أقيمت بالمجلس الأعلى للثقافة ضمن فعاليات اليوم الثالث من الدورة الثالثة للملتقى العربى الدولى للشعر الندوة البحثية الرابعة فى حضور الشاعر د. حسن طلب، الناقد د.عبد الرحمن الشرقاوى، د. ماهر شفيق فريد، د. محمد زكريا عنانى، والتى نوقش خلالها العديد من القضايا المتعلقة بفنون الشعر كخطاب تجديد الشعر العربى وصداه فى رواد الشعر الحر، مساهمات جماعة أبوللو فى ترجمة الشعر الأجنبى للعربية، بدايات ترجمة الشعر العربى فى العصر الحديث .
قال د. عبد الرحمن الشرقاوى، إن هناك العديد من الاتجاهات الأدبية فى الشعر العربى الحديث من بينها مدرسة التجديد الشعرى المعروفة بمدرسة "الإحياء" أو "البعث" وقد سميت بهذا الاسم لأنها أحيت القصيدة العربية وأعادت لها القوة والجزالة كما كانت فى عصورها الذهبية الأولى وقد كان محمود سامى البارودى، وأحمد شوقى، وحافظ إبراهيم من أهم رواد هذه المدرسة بإسهاماتهم العملاقة فى تطوير وتحديث آليات الشعر العربى وإعادة رونقة الحسى والواقعى خلال مراحل حياتهم المختلفة فقد خلصوا الشعر من أساليب الضعف، وجعلوه معبرا عن مشاعرهم ومشاعر أمتهم وعصرهم.
وقال د. محمد زكريا عنانى، لا يزال التاريخ يقر بفضل المدقق الرائع رفاعة الطهطاوى فى كونه أحد أهم العظماء الذين عكفوا على ترجمة الشعر من الأجنبية إلى العربية نظماً ونثراً فهو علامة فارقة فى هذا الصدد فى عصرنا العربى الحديث لما كان يمتع به من حس أدبى عالمى ينطلق أفقياً ورأسياً معاً ليفرغ معلوماته وآدابه فى فكر إنسانى راقٍ وما يمتلكه من رؤية مستقبلية ثاقبة جعلته يسابق الزمن فاستطاع أن يكون نبراساً لغيره ممن جاءوا بعده ليسيروا على درب التنوير الذى سايره الطهطهاوى.
قال د. ماهر شفيق فريد، لقد شغلت ترجمة الشعر من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية قدرا يتفاوت حظه قوة وضعفاً من اهتمامات شعراء جماعة أبولو، وذلك بما يتمشى مع مدى إجادتهم لهذه اللغات، وانفتاحهم على الثقافات الغربية والشرقية، وإيمانهم بضرورة التفاعل مع ثقافات مغايرة مضيفاً بانه ربما كان الإنجاز الأكبر لشعراء أبوللو هو أنهم، بحكم مواهبهم الشعرية، ترجموا كثيرا مما ترجموه نظما، وبذلك صنعوا منه قطعا أدبية تنتمى إلى الشعر العربى بقدر ما تنتمى إلى الشعر الإنجليزى.
كما أقيمت الندوة البحثية الخامسة فى حضور الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى، ود. عبد الناصر حسن، ود. فاطمة الصعيدى، حيث نوقش خلالها قراءة نقدية فى ديوان تندارى للشاعر مهدى مصطفى، وديوان أغنيات الليل للشاعر السودانى عبد الإله زمراوى.
وقال د. عبد الناصر حسن، يعد الشاعر مهدى مصطفى واحداً من أهم شعراء العصر الحديث، فقد استطاع فى ديوان " تندارى" والذى يعد أهم تجلياته الشاعرية والشعرية فى آن واحد "أن يستخدم باقتدار موتيفات بعينها مثل " الليل " " الخطوات " المدينة " للتعبير عن الغربة والوصول للعالم الآخر والتفاعل مع هذا الآخر بكل صوره وأشكاله المتعددة وكأنه يقول عن نفسه أن الغربة جزء أصيل من تكوينه، مضيفاًُ بأن مهدى استطاع بنجاح تصوير المعاناة الداخلية وما تطمح إليه نفسه من آفاق مستقبلية سعيدة عبر سراديب المكان والزمان ،وتتميز نصوص ديوانه بالثورة على الواقع الكائن بخطاب شعرى يحمل جمالاً فنيا مغلفاً بالآهات الحزينة والعبرات الثائرة التى تتخللها ومضات من الأمل المشرق والفرح المعسول المؤقت، مشيراً أن من يتأمل ديوان مهدى مصطفى سيجد فيه جلياً أن بنية التنوع والإختلاف هى السائدة فى تشكيل الديوان وكوينه فنيا وجماليا.
وتحدثت د. فاطمة الصعيدى، عن الشاعر السودانى عبد الإله زمراوى وقالت هو مجموعة من المهارات والقدرات الإنسانية المتدفقة والمتميزة فهو شاعر وقانونى وقاضى هاجر إلى الولايات المتحدة فى مطلع التسعينيات واستقر حالياً بجوار شلالات نياجرا فى كندا و هو يعد تجربة فريدة تستحق الدراسة والتأمل فى كونه واحداً من اعظم الشعراء السودانيين والعرب على صعيد التميز الشعرى وموهبته الفطرية التى جسدت إبداعات اعماله الشعرية والأدبية ففى كثير من قصائده استطاع خيالاً وتفرداً وبتنويعات موسيقية أن يجدد الأمل فى بقاء القصيدة التفعيلية وتخطى أزمتها على أيدى جيل كامل من المبدعين الجدد يعيدون المبدعين الجدد يعيدون إليها شبابها وجدارتها بالحياة، وأضافت يتمتع الشاعر عبد الاله زمراوى بعدد من المزايا وعلى رأس تلك المزايا استخدامه الملحزظ للوتر الوطنى الرنان الذى يتميز به فى معظم قصائده وهو وتر شديد الفعالية إذ ينذر بالكارثة المقبلة التى ستحيق بالبلاد والعباد وتطيح بكل الأحلام بصورة تستفز الشعور بالتحفز والاستنفار الوطنى.