زيارة أوباما لإسرائيل تتجنب المستوطنات والجرافات الإسرائيلية وحواجز الأمن

الثلاثاء، 19 مارس 2013 06:40 م
زيارة أوباما لإسرائيل تتجنب المستوطنات والجرافات الإسرائيلية وحواجز الأمن الرئيس الفلسطينى محمود عباس
القدس (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحتفى الرئيس الأمريكى باراك أوباما حين يزور إسرائيل هذا الأسبوع بالتاريخ اليهودى لكنه سيتجنب مستنقع المستوطنات فى الضفة الغربية المحتلة وهو أسلوب انتقائى لمسار رحلته يحفل بالرموز الدبلوماسية.

وتهدف الزيارة التى تستمر من الأربعاء للجمعة إلى إشاعة الدفء فى العلاقات بين الإسرائيليين والرئيس الأمريكى الديمقراطى الهادئ الذى يقضى فترة رئاسية ثانية فى البيت الأبيض فيما يضغط على رئيس وزرائهم اليمينى بنيامين نتانياهو حتى لا يفتح النار على إيران ويفسح الطريق أمام إقامة دولة فلسطينية.

ويشعر بعض الإسرائيليين بالاستياء من أن أوباما استغرق كل هذا الوقت كى يجىء فى زيارته الأولى لإسرائيل منذ توليه الرئاسة، وأنه فى خطابه التاريخى الذى ألقاه فى القاهرة عام 2009 بدا مقتنعا بأن الشرعية اليهودية فى الشرق الأوسط نبعت من المحارق النازية (الهولوكوست).

ويزور أوباما قبر تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية فى القدس الذى مات أوائل القرن العشرين عام 1904 أى قبل أكثر من أربعة عقود من قيام دولة إسرائيل عام 1948. بل سيعود إلى أبعد من ذلك ويشاهد المخطوطات اليهودية القديمة فى المتحف الإسرائيلى.

واكتشفت هذه المخطوطات التى تعرف باسم لفائف البحر الميت فى الضفة الغربية التى يحتلها الإسرائيليون الآن ويرون فيها حقا توراتيا. وتقول الولايات المتحدة إن الضفة الغربية يجب أن تكون جزءا من دولة فلسطين المستقلة.

وقال مايكل أورين السفير الإسرائيلى لدى الولايات المتحدة أن تلك المخطوطات "كتبها بالعبرية يهود قبل 2000 عام فى وطنهم أرض إسرائيل"، ومشاهدة أوباما لتلك المخطوطات ينقل رسالة إلى العالم عن جذور الدولة اليهودية العميقة فى الشرق الأوسط.

وقال أورين للقناة الثانية فى التلفزيون الإسرائيلى: "هذه دولة لم تهبط من السماء بعد المحارق.. إنها دولة ذات جذور فى المنطقة وهى دائمة ومشروعة".

وفى مقابلة مع نفس القناة الأسبوع الماضى اعترف أوباما "بحق إسرائيل الأساسى فى أن تكون وطنا آمنا للشعب اليهودى وارتباطها بالأرض".

وعارضت الولايات المتحدة مثل سائر القوى العالمية المستوطنات اليهودية فى الضفة الغربية التى يرى الرئيس الأمريكى أنها تكرس عداء الفلسطينيين لإسرائيل.

وتشمل زيارة أوباما لقاء مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورحلة منفصلة إلى بيت لحم بالضفة الغربية ويستقل خلالهما طائرة هليكوبتر ليتجاوز الجرافات الإسرائيلية وحواجز الأمن وقوات الجيش الإسرائيلى المنتشرة فى المنطقة.

وقال عباس لتلفزيون (راشا توداي) يوم الجمعة إن "الرئيس أوباما قال أكثر من مرة انه ضد المستوطنات (الاسرائيلية)" وذكر عباس أن إسرائيل ترتكب أخطاء كل يوم ولم يوجه لها أحد الاتهام.

والتنقل بالهليكوبتر سيحد من لقاء أوباما بالفلسطينيين العاديين. وقام محتجون فلسطينيون غاضبون من تعثر سعيهم لإقامة دولة بتشويه عشرات من صور الرئيس الامريكى خلال مظاهرات نظمت يوم الاثنين.

كما ان الخوف من مقاطعته من جانب صقور مؤيدين للمستوطنين ربما كان وراء قرار أوباما عدم إلقاء خطاب أمام البرلمان الإسرائيلى (الكنيست).

وبدلا من ذلك يتحدث أوباما يوم الخميس أمام طلبة إسرائيليين وجهت لهم السفارة الأمريكية الدعوة مستبعدة طلبة جامعة أنشئت حديثا فى مستوطنة أرييل بالضفة الغربية.

وخلافا لم حدث حين زار أوباما اسرائيل عام 2008 حين كان عضوا فى مجلس الشيوخ الأمريكى فلن يزور الرئيس الديمقراطى حائط المبكى وهو أهم موقع لصلاة اليهود ويقع فى قلب القدس الشرقية بالضفة التى احتلها إسرائيل فى حرب عام 1967. وضمت إسرائيل القدس الشرقية وتعتبر القدس بشطريها عاصمة لها فى خطوة لم تعترف بها الدول قط.

والتقليد المتبع هو أن يترك المصلون والسياح على السواء قصاصات مكتوبة داخل الشقوق الموجودة فى الحائط وهو موقف يريد أوباما تفاديه بينما يحاول الاسرائيليون والفلسطينيون التكهن بطبيعة الاستراتيجية الأمريكية. وكانت القصاصة التى كتبها بخط يده عام 2008 وتمنى فيها الخير قد قوبلت بالاستحسان من الموجودين فى المكان ونشرتها وسائل الإعلام.

وفيما يتعلق بالنزاع الخاص بالبرنامج النووى الإيرانى تريد واشنطن إتاحة مزيد من الوقت حتى تؤتى العقوبات المفروضة على إيران ثمارها وتفادى قيام إسرائيل بضربة عسكرية منفردة.

وفى الوقت نفسه يظهر تمويل واشنطن الكبير لأنظمة الدفاع الصاروخى الإسرائيلية مثل آرو والقبة الحديدية التزاما أمريكيا كبيرا بأمن الدولة اليهودية.

وأول زيارة يقوم بها الرئيس الأمريكى فور وصوله إلى تل أبيب ستكون زيارة بطارية قريبة تابعة لمنظومة القبة الحديدية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة