود إلى ما قبل فكرة الوطن، فالهوية المصرية معرضة إلى التهديد.
وأوضح مبروك أنه من يتابع الأدبيات وتجربة الدين فى العالم يدرك أن هناك نموذجين فى علاقة الدين بالدولة، الأولى بالمجتمعات النهرية التى تأسست فيها الدولة أولا، ثم بدء يظهر فيها الدين مثل مصر، والتجربة الثانية، تمثلت فى وجود جماعات بشرية لم تعرف فكرة الدولة، وعرفت الدين من أجل أن تعرف موضعا للدولة مثل "الدولة العبرانية ".
وأشار مبروك إلى ما كتبه الفيلسوف اليهودى باروخ سبينوزا فى رسالته "اللاهوت والسياسة"، حيث ربط بين ظهور الدولة بوجود الدين وعرف الجماعة "العبرانية" بأنها جماعة بدائية خشنة لا تعرف قواعد، وانبثق الدين من أجل خلق شروط المجتمع، وما ينطبق على اليهود ينطبق على العرب فى شبه الجزيرة العربية، وهو ما أكده الفيلسوف العربى ابن خلدون الذى يرى أن انبثاق المجتمع جاء بعد ظهور الإسلام.









