يبدو أن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين غير مصدق أن ثورة قد قامت فى مصر.
وأنه حزب سياسى بالدرجة الأولى وبناء على تفكير قادته لم يستطع التأقلم مع الوضع الجديد فى مصر ومع وضعه كحزب سياسى.
فما زال أسلوب تفكيره كما هو دون حراك. بل إن عقلية قادته لم تتغير بعد. ولا تزال تتعامل من منطلق كونه جمعية تعاونية استهلاكية وليس حزبا سياسيا ينتخبه المواطن على أساس برنامج متكامل يهتم بما هو صحى وتعليمى وثقافى واقتصادى واجتماعى. لقد فوجئت بما يقوم به حزب الحرية والعدالة لتوزيعه العديد من السلع الغذائية إما كمساعدات وهبات وإما بيعها بأسعار مخفضة للجماهير وتلك عادة تمارسها جماعة الإخوان منذ القدم حين يقترب موعد الانتخابات البرلمانية. لا أنكر أن الوقوف بجانب المعوزين والمحتاجين شىء يحمد عليه الإنسان إذا كان يفعل ذلك من اجل رضا المولى عز وجل ولا ينتظر مقابلا لذلك الفعل مصداقا لقوله تعالى "إنا لا نريد منكم جزاء ولا شكورا". دهشتى هنا مبعثها أن الذى يقوم بهذه الأفعال هو حزب سياسى وهذا مخالف للأعراف والتى تجعل من مثل تلك الأعمال تقوم بها الجمعيات الخيرية والتى تقوم بأنشطة اجتماعية كثيرة يدخل فيها توفير المستلزمات الغذائية فى ضمن أولوياتها. أما إذا قام حزب سياسى بذلك فأنا اعتبره رشوة سياسية خاصة اذا تم توزيع تلك السلع قبيل الانتخابات. وهذا لا يفسره إلا كلمة واحدة هى "الاستغلال". نعم إنهم ومن يسيرون على فلكهم يستغلون حاجة الناس وعوزهم من أجل الحصول على أصواتهم الانتخابية. لذلك أرى كل من يقوم بذلك مخطئ وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما أخذ بسيف الحياء فهو من حرام" صدق رسول الله. إن ما يحتاجه المواطن العادى ليس كيسا من السكر أو زجاجة من الزيت فقط. بل يحتاج رعاية صحية وتعليمية واجتماعية. ..الخ من خدمات. لا ينكر أحد أن حزب الحرية والعدالة الان هو من له اليد الطولى فى حكم البلاد خاصة ان الرئيس الدكتور مرسى ترشح عنه فى انتخابات الرئاسة السابقة. فبدلا من مساعداته هذه فليقوم بما يقوم به أى حزب سياسى من فتح آفاق جديدة لرفع مستوى الدخل. نحن لا نريد مجتمعا خاملا منكفئا على ذاته لا يريد العمل وينتظر كيس سكر من س أو ص. لكنا نريده إنسانا منتجا ولن يتآتى ذلك إلا إذا تمت إقامة مشروعات كبرى وتشييد للمصانع. لعلكم تتذكرون المثل الصينى الذى يقول "لا تعطنى سمكة ولكن علمنى كيف أصطاد" وهذا ما نريده ممن يحكمون الآن. إن إعطاء المحتاج مثل هذه السلع من حزب سياسى أعتبره عملا محرما ويجب تجريمه لأنه لا يخرج عن كونه رشوة سياسية وليس عملا خيريا. وإلا علام أنشئت الجمعيات التعاونية الخيرية ؟! ما يقوم به حزب الحرية والعدالة يذكرنا بقصة العديد ممن نهبوا مصر من أعضاء مجلس شعب أيام النظام السابق عندما كانوا يتبرعون بعشرات ومئات الآلاف من الجنيهات للفقراء حتى يحصلوا على أصواتهم فى الانتخابات وبعدما يقعدون تحت القبة يتنكرون لهم ويغلقون فى وجوههم ابتساماتهم وخدماتهم السابقة بل وينهبون الأموال ويعوضون ما أنفقوا من أموال إلى نهب عشرات ومئات الملايين من دم الفقراء والغلابة. أقول للجميع ليس بكيس السكر يرتقى المجتمع بل يرتقى بخطط طموحة تقوم على المنهج العلمى ويتم تطبيقها على أرض الواقع. إن أكياس السكر لا تعدو كونها من أردئ أنواع المسكنات الاجتماعية بل إن الاستمرار فى تقبلها ينشئ مجتمعا متواكلا لا متوكلا على الله يأخذ بأسباب النجاح. أننى أقول لحزب الحرية والعدالة هناك فرق بين الحزب السياسى والجمعية التعاونية الاستهلاكية.. وأنا أكتب هذا المقال تذكرت كلمات رائعة صاغها صديقى الشاعر سيد فاروق أحمد تقول:
(حلق حوش)
الحق وزع سكر
واسكر كل عقول الجهلة
بحفنة زيت
وهاتبقى غزيت الروم
وتعوم لشطوط الجنة
بحبة حلق حوش
ووحوش رافضاك
واقفالك بالمرصاد
والواحد منهم كد بلاد
وبلاد بتودع زهر شباب ع الباب
وكلاب عماله بتنهش فيها
وفيها تاريخ كان ماضى
وراح
وجراح عماله بتكبر
توصل آخر حد العتمة
وزحمة
ولمة بتهتف ضد الجور
وشهود الزور
تهدا
وتهب ف لحظه تثور
ولدان بنور
وبنات الحور
بتدور ف ميدان
مليان ع الآخر
مش فاضى
والحكم
الجاى
حكم
القاضى
سبحان الحكم العدل
عثمان محمود مكاوى يكتب: فى مسألة الحزب والجمعية!
الإثنين، 18 مارس 2013 04:11 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة