إن ما يثرى الحياة السياسية فى أى دولة تهتم بالشأن الديمقراطى هو وجود معارضة حقيقية يستند عليها الشعب فى حالة خطأ الحكومة أو الإدارة السياسية فى البلاد وتصبح هذه المعارضة صوت الشعب فى المطالبة بالإصلاح وتعديل ما حاق بالوطن من قرارات خاطئة.
ولعل مصرنا الحبيبة مُنعت تلك المعارضة التى تبحث عن الإصلاح وتقويم الاعوجاج إن وجد، ولعل من حسن حظ الإدارة السياسية الحالية هو وجود (جبهة الإنقاذ الوطنى) التى تروج بشكل غير مباشر للحزب الحاكم والحكومة من خلال إصرارها على عدم التحدث سوى بإنتخابات رئاسية مُبكرة.
الحديث عن انتخابات رئاسية مبكرة بعد انتخابات ديمقراطية شرعية قد تمت... يكشف عن مطلب فردى للبعض وليس عن مطلب شعبى وهذا هو اللغز الأول لهذه الجبهة فهى لا تبالى بالمعارضة بقدر ما تبالى بالهدف الشخصى، لا تبالى بمصالح الدولة بقدر ما تبالى بالمصالح الحزبية.
وعندما وجهت المؤسسة الرئاسية دعوة الحوار لجبهة الإنقاذ الوطنى، نجد أن الجبهة ترفض وبشدة الحوار، والحوار هنا غير مُلزم بقرار سوف تخضع إليه الجبهة عقب حضورها، الحوار فى الغالب يكون من أجل مصلحة الوطن، الحوار هو دعوة للتفاهم قد تُقدَم فيه بعض التنازلات الشخصية من أجل هدف أكبر وهو الوطن.
مما يجعلنا نفكر كثيراً عن سبب عدم حضور الجبهة للحوار الوطنى ونحتاج لحل هذا اللغز أيضاً، ولعلى أذكر دعوة اللواء/ عمر سليمان قُبيل تنحى الرئيس السابق لكافة التيارات السياسية الوطنية من أجل إجراء حوار وطنى وذهاب معظم التيارات السياسية لهذا الحوار من (حزب الوفد وحزب التجمع والحزب الناصرى) التى هى الآن إحدى الكوادر الهامة فى جبهة الإنقاذ الوطنى، والسؤال الآن هو هل فساد نظام مرسى أكبر من فساد نظام مبارك حتى لا تقبلوا الحضور للحوار؟
وتذهلنا الجبهة أيضاً بلغز أكبر وهو إنسحابها من وثيقة الأزهر لنبذ العنف ؟؟؟ وهل الجبهة تريد مزيد من العنف فى البلاد؟ أم أنها تعارض للمعارضة فقط؟ جبهة الإنقاذ بهذه الطريقة تقضى على مستقبلها السياسى الحقيقى الفاعل... ولو استمرت الجبهة فاستمرارها هذا سوف يكون بلا جدوى ولن تحقق معارضتها تلك أى منفعة للوطن.
ولا تتوقف ألغاز الجبهة فهى أيضاً تقاطع الإنتخابات البرلمانية التى سوف تأتى بالتشريع للبلاد عقب انتهائها، ولعل من حكمة الإدارة السياسية فى البلاد هو إعطاء الجبهة فرصة أخيرة للدخول والمعارضة فى قلب البرلمان من خلال تعطيل فاعليات ومراحل الانتخابات البرلمانية.
ولعل لغز الألغاز الحقيقى هو التكوينى البنائى لهذه الجبهة، فمن كان يتوقع إجتماع فلول النظام السابق بتيارات المفترض أنها ثورية، لماذا تضع الجبهة نفسها فى بوطقة المعارضة الغير فعالة، فأهداف الفلول ليست كأهداف الثوار، وهدف النظام القديم ليس كهدف من طالب بالحرية وتنفسها.
وتستمر الجبهة فى تقديم الألغاز للشعب المصرى، وعلى الشعب المصرى أن يدخر وقتاً إضافياً فى فك هذه الألغاز ومتابعة ألغاز أخرى قادمة تضعها وتُقدمها جبهة الإنقاذ للشعب، وعلى جبهة الإنقاذ تحديد مسارها السياسى فى المعارضة وإلا فلا هدف من اتحاد أحزابهم سوى بصناعة الغوغاء، فمصر ستتقدم من خلال حكومة واعية وإدارة سياسية تتسم بالكفاءة ومعارضة حقيقية تُحد من تفشى وانفراد الحزب الحاكم بالسلطة.
صوره - ارشيفيه
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
م/ صبحي
دي الحقيقة
كلااااااااااام واقعي جداً
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد ريان
قال تعالى(فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون)
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو الحسن
الف لغز ولغز لما الواحد جاله " لووغز"