شعبان سيد مرعى يكتب: المنتظر والمحتقر

الجمعة، 15 مارس 2013 09:57 ص
شعبان سيد مرعى يكتب: المنتظر والمحتقر صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد تكون المنتظر أو تكون المحتقر، لكن لا شك أنك بشر قد تكون دخانا يعمى أو تكون قمر، الطريق واحد لمن أراد الوصول، فعدالة الله – سبحانه – أبت أن يختص واحد من البشر بالمجد والرفعة، بل أعطاها لكل من يبحث عنها ويسلك سبلها، إما فى طريق الخير فتكون المنتظر أو فى طريق الشر فتكون المحتقر.
لقد عاش النبى – صلى الله عليه وسلم – حياة عظيمة حافلة بالمجد وعلو الهمة، ومع ذلك لم يحرم أصحابه الأمل فى أن يقتدوا ويصنعوا شيئا فإذا به يبشرهم بفتح اليمن والشام ومصر والفرس والروم حتى يحثهم على العمل وبذل الجهد، وبالفعل يحققون وينتصرون ويفتحون رضى الله عنهم جميعا.
وها هى القسطنطينية تقف شامخة تبحث عمن يفتحها وإذا بها لا تفتح فى عهد الصحابة ولا التابعين ولا الدولة الأموية ولا العباسية بالرغم مما بذلوه من الغالى والنفيس، لينالوا هذا الوسام الذى بشر به النبى – صلى الله عليه وسلم – حينما قال: "(لتُفتحن القسطنطينية فلنِعمَ الأميرُ أميرُها، ولنعم الجيشُ ذلك الجيش)، ولكنها تفتح على يد أمير صغير يبلغ عمره اثنان وعشرون عاما هو محمد الفاتح عام 857هـ / 1453 م، ليدل على أن باب الأمل مفتوح إلى يوم القيامة ولعل التفكير بإبداع كان من أكبر أسباب فتح القسطنطينية لسيظل الإبداع والتفكير بطريقة مختلفة بعد الاعتماد على الله هو الطريق إلى تحقيق المجد، فما فعله هؤلاء العظماء هو اليقين فى الله أولا ثم صدق النية والأخذ بالعلم وتطور الزمن، وهكذا رأينا معارك اليرموك والقادسية وحطين وعين جالوت والذلاقة وملاذكرت وحرب أكتوبر المجيدة تعطى رسائل الأمل لكل من أراد أن يكون المنتظر كما فى نص الحديث الشريف (إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يصلح لهذه الأمة أمر دينها"، إنها رسالة خالدة مضمونها (لا تيأس أبدا).
وعلى الجانب الآخر الذين ابتعدوا عن التمسك بالله أو فقدوا صدق النية أو فقدوا التمسك بالعلم لم يحققوا شيئا وجعلوا الكذب والخداع وسيلة للرقى فكانوا كالدخان يرتفع ليراه الناس ويغطى ضوء الشمس والقمر أما السابقون واللاحقون من العظماء فهم كالقمر ينظر إلى الناس ليضىء لهم الطريق حتى وإن رأوه صغيرا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة