كشفت مصادر فلسطينية أن القماش العسكري، الذى ضبط الجيش المصري أمس كميات منه في منطقة شمال سيناء قبيل تهريبه لقطاع غزة عبر الأنفاق ،يتم إدخاله للقطاع منذ عدة سنوات عبر الأنفاق، في أعقاب منع إسرائيل استيراده عبر المعابر الرسمية". وذكرت المصادر أن "هذا القماش يستخدم في حياكة ملابس للأجنحة العسكرية الفلسطينية، التي يقدر أفرادها بعشرات الآلاف".
وحول الكمية، التي ضبطها الجيش المصري، قال "ساري"، أحد تجار الأقمشة، لـ"الأناضول"، إنّ الشاحنات التي ضبطها الأمن المصري الأحد، "هي ثلاث شاحنات، محملة بقطع قماش عسكري، قادمة من التجار المصريين لأحد تجار القماش العسكري في قطاع غزة".
ولفت ساري إلى أن الشاحنات كانت تحمل قماشًا خامًا خاصًا بفرق "الصاعقة"، ذا ألوان قريبة من اللون الصحراوي، وقطع قماش من اللونين "الجيشي (الأخضر الداكن)، والأزرق"، وهي قادمة لتاجر من القطاع رمز له بحرف "أ"، ويعد من كبار تجار القماش العسكري في غزة.
وأوضح سارى أن التجار كانوا يستوردون هذا النوع من القماش العسكري من الأردن عبر المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل، قبل أن تغلق في أعقاب فرض الحصار على قطاع غزة منتصف 2007، ومنع دخول كثير من السلع والمستلزمات الحياتية من بينها القماش. ونفى سارى بشكل قاطع استيراد بزات عسكرية جاهزة من خارج القطاع، مؤكدًا أن ما يتم استيراده عبر الأنفاق، هو قماش خام، وتتم حياكته في قطاع غزة.
و قال مسئول بإحدى أذرع الأجنحة العسكرية الفلسطينية، لوكالة "الأناضول"، إن معظم البزات العسكرية الخاصة برجال المقاومة، "تتم حياكتها محليًا" .
وأوضح المسئول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن معظم البزات العسكرية المستخدمة من قبل "رجال المقاومة، تشبه من حيث اللون لباس جيوش وأجهزة أمن عربية، كلباس (الصاعقة الصحراوي)، وهو اللباس الأكثر استخدامًا من قبل رجال المقاومة".
وأضاف: "كذلك نستورد في كثير من الأحيان الحقائب الجاهزة، التي تستخدم في العمل العسكري، والكسارات (الواقي)، الذي يلبس على مفاصل اليدين والقدمين، والدروع، والخوذات".
وأبدى المسئول استغرابه مما أسماه "تضخيم الجانب المصري للأمر كونه ليس جديدًا"، مضيفًا: "لا نستبعد أن يكون التضخيم ضمن الحملة التي تشنها وسائل إعلامية مصرية بحق قطاع غزة وحركة حماس"، على حد تعبيره.
من جانبه، نفى سامي أبو زهري، الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن يكون ضبط شحنة الأقمشة قد تم داخل قطاع غزة. وقال، في تصريحات نقلتها وكالة "الرأي" الحكومية في غزة، إن "شحنة الأقمشة المشابهة لزي الجيش المصري لم تضبط داخل غزة إنما ضبطت في شمال سيناء".
ودعا أبو زهري إلى "عدم إعطاء أحكام مسبقة وتحميل الشعب الفلسطيني المسئولية عن أي خلل في الساحة المصرية".
وكان الجيش المصري قد أعلن، أمس الأحد، أنه تمكن من ضبط كمية من الأقمشة تُستخدم في صنع الزي الرسمي للقوات المسلحة والشرطة المصرية، كانت معدة للتهريب، في نفق بمنطقة الصرصورية بمحافظة شمال سيناء (شمال شرق)، على الحدود مع قطاع غزة.
وإثر ذلك أعلن الجيش أنه أعاد نشر قوات الجيش الثالث الميداني، (أحد مكونات الجيش المصري)، المتمركزة في محافظة السويس (شمال شرق)، بزي جديد، اليوم الإثنين، في المناطق الحيوية بالمدينة.
مصادر فلسطينية : القماش العسكرى المصرى يدخل غزة لحياكة ملابس للفصائل
الإثنين، 18 مارس 2013 05:50 م