إثر مواجهات دامية بين رجال الشرطة المصرية، وبين قوات الاحتلال البريطانى بمدينة الإسماعيلية، راح ضحيتها أربعون شهيدا من رجال الشرطة البواسل آنذاك، وأسر العديد منهم بتاريخ 25/1/1952 أعقبها تمرد فى ثكنات البوليس بالعباسية تضامنا مع زملائهم الذين تعرضوا للقتل والأسر بالإسماعيلية، ثم تلاها تمرد لعمال الطيران فى مطار ألماظة برفض تقديم الخدمات لأربع طائرات تابعة للخطوط الجوية البريطانية.
اندلعت الحرائق فى اليوم التالى لهذه الأحداث بمدينة القاهرة الكبرى من قبل مجهولين أطلقوا على أنفسهم (الحراقون) بالعديد من المحلات والمؤسسات والملاهى الليلية ودور السينما فى وسط البلد بداية من ميدان الأوبرا وميدان طلعت حرب وميدان التحرير ومحطة مصر والفجالة والقلعة والعديد من المناطق الحيوية الأخرى.
انتشرت أعمال السلب والنهب فى الشوارع والمحلات، فتم تعيين النحاس باشا حاكما عسكريا وأعلنت الأحكام العرفية وأصدر قرارا بمنع التجوال ومنع التجمهر لأكثر من خمسة أشخاص ومن يخالف هذه القرارات يعتبر مهددا للسلم والنظام ويعاقب بالحبس، وقد نزل الجيش إلى الشارع فاختفت أعمال الشغب والسلب والنهب وهدأت الأمور تماما" فى ليلة وضحاها وما أشبه اليوم بالبارحة !!!
لم يتم القبض على أى شخص فى هذه الأحداث وكثرت التكهنات عن المسئول عنها، فمنهم من اتهم الملك فاروق بحجة التخلص من حكومة النحاس، ومنهم من اتهم الاحتلال البريطانى، ومنهم من اتهم حزب مصر الفتاة، ومنهم من اتهم الإخوان المسلمين وقد باتت هذه الحرائق لغزا لم يتم حله حتى الآن.
إن ما حدث من حرائق فى الآونة الأخيرة لاتحاد الكرة بالجبلاية ولنادى ضباط الشرطة النهرى، ومن قبل ذلك حرق النادى العلمى ما هو إلا عمل جبان وغير مبرر على الإطلاق سوى أنه تدمير لمرافق الدولة وتراثها من حفنة مستهترة غير مسئولة لا وازع لها ولا دين، لا تملك ذرة من ضمير ولا خلاق لهم، يملأ قلوبهم الغل والحقد على مصرنا الحبيبة، نقول لهؤلاء جميعا" ودون تحديد لهوية الفاعل . إن مصر لن تموت إيها الحمقى واسألوا التاريخ.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة