فابيوس: لا يوجد أمام الأوروبيين سوى رفع الحظر المفروض على الأسلحة إلى سوريا

أكد وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس، أنه على باريس إقناع شركائها لاسيما فى أوروبا بأنه ليس أمامنا خيار، من الآن فصاعدا، سوى رفع الحظر المفروض على الأسلحة إلى سوريا، وذلك لصالح الائتلاف الوطنى السورى المعارض.

وقال فابيوس فى تصريحات له بمناسبة الذكرى الثانية للثورة السورية نشرت بصحيفة "ليبراسيون" اليوم الجمعة- إنه وعلى الصعيد الدولى، كانت فرنسا الأولى فى كل مرحلة فى مساندة قضية الشعب السورى، كما عليها أن تكون كذلك فى هذا الوقت المفصلى.

وأضاف أن الحظر الأوروبى على الأسلحة انطلق من فكرة نبيلة أى الحيلولة دون تفاقم الوضع من حيث عدد القتلى والمعارك، ولكن اليوم فإن هذا الحظر ينقلب ضد أولئك الذين كان يطمح إلى حمايتهم.

وشدد رئيس الدبلوماسية الفرنسية على ضرورة تحديد وبشكل عاجل طرق تنفيذ رفع هذا الحظر، حيث أنه "حين يقدر بشار الأسد بأنه لن يتمكن من البقاء بقوة السلاح فإنه سوف يتحرك أو أن الوضع سيتحرك من دونه".

وتابع فابيوس "أصبح من المسلم به على نطاق واسع اليوم بأن بشار الأسد شخصيا لن يعد له مكان فى سوريا الغد، بما فيهم أولئك الذين دعموا نظامه حتى الآن عبر الادعاء بغياب بديل يحظى بالمصداقية".

وأوضح أنه من الآن فصاعدا أصبح البديل موجودا ومنذ نوفمبر 2012، نظم الائتلاف الوطنى السورى صفوفه "وكنا أول من اعترف به"، وظهر رئيسه معاذ الخطيب بأنه قائد شجاع وزعيم يصغى إلى الشعب السورى وإلى معاناته "ولم يتوان فى مد اليد نحو بعض الخصوم لمحاولة وضع حد نهائى لهذه المذبحة".

وأشار فابيوس إلى أنه حتى اللحظة، رد بشار الأسد بمزيد من أعمال القصف وبوضع شروط مرفوضة "ولكن العرض السياسى للائتلاف لايزال موجودا، فهناك ثمة طريق يمكن أن ترسم بهدف التوصل إلى حل سياسى لإخراج سوريا من الخراب والفوضى".

كما أشار إلى أن الائتلاف الوطنى السورى يعمل (حاليا) على تشكيل حكومة مؤقتة تتولى سلطة الإشراف على المناطق المحررة، على الرغم من وجوب تجاوز بعض الخلافات للوصول إلى ذلك، معتبرا أن تشكيل تلك الحكومة سيشكل مرحلة جديدة باتجاه إيجاد حل سياسى فى سبيل قيام سوريا موحدة وسلمية وديمقراطية تتسع لجميع الطوائف والجماعات.

وأكد وزير الخارجية الفرنسى أن بلاده ستساند عمل هذه الحكومة إذا تشكلت كما أشار إلى ذلك الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند فى أغسطس الماضى.

وأشار فابيوس إلى أنه من المحتمل أن تبقى العملية السياسية جامدة إذا لم يتطور الوضع فى الميدان "والحالة هذه، هى أن معركة الشعب السورى من أجل الحرية حتى هذه المرحلة، غير متساوية بشكل كبير"، حيث يتزود نظام بشار الأسد ـ الذى يمتلك فضلا عن ذلك أسلحة كيماوية ـ بأسلحة فتاكة وذخائر من قبل طهران وموسكو، أما المعارضة فهى لا تمتلك الوسائل الكافية لحماية السكان.

وأعرب عن اعتقاده أن بشار الأسد لن يأخذ عرض التفاوض الذى تقدم به الائتلاف الوطنى على محمل الجد إلا إذا لم يكن أمامه خيار سواه، مشددا على أن الحل السياسى لن يتحقق بالفعل أنه لا يمكن للائتلاف أن يقاتل بأسلحة غير متكافئة.

وذكر رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن هناك أكثر من 70 ألف قتيل ومليون لاجئ، وهناك تدمير منهجى فى سوريا؛ فالذكرى الثانية لانطلاق الثورة السورية هى ذكرى دماء ودموع" إذ تضرب ميليشيات النظام الرجال والنساء والأطفال بدون تمييز".

وأشار فابيوس إلى أن الحكومة الفرنسية تضامنت مع الثورة السورية منذ البداية، مضيفا "لقد تحملنا مسئولياتنا، على الصعيد الإنسانى كما على الصعيد السياسى، ومما لا شك فيه، أكثر من سوانا، إذ حملنا جانبا من العبء الملقى على كاهلنا فى سياق عدم إمكانية حصول تدخل برى مباشر فى سوريا، وهو لايزال غير ميسور".

وقال إن "مساعدتنا الإنسانية للسكان المدنيين بلغت عدة عشرات ملايين من اليورو، تضاف إليها حصتنا فى المساهمة فى المساعدة الأوروبية"، مشيرا إلى أن باريس كانت رائدة فى المساعدة المباشرة للمجالس الثورية المدنية ولشبكات التضامن المحلية.