مصطفى عابدين يكتب: مصر وعيد الأم

الخميس، 21 مارس 2013 04:01 م
مصطفى عابدين يكتب: مصر وعيد الأم صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كعادة كل سنة لملمتنى وحضرت مسرعا لأرتمى فى حضنها لأقول لها كل سنة وانتى طيبة ياأمى.. حضرت وأنا أحمل بيدى هدية متواضعة عبارة عن شعاع نور صغير يفتح أبواب أمل لبكره.. نبصر به مستقبل أفضل لنا ولأولادنا.. وما أن اقتربت منها تسمرت قدماى.. وجدت أمى فى حالة يرثى لها.. متشحة بسواد الحداد.. دموعها تنساب كشلال هادر بلا توقف على خديها.. خصلات شعرها تتطاير كأنها تقتلع من شدة الريح.. ثوبها الأسود ملطخ بالدماء فى كل أنحائه.. تتمتم بترانيم تشبه العويل.. لا.. إنه عويل.. ما لك يا أمى؟.. قالت يا ولدى اتركنى وشأنى إن همى كبير أكبر مما يحتمل شبابك.. إن بعضا من أولادى تملكه الجحود وسكنت الكراهية قلبه فأخذ يقتل أخوانه ويسحل ويسجن كل من يختلف معه.. والبعض الآخر تملكته شهوة الغرور والنفاق والكذب وحب الظهور ومحاولة إيجاد مكان تحت الأضواء مهما كلفه الأمر واختلط الحابل بالنابل.. كل منهم يبحث عن مصلحته الشخصية دونما النظر إلى مصلحة عامة للجميع.

وهكذا يا ولدى ضاعت كل الأشياء الجميلة والأخلاق النبيلة التى ربيتكم عليها وتبدل مكانها الحقد والغل والغيرة والحسد والقتل والدماء والأنامالية.. وصار الحاضر كسماء ملبدة بالغيوم وأصبح الكلام عن المستقبل كعراف يبحث فى أسرار النجوم.

يا ولدى لا أطلب منكم الكثير فقط التفوا حول مائدة واحدة اقتسموا لقمة خبز.. اقتسموا شربة ماء.. أحبوا بعضكم.. انزعوا الحقد من صدوركم.. اقبلوا من اختلف معكم قبل من اتفق معكم.. لا تتركوا مكانا للغرباء.. انشروا العدل والمساواة والإخاء.. حينها.. قد أعود كما كنت.. قبلت قدميها ويديها ومضيت وأنا لا أعرف هل نستطيع أن ننفذ ما أوصتنا به أمنا أم لا!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة