مصرُ الحبيبةُ ذكّرتنى بالغروبْ
بتناثُرِ الأشلاءِ فى بغدادَ عند سقوطِها
فى غابةِ الدمِ والحروبْ
مصرُ الحبيبةُ ذكّرتنى بالمرايا
تعكسُ الأشياء وفق مزاجها
هذا جميلٌ مزهرٌ
وفلانُ يكسوهُ الشُّحوبْ
وأنا مع الأحلامِ أنظرُ من بعيدٍ
لستُ أدرى أى دربٍ
تطمئنُّ لهُ خطاى...
وتلك نفسى
والبقايا من بذور الأمنياتِ
تلفُّ بى حولَ الدُّروبْ
وتدورُ فى عندٍ يُبشِّرُ بالخلاصِ
كأنها جبلٌ تجلّدَ رغم نيرانِ الحياةِ
مجاهدًا كى لا يذوبْ
*****
مصرُ الحبيبةُ ذكرتنى بالمشانقِ
حولَ رأس القدسِ
مذ وُلِدَ الزَمَنْ
بتدفّق الشهداءِ فى حاراتنا
وكأنهُم دمعُ الثكالى حين تخنُقُهُنَّ
أنيابُ الشجنْ
مصرُ الحبيبةُ ذكرتني
بالمجازرِ والمقابرِ والضحايا والمحنْ
بتلاعُبِ النكباتِ فى غدنا
وحاضرنا وماضينا
المُلطَّخِ بالتخاذُلِ والفتنْ
مصرُ الحبيبةُ ذكرتنى بالنقاطِ السودِ
فى تاريخِ أمتنا العريقةِ
فابتسمْتُ ورحتُ أبكى فى المساءِ
أقلِّبُ الألفاظَ علَّ بلاغتى
تجدُ الطريقَ إلى الوطنْ
أنَّى لنا !؟!
أنَّى وقد ضاعتْ قواميسُ البلاغةِ
فى متاهات الحَزَنْ !؟!
*****
مصرُ الحبيبةُ لا تلومى مَن تبَلَّلَ بالمطرْ
قد لا يروقُكِ ما أقولُ
وتعتبينَ وتصرخينَ
وتعلنينَ بأنَّ قلبى كالحجرْ
قد تدمعينَ حبيبتي
لا تدمعي
أنتِ النضارةُ والجمالُ
وفيكِ مهدُ الثائرينَ الحالمينَ
ومن غناءِ النيلِ يأتينا الخبرْ
لكنَّ ليلَكِ مستبدٌّ حاقدٌ
حجبَ القَمَرْ
لا تعتبى خوفى عليكِ فإنني
أخشى وقوعَكِ فى غياباتِ الخطرْ
أرضَ الكنانةِ لا تليقُ بكِ المصائبُ والعِبَرْ
إنْ شئتِ ثوبًا غيرَ ثوبِكِ
لا يضرُّ تجدَّدي
وتحررى لكنْ تحلَّى بالحذرْ
وإذا تكاثرتِ الثيابُ فلا تتوهي
وانتقى ثوبًا حرِيًّا لائقًا
وتعلّمى درس التجدُّدِ
والحياةِ مِنَ الشّجر
صوره - ارشيفيه
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة