ما أسباب الصداع النصفى وعلاجه؟

الثلاثاء، 19 مارس 2013 09:36 ص
ما أسباب الصداع النصفى وعلاجه؟ صورة أرشيفية
كتبت أسماء مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن مرض الصداع النصفى من الأمراض الأكثر انتشارا، من منا لا يشعر بنوبات الصداع، لذلك قال الدكتور أشرف صادق استشارى الأمراض الباطنية، إن تعريف هذا المرض هو الصداع النصفى هو مرض مزمن يتجلى فى حالات متكررة من الصداع، مصحوبا بظواهر جسدية ونفسية، مرض ذو تأثير عائلى كبير. فلدى نحو 70٪ من الذين يعانون من الصداع النصفى قريب من الدرجة الأولى يعانى من الصداع النصفى، كما أن أقارب من الدرجة الأولى للشخص الذى يعانى من الصداع النصفى أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفى من أشخاص آخرين.

ولذلك يمكن للشخص معرفة إذا كان مصابا بالصداع النصفى وفقا للمؤشرات التالية:

1. إصابة المريض بخمس نوبات نموذجية مميزة فى حياته.

2. يستمر الصداع النصفى من 4 ساعات إلى 72 ساعة.

3. تشمل خصائص الألم ميزتين اثنتين، على الأقل، من التالية: (ا) تمركز الألم فى جانب واحد فقط (أحادى الجانب)؛ (ب) يظهر الألم كأنه نبض؛ (ج) يكون الألم معتدلا حتى حادا؛ (د) يتفاقم الألم عند ممارسة مجهود جسمانى.

4. خلال النوبة، يعانى المريض من واحد، على الأقل، من العرضين التاليين: (ا) الغثيان، القىء أو كليهما؛ (ب) الحساسية للضوء أو للضوضاء. 5. لا تعزى النوبات إلى مشكلة أخرى.

وأضاف دكتور أشرف صادق أن الصداع النصفى المصحوب بالأورة هو الصداع النصفى الذى تكون نوبتان منه، على الأقل، مصحوبة بأورة مميزة للاضطرابات التالية: 1. خدر (انعدام الإحساس) أو اضطراب فى الكلام، سرعان ما يختفيان تماما؛ 2. اضطراب فى جهة واحدة، أو فى كلتا الجهتين، من مجال الرؤية، يظهر على شكل ومضات، بريق، خطوط، بقع أو انعدام الرؤية، ترافقه اضطرابات حسية فى جانب واحد من الجسم، أو من دونها؛ 3. واحد، على الأقل، من الظواهر التالية: (ا) عرض واحد (أو أكثر) يظهر ويستمر طوال 5 دقائق، (ب) يستمر العرض لفترة تزيد عن 5 دقائق ولكن أقل من 60 دقيقة؛ 4. الصداع النصفى النموذجى يتطور خلال الأورة أو فى غضون 60 دقيقة من ظهورها.

وإن من الضرورى عمل بعض الفحصوات منها الفحص العصبى الجسدى، وفحوصات أخرى، مثل فحوص الدم، فحص الدماغ بالتصوير المقطعى المحوسب (Computed Tomography – CT)، تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسى (Magnetic resonance imaging- MRI)، أو فحص مخطط كهربية الدماغ (EEG- Electroencephalogram) تبين وضعا سليما، عادة، فى حالة الصداع النصفى، وفى الغالب لا توجد ثمة حاجة إلى أية فحوصات، على الإطلاق. يمكن تشخيص المرض استنادا إلى وصف المريض – (تاريخ المرض- Anamnesis) وعلى أساس فحص عصبى طبيعى، سليم.

وأكد دكتور أشرف أن ثلث حالات الصداع النصفى تظهر لدى نحو الثلث من المصابين أعراض مسبقة تستمر من ساعات حتى أيام قبل حصول النوبة. ومع أورة وهى أعراض تظهر فبل النوبة يرتفع المعدل إلى أربعة أضعاف وتشمل هذه الأعراض: تغيرات مزاجية، التعب، صعوبة التركيز، الجوع أو تصلب الرقبة.. وقد تم، حتى الآن، اكتشاف طفرات (طفرة / تغير جينى- Mutation) فى عدد من الجينات تسبب أشكالا معينة ونادرة من الصداع النصفى، مثل مرض الشقيقة الفالجية العائلية (Familial hemiplegic migraine). وتبين الدراسات أن الصداع النصفى لا ينجم، فى معظم الحالات، عن خلل فى جين واحد، بل يرتبط بعوامل عدة، سواء وراثية أو بيئية.

ويرجع المسبب الحقيقى للصداع النصفى لا يزال غير معروف وغير واضح تماما، لكن من المعروف اليوم أن ثمة سيرورات تؤثر فيه وذات علاقة بظهوره. يعمل فى الدماغ جهاز يدعى "الجهاز الوعائى الثلاثى التوائم" (Trigeminovascular system) مصمم لحماية الدماغ من العوامل الضارة. عندما يقوم عامل خارجى (قلة النوم، طعام معين) بتنبيه العصب الثلاثى التوائم (nerve Trigeminal) فى الجمجمة، يقوم هذا العصب بإفراز وسطاء الألم (Substance P وCGRP) إلى داخل الأوعية الدموية الموجودة فى غلاف الدماغ، مما يسبب إفراز وسطاء التهابات أخرى من الخلايا البدينة (Mast cell)، فتقوم هذه بدورها باجتذاب الخلايا الالتهابية (العدلات المفصصة النواة-
Polymorfonuclear neutrophil) إلى تلك المنطقة. كما تقوم الخلايا الأخيرة هذه، أيضا، بإفراز مواد كيميائية تسبب تغيرات فى قطر الأوعية الدموية وزيادة نفاذية (Penetrability) جدران الأوعية الدموية، وبالتالى خلق حالة الالتهابات العصبية المنشأ (Neurogenic inflammation). فى هذه الحالة، سيكون تغلغل وسطاء الألم وتوسع الأوعية الدموية من مسببات الألم، أيضا. تحدث الأورة نتيجة انتشار الاكتئاب القشرى (Spreading cortical depression)، عملية تغيير استقطاب الخلايا العصبية فى قشرة الدماغ، ينتشر بصورة بطيئة بوتيرة تتراوح بين 3 إلى 5 ملم فى الثانية الواحدة على سطح الدماغ، مصحوبة بتغيرات فى تدفق الدم إلى هذه المناطق.

علاج الصداع النصفى
يتكون علاج الصداع النصفى من ثلاثة أنواع علاجية:

كما أوضح أشرف أن هناك علاجا سلوكيا لمنع النوبات، مثل: النوم المنتظم، الوجبات الغذائية المنتظمة، تجنب بعض المأكولات التى تساعد مثل الكافيين.

العلاج بواسطة أدوية لمنع النوبات: يمكن وصفها فى حالة حدوث نوبات متعددة (أكثر من نوبة واحدة خلال أسبوعين) أو نوبات متواصلة وحادة. تشمل قائمة الأدوية هذه ادوية ذات تأثير على الأوعية الدموية، مثل:- Beta blockers (مثل، بروبرانولول أو - Calcium channel blockers (مثل فيراباميل- Verapamil)، أدوية مضادة للصرع (مثل، حمض الفالبوريك- Valporic Acid، توبيراميت- Topiramate)، مضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقات- Tricyclic antidepressants (اميتريبتيلين- amitriptyline) وأدوية أخرى.

وهناك أيضا علاج لتخفيف الإعراض خلال النوبة:
(ا). أدوية عادية ضد الألم أو الغثيان (مسكنات، مثل: الباراسيتامول- paracetamol، ديبيرون – Dipyrone)، أسبرين (Aspirin) ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية (Non- steroidal Anti- Inflammatory Drug- NSAIDs)، مسكنات أفيونية المفعول (Opioid drugs) أو مزيج من الأدوية من مجموعات مختلفة.

(ب). أدوية خاصة للصداع النصفى، بما فيها أدوية من نوع ارغوتامين (Ergotamine drugs) وأدوية من عائلة التربتانات (Triptans). وقد تم تطوير هذه الأخيرة لعلاج الشقيقة بشكل خاص، إذ إنها تحفز مستقبلات السيروتنين (Serotonin) من نوع 5- HT1B / 1D. والدواء الأقدم فى هذه المجموعة هو سوماتريبتان (Sumatriptan). ومن بعده بدأ استعمال: اليتريبتان (Eletriptan)، ناراتريبتان (Naratriptan)، ريزاتريبتان (Rizatriptan) وزولميتريبتان (Zolmitriptan). لهذه الأدوية تأثير جيد وفاعلية عالية فى وقت النوبة.

وأكد دكتور أشرف صادق أنه وفى جميع الأحوال لا بد من استشارة الطبيب عند تكرار الصداع لأنه قد يكون عرضا لمرض مثل الاختلاف فى ضغط الدم، ويجب عدم تناول الأدوية الخاصة بالصداع النصفى إلا بعد التأكد من التشخيص.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة