جمال أسعد

الربيع العربى وقبول الآخر

الثلاثاء، 19 مارس 2013 03:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الثورة هى تغيير الواقع تغييراً جذرياً فى كل مناحى الحياة لتحقيق الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، لتطبيق الخطط الاجتماعية والاقتصادية للنهوض بالوطن والمواطن، دون تمييز أو استثناء أو إقصاء للآخر الدينى أو الطبقى أو النوعى، ذلك لأن الثورة تتم وتنجح بجهود وإيمان الغالبية الغالبة من الشعب الذى يتوق إلى التغيير للأحسن، وذلك حتى تكون نتائجها وآثارها عائدة على كل الشعب عدا تلك القلة التى قامت الثورة ضد مصالحهم، ولذا تنتفى الثورة عندما يقوم بها فصيل سياسى بذاته من أجل مصالحه الخاصة، أو عندما تختطف الثورة من فصيل بذاته، هنا تكون إما انقلاباً وإما ثورة مضادة، فهل كانت ما أطلق عليه ثورات الربيع العربى فى تونس ومصر وليبيا ثورات بالمعنى العلمى والسياسى للثورة؟ أم مازالت هذه الهبات الجماهيرية والتى أسقطت تلك الأنظمة الاستبدادية فى إطار الانقلابات السياسية إذا لم تكن فى طريقها إلى الثورة المضادة؟ وهل يمكن أن نعتبر سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على السلطة فى مصر وتونس بطريقة أو بأخرى حتى ولو كانت بطريقة الصندوق الخشبى لتمرير مصلحة الجماعة ثورة؟ وهل ما يحدث الآن فى ليبيا من سيطرة الجماعات الإسلامية المتطرفة وميليشياتها العسكرية التى تثير الفوضى وينتشر الخراب ثورة؟، وإذا كان شعار السلطة فى الدول الثلاث هو الادعاء بتطبيق النموذج أو النظام الإسلامى، فهل ما يتم من ممارسات على أرض الواقع له أدنى صلة بالإسلام أو بمقاصده العليا؟ وهل قال الإسلام بالاعتداء على المسيحيين وعلى كنائسهم ومتاجرهم ومنازلهم لمجرد شائعة تقول بخطف فتاة أو محاولة تنصيرها؟ وهل الإسلام يعامل الآخر غير المسلم بما لا يليق بالإنسان وكرامته التى أعزها الله؟ وما علاقة الإسلام وسلوكيات تلك الجماعات الإرهابية الليبية والتى قامت بتعذيب مصريين مسيحيين ومسلمين بدعاوى كاذبة وملفقة حتى الموت مثل تعذيب وقتل عزت عطا الله وهو مسيحى، وإبراهيم إسماعيل وهو مسلم؟ فهل إبراهيم إسماعيل كان يقوم بالتبشير هو الآخر، وهل يبرر أى دين تلك السلوكيات الهمجية التى تصل إلى حرق مواضع فى الجسد لأن عليها رسم الصليب؟ أو القيام بإحراق لحية كاهن مصرى فى ليبيا وشاربه وتعذيبه بعد حرق الكنيسة فى بنى غازى مرتين حتى يتم الإجهاز عليها؟ وهل ثورات الربيع العربى قامت من أجل تلك الأفعال المرفوضة فى كل الأديان والمجرمة فى كل القوانين والأعراف؟ وأين مرسى وجماعته مما يحدث فى ليبيا وغيرها من الدول للمصريين؟ ولماذا هذه الحمى التى أصابت الجماعة وتابعها مرسى لما حدث لبعض الإخوان المسلمين فى الإمارات؟ مع العلم أن التهمة ضد الأقباط فى ليبيا التبشير، وأيضاً تهمة الإخوان فى الإمارات هى التبشير للجماعة؟ أم أن الجماعة وأتباعها فوق كل المصريين باعتبارهم ربانيين؟ وهل قامت الثورة، يا مرسى، فى مصر حتى نستبدل استبدادا باستبداد؟ الثورة قام بها الشعب المصرى، ولن يسمح أن يسرقها ويخطتفها أحد، كما أن المتاجرة بالإسلام قد كشفتها تلك السلوكيات والمواقف وعدم الصدق فى القول والوفاء بالوعد، فمصر والمصريون يعرفون الإسلام جيداً، وجميعهم مؤمنون ومتدينون.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة