انتقل الصراع الدائر بين الأحزاب المصرية والحركات الثورية على الساحة السياسية إلى جامعة الأزهر الشريف، تلك الجامعة التى تعد من أقدم الجامعات فى العالم، حيث بدأت الحركات والأحزاب بالعمل داخل أسوار الجامعة من خلال دعم قيادات أحزابهم وحركاتهم، بالإضافة إلى حماسة الشباب الذين يريدون أن يثبتوا لقياداتهم أنهم على قدر المسئولية وأنهم شباب فاعلون فى حزبهم وحركاتهم وجامعتهم، وذلك من خلال تنظيم المظاهرات والتى تطالب بتغيير بعض الأمور التى يروها أنها خطأ وربما يطالبون بالتغيير فى بعض الأحيان لمجرد التغيير وإثبات كل فصيل للآخر أنه قادر على الحشد.
داخل أسوار جامعة الأزهر تجد جيل النصر المنشود التابعة للإخوان المسلمين، والتى تعد الأقدم فى الأسر الطلابية داخل الجامعة، وأكثرهم انتشارا وعددا وفعاليات، تأتى فى المرتبة الثانية أسرة نبض الأزهر التابعة للدعوة السلفية وهذه الأسرة متشعبة نتيجة لتشعب الأحزاب التابعة للدعوة السلفية وما يحدث من تربيطات بين عدد من تلك الأحزاب وأخرى أثر بشكل مباشر على طلبة الدعوة السلفية بالجامعة، وهو ما يتضح من خلال مناقشتهم على صفحة الأسرة على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك، ومناقشتهم حول حزب أبو إسماعيل وحزب النور والأصالة وغيرها من الأحزاب السلفية، حيث انقسم الطلاب ما بين مؤيد لحزب النور وآخر منتقد له وأعلن انضمامه إلى حزب أبو إسماعيل.
ثم يأتى بعد ذلك حركة 6 إبريل وتلك الحركة يقوم شبابها باستخدام نفس أساليب الحركة فى التظاهر والاعتراض من قطع طريق أو حرق إطارات تصل إلى حد الاشتباك مع أمن الجامعة أو موظفين والاعتداء بالألفاظ على قيادات الجامعة والأزهر فى مشهد بعيد تماما عن تركيبة طلاب الأزهر الشريف، فقد أثرت الحركة على تلك الشباب أكثر من تأثرهم بالأزهر الشريف.
لتأتى حركة شباب الأزهر والذى يقودها قيادى بحزب الوسط وهو طالب بكلية الهندسة وفى نفس الوقت فى أمانة الشباب للحزب بالمنوفية، وللحركة دور كبير فى الفعاليات داخل الجامعة، حيث إنها الداعية للتظاهرات الأخيرة اعتراضا على بعض الأمور الغير راضين عنها داخل المدن الجامعية والتى تطورت فيما بعد، حيث تعمل الحركة بنشاط ملحوظ وذلك من أجل الترويج للحزب داخل أسوار الجامعة بعد أن شهد الحزب انتقادات لاذعة الفترة الماضية بعد انتقادات عدد من رموزه إلى جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين.
ليأتى أخيرا حزبا الدستور ومصر القوية ليدخلا المنافسة بقوة داخل الجامعة، لتتحول جامعة الأزهر من ساحة للعلم إلى ساحة للصراع السياسى بين الأحزاب والحركات، وبالرغم أن ذلك التنافس السياسى قد يأتى فى بعض الأحيان وليس كل بنتيجة إيجابية إلا أنه يأتى أيضا بنتيجة سلبية فى أحيان أخرى.
الصراع بين الإخوان والسلفيين الدائر الآن على الساحة السياسية انتقل بالفعل لطلابهم بجامعة الأزهر وهو ما وضح جليا خلال انتخابات اتحادات الطلاب واتهام الطلاب السلفيين للإخوان بتباع نفس أسلوب الجماعة فى "التكويش" على كل المقاعد ولا أدل على ذلك ما حدث فى كلية الدعوة والدراسات الإسلامية بنشوب أزمة بين التيارين بسبب تشكيك فى نتيجة انتخابات الكلية.
الإخوان المسلمون متمثلون فى جيل النصر المنشود يتبعون نفس المنطق الذى يتعامل به قياداتهم لتحقيق مكاسب، وهو ما وضح خلال أزمة اعتداء أمن جامعة الأزهر طالب بحركة شباب 6 إبريل، حيث هم طلاب الإخوان بالتضامن مع الطالب وذلك قبيل الانتخابات بساعات وبعد أن طالبت 6 إبريل بضرورة الحشد لتنظيم مظاهرات ضد أمن الجامعة وهو أفضل ما تقدمه جماعة الإخوان المسلمين لتحشد له وذلك من أجل تسجيل موقف يحسب لها قبل انتخابات اتحادات الطلاب وبالفعل تم تنظيم مظاهرات انتهت بإعطاء مدير أمن الجامعة إجازة مفتوحة.
الموقف الثانى وهو ما حدث أمس، أمام المدينة الجامعية للطالبات بمدينة نصر بعد أن حاول رئيس اتحاد جامعة الأزهر المنتخب والذى يتبع جماعة الإخوان المسلمين من فتح الطريق الذى قطعته الطالبات أمام المدينة لمطالبتهن بعدة مطالب خاصة بالمدن الجامعية وتحسين الخدمات بها، وبالفعل نجح، إلا أن ذلك الفعل أغضب آخرين قائلين، إن جماعة الإخوان تنظر إلى مصلحتها بعدما حققت أهدافها بالحصول على المنصب ثم تخلت عن مطالب الطلاب وهو ما دفع رئيس الاتحاد المنتخب بالإعلان عن مظاهرة أمام مشيخة الأزهر وبالجامعة تضامنا مع الطالبات، وعلقت حركة شباب الأزهر التابعة لحزب الوسط أن رئيس اتحاد جامعة الأزهر بجلالة قدره وجه المظاهرات عند مدينة البنات وجايب معاه 3، "لا بجد أنا كده اندهشت !".
كل تلك الأمور من تربيطات وخلافات تتنقل من الساحة السياسية إلى حرم جامعة الأزهر يعد أمرا غير مقبول داخل جامعة للعلم، فاتحادات الطلاب والأسر الطلابية يجب أن تقدم خدمات وأنشطة للطلاب ولا تسمح للخلاف السياسى أن ينتقل بين الطلاب.
وبالرغم من أنهم قد يتحدوا جميعا فى مواقف محدودة إلا أن سرعان ما يتبخر هذا الاتحاد لتسيطر الآراء والأفكار والمبادئ لكل فصيل عليه ويبدأ كل منهم فى فرض سيطرته على الآخر.
النزاع السياسى ينتقل من الساسة إلى طلاب الأزهر.. السلفيون يشككون فى انتخابات الإخوان الطلابية.. الوسط يقود مظاهرات لتحسين صورته والتواجد بقوة.. وتحول الجامعة من باحة للعلم إلى ساحة صراع
الإثنين، 18 مارس 2013 05:05 م
جامعة الأزهر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اكس مان
وليه الازهر يعني .. علشان الاخوان فازوا؟!!!!!