عبد الرحمن يوسف

المستمع العاقل

الثلاثاء، 19 مارس 2013 07:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول المثل المصرى العظيم جداً جداً.. إنه إذا كان المتحدث مجنونا فليكن المستمع عاقلا!
منذ شهور وأنا أبحث عن هذا المستمع العاقل ولا أجده، حتى ظننت أننى أكاد أكون العاقل الوحيد فى هذا البلد، وطبعا سيظن البعض أننى بذلك أمدح نفسى، أو أننى أقلل من شأن الآخرين أو الاثنين معا، ولكن ماذا أفعل؟

هل يمكن أن يبلغ الكره والحقد لدرجة أن نكذب أعيننا ونصدق إسرائيل، وأمريكا، والفلول، وجميع أجهزة الإعلام التى تفننا فى سبها وشتمها لأنها شوهت الثورة والثوار، ولأنها ساندت مبارك فى أيام الثورة الأولى.. هل يمكن أن ننسى كل ذلك، وأن نقول نفس كلامهم الذى كذبناه لأننا نكره الإخوان المسلمين؟

عزيزى المستمع العاقل، سأفترض أننى مجنون، ولكنى لست نذلا!
إذا كنت تكره الإخوان فهذا على عينى ورأسى، أنت حر، أنا لا أحب ولا أكره أحدا، أنا أحاول أن أنحى قلبى جانبا حين أدخل كهف السياسة، وبالتالى أوقظ ضميرى، وأشغل عقلى، أما قلبى الذى يحب ويكره فأتركه لمآرب أخرى، فتارة أكتب به شعرا، وتارة أنظر به للنيل، وتارة أتأمل به فى ملكوت الله، ولكنى لا أدخله فى لعبة السياسة، لأنها ليست قائمة على الحب والكره.
الثائر المناضل الذى وقف ضد مبارك فى الميدان، وواجه الرصاص والجمال والخيول والبلطجية...هذا الثائر كان يضحك حين يسمع أن حركة حماس هى التى حركت الناس إلى الميادين، وكان يعتبر ذلك الكلام مؤامرة على الثورة وكلاما مضحكا فى الوقت نفسه!
بعد أن أصبح الثائر يكره الإخوان أصبح يتحدث عن حماس كعدو، وعن دور حماس المشبوه فى مصر منذ اندلاع الثورة.

أخى الثائر الجهبذ...لا تبالغ فى هذا الأمر، لأنك لو صدقت أن حماس هى من أخرج الناس من السجون، وهى من قتل الشهداء والثوار فى معركة الجمل، وهى من قتل جنودنا البواسل فى رمضان الماضى...فمعنى ذلك أن الثورة كانت مؤامرة أجنبية فعلا، ولا مجال لاعتبارها عملا وطنيا عظيما، وكل ذلك بسبب كرهك السطحى الساذج لهذه الجماعة أو تلك التنظيم!
أحب أن أختم مقالتى بتذكير القارئ وبتذكير كل مستمع غير عاقل أن من فتح السجون كانوا رجال حبيب العادلى، وحين وقف أمامهم اللواء البطران رحمه الله، قتلوه فى الحال، وسقط شهيدا مضرجا فى دمائه. وأن من قتل الثوار فى الميادين كانوا قناصة من الأجهزة الأمنية للدولة، ولم يكونوا مستوردين بأى حال، وهم موجودون وبإمكاننا الوصول لهم بسهولة «لو أردنا!».

وأن قتلة جنودنا فى رمضان الماضى قد سلمت جثثهم لمصر، وأن أى معلومات فى هذا الشأن كانت ستصدر من الدولة المصرية لا من بعض صحفيى المباحث!
كم أتوق إلى مستمع عاقل فى زمن المتحدثين المجانين...
لنا الله!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

بسام عبدالله

معاداة حماس تخطيط صهيوني

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

اريدك يا عبد الرحمن ان تنزل الشارع المصرى وترى وتسمع قصص البؤس والكأبه والاحباط

من المسئول - لن تصل الى اجابه

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

هل تذكر مقالاتك الخاصه بالشباب والامل فى المستقبل وكم الحلول والنصائح التى طرحناها سويا

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن

وكيف يكره الثائر الإخوان وهم من حول الإنتفاضة الى ثورة .. ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

hany

إلى الإعلام المضل وسحرة فرعون

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود جابر على

كنتى عظيمه يامصر

عدد الردود 0

بواسطة:

bebo

علي عينى ورأسي

عدد الردود 0

بواسطة:

د. حسين محمود

كراهية حماس شيئ قليل

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

مصر الان تصارع الزمن وكل يوم يمر دون توافق وانجاز حقيقى سيخلف من ورائه كارثه وانهيار

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

khalil monir

بص بعينك و فكر بعقلك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة