المراقب لأداء المعارضة المصرية يجد أن هدفهم الأساسى، هو أنهم يستخدمون كل الوسائل المستفزة الممكنة لإخراج أسوأ ما فى جعبة خصومهم الإسلاميون، ليشهٍروا بردود أفعالهم العنيفة أمام العالم كله، وعسى أن يكتسبوا الرأى العام والعالمى لتغيير النظام ويتبوءون هم السلطة.
والحقيقة أن حنقهم الشديد من الإسلاميين وحقدهم الأعمى الذى وضح جليا عند وصول الإسلاميين للحكم أفقدهم القدرة على دراسة الواقع بوضوح، وأفقدهم الحكمة فى توقع نتائج أعمالهم الاستفزازية، واعتقدوا أن النتيجة النهائية بسيطة وسهلة وهى كالعادة سيقع الإسلاميون فى النهاية فريسة للاستفزاز، ويحدث رد فعل عنيف مبالغ فيه منهم يؤدى إلى تدخل الجيش واستئصال شأفة الإسلاميين من الحياة السياسية بوضعهم داخل المعتقلات وتخلو الساحة السياسية تماما لهم يفعلون ما يشاءون.
أيها السيدات والسادة العقلاء، من جميع التوجهات احذروا فإن الحاضر غير الماضى والأمور أكثر تعقيدا اليوم عنها فى الأمس والسيناريو الذى تم تطبيقه فى السابق غير قابل للاستنساخ فى الوقت الحالى، وذلك لأسباب عدة:
أولا: أن فكرة التخلص من فصيل سياسى فاعل، ووضع كل أنصاره فى المعتقلات ليست بالفكرة الممكنة، أو المنطقية القابلة للتطبيق العملى فى الوقت الحالى.
ثانيا: أن هناك ماردا نكرهه جميعا دخل فى سبات عميق، ولكنه لم يمت والخوف كل الخوف أن يؤدى هذا الاستفزاز الدؤوب غير المسئول واللاأخلاقى إلى إيقاظه وهو التيار التكفيرى.
ويتحول الصراع الفكرى السياسى بفضل حمق المعارضة فى اختيار أساليبها إلى صراع إيمان وكفر، ويؤدى عدم حسن تقديرهم للأمور لتحويل الصراع بين فرقاء سياسيين إلى صراع بين مؤمنين وكفار.
ثالثا : إن ما سبق هى الفتنة النائمة الكبرى وملعون من أيقظها، فلماذا تصرون على إيقاظها، من المستفيد فى النهاية من ذلك، صدقونى كلنا سنخسر والوطن سيدفع الثمن غاليا جدا وعامة الشعب الذى لاناقة له ولابعير فى الصراعات السياسية ستصبح حياتهم أكثر بؤسا، بل لا أكون مبالغا أنها ستتحول إلى جحيم. رابعا: إن الذين يعتقدون أنهم يقامرون بمستقبل هذا الوطن بتلك الأساليب الاستفزازية غير المسئولة فإذا تحقق لهم ما أرادوا احتفلوا مهما كانت فداحة الثمن اللذى سيدفعه الوطن والشعب، أما إذا حدثت فوضى عارمة لايستطيع أحد التحكم فيها فإن له ملجأ آمن سيأويه، أقول حتى هذه الحسابات خاطئة تماما، فصدقنى من لعب بالنار وأيقظ الفتنة، هو أول من سيحترق بها حتى اللذى سيفلح فى الهروب سوف يعيش تلاحقه هو وذريته لعنات هذا الشعب الطيب، جزاء ما تسبب له من أذى نتيجة الفتنة التى أيقظها ثم هرب.
فإذا أعدنا الأمور إلى نصابها ومارسنا السياسة بأصولها، فليس من السياسة إلقاء مولوتوف على المؤسسات الحكومية والخاصة وقصور الرئاسة، وليس من السياسة محاولة اقتحام المؤسسات الحكومية وقصور الرئاسة ومقرات الخصوم، وليس من السياسة التجمهر حول مقرات الخصوم واستفزاز أعضاؤهم لمحاولة إشعال حرب أهلية، وليس من السياسة كتابة ألفاظ دنيئة وسباب منحط على جدران قصور الرئاسة ومقرات الخصوم.
يأكل السياسيون الوطنيين المحترمين، هلا أعدنا الحسابات وفكرنا أكثر عمقا فى العواقب والتبعات، بل وشجعنا التيار الفكرى المعتدل من كل الاتجاهات لممارسة السياسة بالأساليب الصحيحة التى تنعكس بالإيجاب على المجتمع، وتمنع ظهور التطرف بمختلف التوجهات.
يأكل المصريون الشرفاء هلا أنهينا مظاهر التناحر السياسى من الشوارع، ووجهنا كل جهودنا لبناء الثقة وعدنا إلى روح الوطنية المخلصة، ونبدأ التجرد لبناء الوطن فى كل المجالات سياسية واقتصادية وعلمية واجتماعية لإرساء حياة مستقرة القواعد وواعدة فى جميع المجالات بالتقدم والازدهار لحاضر ومستقبل هذا الوطن العزيز، وهذا الشعب الطيب الذى عانى كثيرا ووجب علينا أن نوجه كل جهودنا بإخلاص لرفع المعاناة عن كاهله ورد كرامته وإعلاء شأنه وثراء حياته.
إننى أتمنى أن أجد آذانا صاغية وقلوبا واعية وعقولا ذكية للتدبر بعمق، والتجرد بإخلاص للعمل لصالح هذا الوطن، وعدم السعى لإيقاذ فتنة قد تؤدى إلى حرق الوطن كله، ولن يكون بإذن الله ولكن احذروا فالفتنة نائمة ملعونا من أيقظها.
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د / جمال
نعم العقل والتحليل وليت يفهم الجميع !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
Lamis
قليل من الانصاف
عدد الردود 0
بواسطة:
انا المصرى
فبركة كلام