التاكسول هو مادة فعالة تنتمى لمجموعة القلويدات، ويطلق عليه"Taxusbrevifolia"، وهو نبات ينمو فى كولومبيا وفى أمريكا الشمالية.
قال الدكتور خالد مصيلحى أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعه مصر الدولية، لقد عكفت الدراسات البحثية فى مركز أبحاث الأورام بالولايات المتحدة منذ عام 1955، على فصل هذه المادة الفعالة "تاكسول" من النبات، واستطاعت فصل كميات كبيرة منه فى هذا العام، وفى عام 1978 أثبت الباحثون قدرة التاكسول فى علاج بعض أنواع الليوكيميا السرطانية فى الفئران، وفى عام 1982 أجريت دراسات أمان وقياس سمية هذه المادة على فئران التجارب، وفى عام 1984 تم إجراء تجارب طبية على متطوعين لقياس أمان وكفاءة التاكسول، وأظهرت النتائج الأولية قدرته فى علاج حوالى 30% من الحالات المصابة بسرطان المبيض، ثم تم عمل نوع من التعاون والشراكة بين المراكز البحثية وإحدى شركات الدواء العالمية، لتبنى إنتاج مستحضر دوائى من التاكسول حتى ظهر للنور كمستحضر دوائى فى عام 1992.
وأوضح د.خالد أن المادة الفعالة فى هذا النبات تعمل كمثبط لانقسام الخلايا ومنها الخلايا السرطانية، فهو يؤثر على الأُنابيب المسئولة عن عملية الانقسام الخلوى اللازمة لتكاثر الخلايا، حيث يمنع التاكسول عملية انفصالها، مما يمنع عملية الانقسام الخلوى من الاستمرار ويعطل وظائف الخلية الحيوية، فيقلل من انتشار الخلايا السرطانية فى الجسم، وهو يستخدم فى علاج العديد من الأورام السرطانية، مثل أورام المبيض والرئة والرقبة والثدى، ونظرا لأن هذا العقار يمنع نمو الخلايا وانقسامها، فهو يحدث تأثيره على كلا من الخلايا السرطانية والطبيعية، مما يسبب الكثير من الآثار الجانبية، مثل الغثيان والقىء والإسهال والتهاب الأغشية المخاطية والثعلبة، أو تساقط الشعر، كما يسبب ارتفاعا فى أنزيمات الكبد مع قلة الكريات البيضاء وفقر الدم ونقص الصفائح مع انخفاض ضغط الدم، وبطء الجهاز العصبى المركزى.
وحديثا بدأ العلماء منذ ظهور النانوتكنولوجى فى تطوير التاكسول لزيادة كفاءته، وتقليل آثاره الجانبية، وذلك بعمل جزيئات متناهية الصغر مغطاة بمادة اسمها الألبومين، وتطويره بتكنولوجيا النانو، فأصبح التاكسول مغطى بمادة تجعله أكثر قابلية للالتحام بالخلايا السرطانية دون الخلايا الطبيعية، فأصبح يهاجم الخلايا السرطانية فقط فقلت الآثار الجانبية بطريقة ملحوظة، وزادت كفاءة التاكسول مع ازدياد سرعة ومعدل وصوله للخلايا السرطانية المستهدفة، مقارنة بالتاكسول العادى.
وأشار إلى أن "التاكسول" لازال إحدى هبات الطبيعة، ولم يفصح عن كل أسراره ولازال العلم يلهث خلفه لتطويره وتحديثه لرفع نسب شفاء هذا المرض اللعين، ولكن لا ننسى أن كل هذه المواد الفعالة رغم أن مصدرها طبيعى، ولكنها على درجة عالية من السمية والضرر لو تم أخذ مستحضراتها بدون إشراف طبى شامل، وفى حدود الجرعة العلاجية الملائمة لكل حالة، والمحددة من قبل الطبيب المعالج.
عدد الردود 0
بواسطة:
linda
العلم جميل
عدد الردود 0
بواسطة:
وائل
بارك الله فيكم
كلام رائع جزاكم الله كل خير
عدد الردود 0
بواسطة:
شريف هندي
النانو رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
kariman
د خالد رائع
كالعاده لدكتور خالد مقاله رائعه