قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن بيان الإخوان المسلمين بشأن وثيقة الأمم المتحدة التى تدين العنف ضد المرأة يثير مخاوف الليبراليين فى مصر، مشيرة إلى أن ما ورد فى البيان من رفض الاعتراف بحق المرأة فى تقديم شكاوى قانونية ضد زوجها تتهمه بالاغتصاب، وأن للأزواج حق الوصاية على زوجاتهن وغيرها من الملاحظات يعكس عقيدة الإخوان المسلمين القائمة منذ فترة طويلة والتى ما زال يتم مناقشتها فى المنتديات النسائية التى تعقدها الجماعة، وتقول الناشطات فى مجال حقوق المرأة، إن هذا ربما يعكس أيضا آراء أغلب النساء فى ثقافة مصر المحافظة والتقليدية.
وأجرت الصحيفة مقابلة مع باكينام الشرقاوى، مساعد الرئيس محمد مرسى وممثلة مصر فى لجنة الأمم المتحدة عن المرأة التى عقدت هذا الأسبوع، والتى حاولت خلالها أن تنأى بإدارة مرسى عن بيان الإخوان، وأكدت الشرقاوى أن الإخوان لا يتحدثون باسم الرئيس، وتساءلت باكينام: "هل أى بيان يصدر من أى حزب أو جماعة يمثل الرئاسة؟ الإخوان ليست مؤسسة الرئاسة، وليست كيانا رسميا".
وأضافت باكينام قائلة: إن "الحكومة المصرية تعمل مع كل القوى لوقف كل أشكال العنف ضد المرأة"، مشيرة إلى أن الحكومة المصرية اعترضت على إعلان الأمم المتحدة الذى يدين العنف ضد المرأة فقط على قضايا حول وصف القيود على الإجهاض باعتبارها عنف ضد النساء، وهذا يختلف مع العادات الثقافية فى الكثير من الدول العربية والأفريقية.
وتقول نيويورك تايمز: إنها عندما سألت باكينام الشرقاوى عن محاولة بيان الإخوان حماية الاغتصاب الزوجى من الملاحقة القانونية، ردت قائلة "اغتصاب زوجى؟ هل هذه مشكلة كبيرة لدينا؟. ربما تكون ظاهرة غربية بينما التحرش الجنسى فى الشوارع هو مبعث قلق أكبر فى مصر".
وتساءلت الشرقاوى: هل ينبغى علينا أن نستورد قلقهم ومشكلاتهم ونعتمدها كمشكلات خاصة بنا؟ إننا نتحدث عن أمور لم يتم الاتفاق عليها على نطاق واسع مثل الإجهاض.. لا نستطيع أن نمنح النساء الحرية فى الإجهاض حينما يردن ذلك، ومضت قائلة: لا تختاروا قضايا ليست ملحة فى مصر، وتقولوا لى إننى فى صراع مع المجتمع الدولى.
ورغم ذلك، تقول الصحيفة الأمريكية، فإن بعض الناشطات فى مجال حقوق المرأة فى مصر وصفت بيان الإخوان على أنه دليلا على صحة تحذيراتهن من أن جماعة الإخوان المسلمين ربما تقود مصر فى اتجاه أكثر محافظة ويعتمد على النهج الأبوى، وقالت غادة شاهبندر من المنظمة المصرية لحقوق الإنسان "إنهم أى الإخوان لا يؤمنون أن العنف المنزلى موجود، وأن على المرأة أن تلجأ إلى العدالة أو العملية القانونية، ويرون أن المرأة يجب أن تظل فى المنزل وتحت حماية العائلة، ولا يرون أن هناك شيئا مثل الاغتصاب الزوجى لأن الزوج من حقه أن يمارس الجنس مع زوجته فى أى وقت يريده".
وتابعت شهبندر قائلة: "إن هذه هى المرة الأولى التى نسمع فيها الإخوان يقولون (ما ورد فى بيانهم) على الساحة العالمية، لكن هذا موجود فى خطابهم منذ أمد بعيد ".
وفى المقابل، تحدثت الصحيفة عن حديث أسامة يحيى أبو سلامة، خبير الأسرة الإخوانى، الذى قال فى ندوة أجريت مؤخرا لتدريب النساء قبل الزواج إن المرأة تحتاج إلى أن تقيد فى إطار يسيطر عليه رجل البيت، حتى لو تعرضت الزوجة للضرب من قبل زوجها، فيجب أن يظهر لها أن لها دورا فيما حدث لها. فلو يتحمل الرجل اللوم، فإن المرأة تشارك بنسبة 30 أو 40 من الخطأ.
غير ان الصحيفة قالت: مع وجود زعيم الذراع السياسى للإخوان المسلمين فى القصر الرئاسى فى مصر، وسيطرة أعضائها على أغلب برلمانها، فإن بعض وجهات النظر الذكورية التى لقنها التنظيم لأعضائه تتسرب على الرأى العام.
وتوضح نيويورك تايمز، أن بيان الإخوان الحاد عزز مخاوف الليبراليين المصريين بشأن العواقب المحتملة لوصول الجماعة إلى السلطة والتسبب فى إحراج جديد للرئيس محمد مرسى بما أنه يقدم نفسه كزعيم إسلامى معتدل صديق للغرب.
نيويورك تايمز: بيان الإخوان عن "وثيقة المرأة" يثير مخاوف الليبراليين
الجمعة، 15 مارس 2013 01:45 م