عاطف سنارة يكتب : الدولة ريشة فى هوا..

الثلاثاء، 19 مارس 2013 07:46 م
عاطف سنارة يكتب : الدولة ريشة فى هوا.. صوره - ارشيفيه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى إحدى البلاد هبط طائر فارداً جناحيه.. ممسكاً بمنقاره كتاباً ضخماً غلافه عليه كلمة النهضة.. ظل الطائر يجوب البلاد شرقها وغربها.. جنوبها وشمالها.. رحلاته هدفها إقناع العباد بما فى الكتاب.. أخبرهم أنه يحوى خيراً للجميع.. ينثر أملاً يمطر سماءهم.. يخرجهم من ضيق وشظف عيش إلى رحابة وترف.. يغل أيدى السارقين والمفسدين.. يطعم الفقير ويحنو على البائس.

البعض اقتنع بما فى كتاب الطائر وصدّقه.. وآخرون قالوا أعطوه فرصة حتى لا يعود غربان النظام البائد.. ويسطو الفلول على البلد ويستنزفوه مرة أخرى.. وبدأ الالتفاف حول الطائر وكتابه الحاوى مشروعه.. بدأ الناس ينتظرون الخير الذى يحمله لهم.. وتأهب الفقراء والبؤساء لنيل حظ مفقود.. ووقف وانتظر من يربضون على المقاهى من الشباب بلا عمل.. ومن عسُر عليه الزواج يفتح نافذة أمل بعد يأس السنين.. من يقضى نهاره وسط زحام مرور ودخان يزكم الأنوف وإهدار وقت وسط شوارع مختنقة.. أخذ وعدا بحل هذا إضافة إلى نظافة ما تراه العين من قمامات تكوّن تلالا.. وعود أخرى كأمن مفقود وشرطة خجلى من العودة ضمتها قائمة الأمانى المنتظرة.. كل ذلك يُحل فى مائة يوم.. نعم فى مائة يوم.. صدقونى مائة يوم لا تزيد ساعة واحدة.. وعد آخر بتوفير مليارات تُضخ فى خزينة بلدنا الشاغرة.. الخير كثير وقادم.. نحملهم لكم جميعاً.

مرت المائة يوم ولا جديد.. تتفاقم المشكلات ويضج الناس بالشكوى.. رد طائر النهضة: أنتم فهمتم المائة يوم خطأً.. المشروع ينهض بكم.. بكم أنتم.. أنتم من تنهضون.

نعم لم يفهم الشعب هذة النهضة.. لكنه انتظر الطائر يساعده ليفهمها.. لما ألقى الطائر كتابه من منقاره.. فتحه الناس وجدوه أيضاً شاغراً.. لا يحمل شيئاً.. قالوا: ما هذا يا طائر؟ - إنه كتابكم ستسطرونه بأيديكم.. صعق الناس من تردى الأوضاع.. وقالوا إن أيام الغربان كانت أفضل.

بعد سقوط الكتاب بدأ ريش الطائر يتساقط يوماً تلو الآخر.. زادت الإضرابات والمظاهرات ضد الطائر.. عمت الفوضى البلاد.. حوارات المولوتوف والخرطوش هى السيناريو الذى تعيشه دراما الوطن.

بحث الناس عن البلد.. عن دولتهم.. أين هى؟.. نظروا إلى الطائر النهضوى المحلق وريشه المتساقط.. أين وعودك يا طائر؟ لم ينبس بكلمة ووجدوا بلادهم كريشة متساقطة منه وسط الهواء.. لا استقرار ولا اطمئنان.. وجدوا دولتهم ريشة فى هوا.. كانت تطير بدون جناحين بعد أن نُتفت ريشات الطائر.. بس إحنا النهاردة هنا.. فى دولتنا.. يا ترى بكرة هنكون فين؟؟!! فى الدولة ولا؟؟!!





مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد شومان اسكندرية

اتق الله

عدد الردود 0

بواسطة:

عبداللطيف أحمد فؤاد

هههههههههههههههههههههههه

والله معاك حق

عدد الردود 0

بواسطة:

عيد الخميسي

كادر ظالم من وزاره ظالمه

عدد الردود 0

بواسطة:

Lamis

1000 ليك للمقال الرائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة