سارة حراز تكتب: أرقام معارضة الأفكار

السبت، 16 مارس 2013 03:39 م
سارة حراز تكتب: أرقام معارضة الأفكار صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حتى الآن وبعد مرور عامين على الثورة لا يمكن لنا أن نقول إنها عبرت عن نضج سياسى وفكرى كما كنا نرجوه ولا نستطيع أيضا أن نطلب الانتقال من مرحلة إلى أخرى والدليل على ذلك كل ما نراه من مشاحنات على الساحة السياسية أوأعمال شغب وهدر لهيبة القضاء.. وإلخ، حتى ما نشاهده الآن من الثوار أو غير الثوار ما هو إلا تعبير عن حالة إحباط منتجة وليست مفتعلة، كل ذلك يرجع إلى المعالجة الخاطئة منذ البداية وهى صناعة الجماهيرية أو بمعنى أدق الاعتماد على أغلبية الشعب فى دولة يمثل فيها الجهل نسبة كبيرة جدا وهو بالطبع أسهل صناعة ممكن أن نتوقعها فى أى مشروع سياسى. لذلك سنجد وبمنتهى البساطة أن لا فرق بين الانتخابات قديما وحديثا، وذلك لان الجهل بهذه الطريقة مبنى على التبعية، لذلك خلال مسار عملية التحول الديمقرطى الذى توقعنا أننا نعيش فيها فى الفترة الماضية تم الاعتماد على الأرقام الديمقراطية أو كما يسمونها هم وليس على الفكرة الديمقراطية ليصبح فى النهاية الشعب غير قادر على توضيح المعنى الحقيقة للديمقراطية أو حتى فهم ملامحها. وبالتالى ما نراه من تقدم معظم تيارات الإسلام السياسى ما هو إلا تقدم لأرقام باستخدام الجهال سياسيا لان ثورة المشروعات الديمقراطية الحقيقية هى بناء اجتماعى فى البداية قبل أن يكون نزاعا سياسيا أو صراعا على سلطة وأن يكون مشروع الثورة منذ البداية هو التغيير وليست ظاهرة تبادل السلطة وحكام على كراسى فقط.

لذلك يجب تنمية قيم الديمقراطية عند الإنسان المتمثلة فى الفكر والاستقلالية وتنمية جوهر الديمقراطية المتمثل فى قيمه الثقافية وليست الرقمية، لذلك معظم ثورات الربيع العربى لن تكون قادرة على النمو فى مسارها الطبيعى لان السبب باختصار أن الفرد العربى عبارة عن بيئة مليئة بالفقر الفكرى حتى أفكار الأغلبية من الشعب أفكارهم تذهب إلى الميتافيزيقيا.

وأهم ما نراه ملموسا على الواقع المصرى هو المشروع السياسى وتاريخ الجماعات الإسلامية والسياسية التى حولت تفكير الكثير إلى تفكير عاطفى أكثر منه تفكير عقلى وديمقراطى.

وأنا أرى وأرجو أن أكون على خطا أن هذه الثورات ستؤدى إلى تضاعف مستويات الدكتاتورية السياسية وذلك ليس لسبب ثورى أو ما شبه ذلك لكن ستسعى إلى فرض نفسها وفكرها باسم العقائد والفكر الخاص بها.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

د. طارق النجومى

مصلحتى ومن بعدها الطوفان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة