لقد رأينا العجب فى فترة حكم الرئيس مرسى الوجيزة على المستوى السياسى والاقتصادى والإدارى، بداية من القرارات الغريبة، والتردد فى قرارات أخرى، وعدم اتخاذ قرارات فى أحيان ثالثة، والأهم أنه كانت كل القرارات تتجه نحو الجماعة، متجاهلة المصلحة الوطنية المصرية، ورغم كل أسباب العجب من الجماعة وتصرفاتها، سيظل لنا منهم أدبيات غريبة ما درج عليها المصريون بشكل شعبى، حيث بدأ الرئيس عهده بألفاظ مثل أحبائى والأحباء وهو ما لم يستسغ من أحد خارج نطاق الجماعة، بالإضافة إلى كلمتى أهلى وعشيرتى، وهى من الأدبيات التى حاول بها الرجل فرض اللغة الإخوانية على المصريين بمصطلحات جديدة وغريبة، ورغم عدم تفاعل المصريين مع هذا النوع الدافئ من الخطاب، لأنهم اعتادوا من رؤسائهم القوة والبأس، أصر الرجل أن يستخدم ألفاظا لا تصدر من رئيس من وجهة نظر المصريين فى حديثه الشهير عن الحب والأحضان التى كررها أكثر من مرة، مما أثار استياء الكثيرين من طريقة الرئيس فى حل المعضلات السياسية بينه وبين معارضيه، بينما أتاح نفسه كمادة ثرية للسخرية لكل نشطاء مجالات التواصل الاجتماعى، حتى إنه لم يترك لميليشياته الإلكترونية مجالا للدفاع عنه، ويبدو أن هناك من نبه الرجل لهذه الملاحظات حتى رأيناه معلقا على الاحتجاجات الشبابية مقطبا حاجبيه مهددا بسبابته رافعا صوته متحدثا بالضمير «أنا»، وهو بالتالى ما أثار السخرية وقتها، لأنه على ما يبدو أن الذى ينبهه لأخطائه لا يحدد له متى وكيف يصلح منها، أما الشىء المهم فى هذا الموضوع أن الرجل لم يتخل فى أى خطبة أوحديث له عن ذكر المؤامرات والدسائس والأيادى الخفية دون دليل أومساءلة، وإن يبدو عليه أنه استراح لفكرة العدو الخارجى التى أصبح يذكرها بسبب، محملا مسؤوليته لطرف خفى غير معلوم، وبين هذه الألفاظ وتلك نجد الرجل لا ينسى دفء الأسلوب والألفاظ حتى فى أحلك المواقف وأصعبها، فبعد شهر ونصف تقريبا من مشكلة مذبحة ما بعد حكم مذبحة بورسعيد خرج عليهم الرجل فى تسجيل ركيك الإعداد والتنفيذ حاضنا شعب بورسعيد عبر الأثير، قائلا لهم إنهم فى العين والقلب، متمنيا لهم التوفيق، آملا أن يكون هذا الأسلوب الآسر حلا لمشكلة بورسعيد، ولم يتصور أن تنقلب عليه المدينة أكثر مما كانت، ويبدو أن الله أراد أن يكشف لى كيف يفكر هؤلاء وكيف يوهمون الناس بحل مشاكلهم حيث شاهدت بعض المعلقات عليها شعار الجماعة بلون أخضر دافئ مكتوب عليها «فضفض.. انقد.. تكلم» ففهمت أنه لا حلول لدى هؤلاء إلا بتسلية الوقت بالكلام وفهمت أكثر لماذا يتحدث الرجل بالعين والحاجب مرة، والأخرى بالعين والقلب.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة