إن تيكتيكات واستراتيجيات ومخططات وأهداف صناعة السينما فى مصر والعالم العربى والإسلامى والغربى، تحمل أهدافا تنويرية وتوعوية وتثقيفية وتحمل، أهدافا أخرى استعمارية وتخريبية وتغيبية وانحرافية للشعوب، والمجتمعات، كما أن صناعة السينما هى من أركان الاقتصاد المصرى والعربى، كما أنها النافذة السياسية والإعلامية لأنظمة الحكم، كما أنها لسان الشعوب المضطهدة المكبل بالصمت كما أنها رسالة الكتاب وإبداع المخرجين وتعبير الفنانين الناطق إلى الحكام والشعوب والمجتمعات، علماً بأن صناعة السينما يجب أن تبنى الإنسان والمجتمع المصرى والعربى بالقيم والأخلاق والثقافة، والتعاليم الدينية الرشيدة قبل أن تبنى الاقتصاد القومى للدول والشعوب، كما يجب أن تكون صناعة السينما هى تأريخ لحضارات وثقافات وتاريخ الشعب المصرى، علماً بأن السينما يجب أن تكون مرآة المجتمع أمام الحكام ومرآة الحكام أمام المجتمع، كما يجب ألا توظف السينما لخدمة الحكام أو لتوجيه وهيمنة المنتجين والمستثمرين أو لنشر ثقافة الابتذال والرذيلة فى المجتمع، علماً بأن غياب آليات ومعايير الرقابة على السينما كان قبل الثورة وما بعدها، كما أن أهم مشاكل صناعة السينما قبل الثورة وبعدها هو غياب الرواية والنص المعاصرين والواقعيين والمعبرين عن أحداث الثورة وعن معاناة الشعب والمجتمع المصرى، وكذا غياب ظاهرة المنتج الروائى والأديب المثقف وكذا غياب ظاهرة الفنان المبدع والموهوب، وكذا غياب ظاهرة الإنتاج والعمل الفنى المشترك بين مصر والدول العربية والإسلامية والغربية، كما أن السينما هى انعكاس لثقافة وديموغرافية وإيديولوجية المجتمعات والشعوب وليست سينما إخوانية أو ثيوقراطية أو غيرها، كما أن مستقبل السينما المصرية التنويرية والإيجابية والهادفة بعد الثورة سوف تحدده الأوضاع الاقتصادية فى مصر، كما تحدده الهوية والطبيعة والتكوين الديموغرافى الجديد للمجتمع والشعب المصرى بعد الثورة، كما يحدده القانون والدستور الحاكم للبلاد، وكذا مرجعية نظام الحكم فى مصر.
د. حسن صادق هيكل يكتب: من يوجه صناعة السينما فى مصر؟
الأربعاء، 20 مارس 2013 02:08 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة