فى عصر من العصور المختلفة التى مرت بها مصر.. قررت هيئة البريد المصرية تعيين الحمار بوظيفة حكومية ثابتة.. والحكاية يا حضرات هى أن هيئة البريد المصرية اشترت حمارا لكل بوسطجى يعمل بالهيئة لتوصيل الخطابات إلى أهل القرى والمراكز وعلقت فى رقبة كل حمار جرسا يستخدمه البوسطجى عند وصوله لبيت صاحب الجواب المرسل له من أقاربه أو الآخرين، ويقوم البوسطجى برن الجرس المجدول فى رقبة الحمار وعندئذ يقول صاحب البيت "حمار البوسطة جه" ويخرج مسرعاً يأخذ منه الجواب.
من هنا أطلق اسم "حــمار البوسطة" على كــل بوسطجى يركــب هذا الحـــمار وبذلك قدرت الحكومة قيمة الحمار وأصبح موظفًا من موظفى الدولة.. لكن لم يقدر الناس قيمة الحمار الذى قدرته الحكومة احتقروه واتهموه بالغباء والبلادة والعناد، وهذا ليس صحيحًا، فالحكومة المصرية تعرف أنه ذكى وصبور وقوى ويعرف طريقه من أول مرة يسلكه والدليل على ذكائه أنه يميز بين الماء النقى والماء العكر ولا يطأ أثناء مشيه على أى شىء ممكن يسبب له السقوط أو التعثر أو أى نوع من أنواع الإعاقة، يتعامل مع بنى الإنسان بلطف وعاطفة شديدة، ومن الصفات الحميدة التى يتميز بها الحمار بالإضافة إلى ذكائه وشهامته الصبر وتحمل العمل الشاق. فهو بطل فى حمل الأثقال ويتحمل الإهانات التى تأتيه من بنى الإنسان بكل سعة صدر وطول بال عكس الإنسان تماماً. فهو لا يرتكب حادثًا مثلا فى الطريق العام مثل الإنسان فنحن لا نسمع عن عربيتين كارو يدخلا فى حادث مع بعض أو يموت حمار مثلا على الرغم إن اللى بيجر دى حمار والأخرى حمار آخر. فالإنسان هو الدائم والمبدع فى ارتكاب الحوادث كل يوم بين سيارتين على الرغم أن اللى بيسوق دى إنسان والأخرى إنسان تانى.. وهذا يكلف الدولة الكثير فأصبح الحمار هو الأفضل. وعلى ذلك قررت فى الفترة السابقـة من الحــكم أن تكرمه وقامت بزرع 75% من إجمالى المساحة الكلية للأراضى بزراعة البرسيم على الرغم من أنها لم تزرع القـمح سوى مساحات قليلة وتركت الإنسان يقف فى طابور طويل يوميا لأخذ العيش. ولو كانت تعرف قيمة الإنسان كانت قد زرعت 75% من إجمالى المساحة الكلية قمحًا وتركت الحمار يقف فى الطابور الطويل. ولكنها فضلته على بنى البشر. والسؤال هنا.. لماذا اهتمت الحكومة بتوظيف الحمار؟
فى زمن الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى، كان هناك العديد من الجواسيس والعملاء لكلا البلدين يعملون على قدم وساق لجمع المعلومات عن العدو. وعن أسلحته وفى تلك الحقبة وقبل انهيار الاتحاد السوفيتى كان هناك مسئول يعمل كعميل لصالح الولايات المتحدة الأمريكية فى الاتحاد السوفيتى وهذا الشخص كان معروفًا جدا، وكان هناك شخص يشك فيه يقول له إننى أشك فيك بأنك عميل لأمريكا ولكنى لا أستطيع أن أثبت ذلك وليس عندى دليل ضدك. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتى. ذهب نفس الشخص إلى المسئول وقال له أنا ما زلت أشك فيك بأنك عميل وما دام الاتحاد السوفيتى قد انهار وتفكك، لم لا تخبرنى بالحقيقة!؟ فأجاب المسئول: أنا بالفعل عميل لأمريكا ولكن لا أحد يستطيع أن يثبت ذلك لأننى أعمل بخطة توظيف الحمار! كنت دائماً أختار الأشخاص الحمير على حد قوله فى كل اختصاص وأوظفهم فإذا تخرج 10 مهندسين مثلا أختار أتعسهم وأوظفه. ولا أوظف الممتازين وكذلك الأطباء وكذلك فى كل اختصاص وقطاع من قطاعات الدولة!
فمع مــرور 30 عـاما من اتباع هـذه الخـطة والسياسـة دمـرت القـطاع الاقتصـادى. والقطاع الطبى والثروة الحيوانية والثروة الزراعية و...و...و...إلخ حتى انهار الاتحاد السوفيتى لهذا السبب، ولم تستطع أن تثبت بأننى عميل لأمريكا أو تجد أى دليل على ذلك!
فأنا أجد أن المتبع فى بلدنا الحبيب حتى الآن، هى سياسة توظيف الحمار فلا أجد الشخص المناسب بالفعل فى المكان المناسب فهل هى السياسة الأمريكية المتبعة لانهيار الدول التى تريد إسقاطها.
وهل يوجد عملاء لهذه الدولة داخل هذا الوطن.. أم هو مجرد حب فى شخصية الحمار! مجرد سؤال؟!
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
MAHMOUD
برافوووووووووووووووووو