محمد أحمد دويدار يكتب: أبنائى الأعزاء.. شكرا

الإثنين، 18 مارس 2013 04:10 ص
محمد أحمد دويدار يكتب: أبنائى الأعزاء.. شكرا صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان (المواطن مصرى) يحلم بيوم أشبه بـ(يوم الاستقلال) كان ذلك هو(حلم العمر)، لكنه فى نفس الوقت كان (حلم عزيز) بعيد المنال، ولكن لأن هذا الشعب أراد الحياة، فقد فتح الله له الطريق وهداه إلى (سكة السلامة) وقامت الثورة ولكن يا فرحة ما تمت فقد كانت أشبه بـ (ثورة الشك) بدأ الانشقاق والتخريب والاستحواذ والتخوين بين الكل حتى صرنا كـ(الإخوة الأعداء) الكل يبحث عن مصالح شخصية الكل يحاول أن يأخذ دور البطولة حتى ولو كان الفيلم هابطا والسيناريو مسروقا، والمخرج فاشلا، لا يهم المهم فقط هو البطولة وشباك التذاكر، هو الفيصل كما يقولون وفى سبيل تحقيق ذلك تبدأ الإعلانات المستفزة والرخيصة والمكذوبة فيبيعون للناس الوهم بلقطات مجتزأة، لا تعبر عن الفيلم بها إسفاف وتشويق وترغيب لا فرق فى ذلك إن كانت باستغلال الشهوة الجنسية، أو الجهل أو الفقر أو زيت وسكر إلخ .. كلها محاولات رخيصة للإعلان عن فيلم هابط حتى يجتذبوا أكبر قدر ممكن من الضعفاء ليدفعوا برضا تام أمام شباك التذاكر كل ما يمتلكون..كل هذا يمكن التغاضى عنه إن كان الفيلم مقبولا لدى المشاهدين ولكن المصيبة عندما تجد هؤلاء المشاهدين يبدأون فى الضجر والصفير من أول خمس دقائق ثم يتحول الأمر إلى الشتائم والسباب العنيف للأبطال ثم يتحول الأمر إلى تكسير السينما باللى فيها.. كل ده و(إللى بالى بالك) مطنش خالص وكأن شيئا لم يحدث وكأنه من (كوكب تانى).. بل ويستعد للفيلم الجديد ببرود تام وتجاهل غريب للنقاد وللجمهور، ولكن الغريب والمثير للسخرية فى هذا الوطن، أن الفيلم الجديد يتم بنفس الطريقة ونفس الخداع ونفس الجمهور، ويحقق إيرادا ربما أعلى مما قبله .. وبذلك ينتشر الفن الهابط فيصبح هو السمة السائدة ويتغير الذوق العام مع الأيام حتى يصبح فتى الشاشة الأول (ميدو مشاكل) والفيلم إللى مكسر الدنيا (أنا بضيع يا بديع) ونعود فنحكى للكبار وليس للصغار أساطير.

(الشاطر حسن )...وهكذا وهكذا ... حتى ينحصر الصراع على السلطة بين (اللص والكلاب ) ويصبح المواطن المسالم (غريب فى بيتى) (..إنهم يقتلون الشرفاء) ويبدأ (شىء من الخوف) فى نفوس الشعب ويزاد هذا الشعور مع الأيام ليصبح شعور باليأس فى الحصول على الحرية فقد التفت حول سواعدنا ورقابنا (الطوق والإسورة) فيخرج هذا الجمهور الثائر عن آداب المشاهدة مرغما لما يشاهده من بذاءة وعدم احترام فى الفيلم فيقوم بأعمال تعرضه للمساءلة القانونية ولكن رده يكون منطقيا عندما يقول هم من (جعلونى مجرما) أنا لست كذلك أنا (البرىء) فيثور (بركان الغضب) ويخرج المواطنون من كل مكان يعبرون عن غضبهم فـ(هنا القاهره وإسكندريه كمان وكمان وإسماعيلية رايح جاى ) أو لم تسأل نفسك (إسكندريه لية) مش دول اللى اشتروا كل تذاكر الفيلم بتاعك زمان .. ألم تقل إية إللى تغير؟؟!! ويخرج التلاميذ يقولون (إحنا الطلبة) ويبدأ الصياح من جديد (لك يوم يا ظالم ) وفى المقابل نجد من ينادى (واإسلاماه)..فتصبح مصر حينها (أرض الخوف) والشعب الحائر يصرخ (أريد حلا) إنه حقا السيناريو الأسوا على الإطلاق والفيلم الأبشع فى التاريخ ..(انتبهوا أيها السادة) فالجرح لم يلتئم بعد و( الرصاصة لا تزال فى جيبى) أفيقوا قبل أن ينتهى كل شىء ..فالسفينة تحملنا جميعا على ظهرها لا نريدها أن تصبح سفينة (تايتنك) ولكننا نريدها (سفينة نوح) تبدأ معها حياة جديدة لهذا الشعب الغلبان.. نريد أن نفتخر بمصر.. وحينها ستنظر إلينا مصرا وتقول (أبنائى الأعزاء شكرا).





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة