كلنا على علم ويقين بأن ما يحدث الآن فى مصر هو شكل مختلف من الفوضى.. شكل قد يصعب تحليله أو تفسيره أو إيجاد معنى حقيقى له..
هل هى مؤامرة؟
هل هناك من يسعى لحرق وتدمير البلاد ونهب وسلب ممتلكاتها وترويع مواطنيها؟
لا أعتقد أن الإجابة على مثل هذه الأسئلة قد تكون غائبة عن أعيننا وعن أذهاننا جميعا، حيث إن من يحدث اليوم هو شكل من أشكال الانتقام.. وشكل من أشكال الخطط اليهودية إن جاز التعبير، فى هدم أرض وإفسادها بمؤامرة سياسية داخلية، حيث إن الشعب دون أن يدرى يشارك فى هذه المؤامرة، حيث نقاتل بعضنا البعض ونسرق بعضنا البعض دون أن ندرى.
فى الحقيقة أصبحنا لدينا الآن من نماذج السرقة إشكالا مختلفة ومبتدعة بداية من محاولة الإقناع فى شراء بعض الأوهام حتى إن وصلنا إلى تلوين الأرصفة يوميا فى شوارع مصر وأرقى أحيائها، أنه مظهر من المظاهر الجديدة فى سرقة "جنية" من كل مواطن بمحض إرادته، حيث يجتمع مجموعة من الشباب أو أطفال الشوارع ويدور بينهم اتفاق فريد من نوعه فى توزيع أنفسهم على أرقى شوارع وإحياء مصر ومعهم دلو من الطلاء ليقفوا بالشارع ويقومون بطلب جنيه واحد فقط من السيارات المارة بالشارع فى محاولة لإقناع شعب مصر الساذج بأنهم يجملون المنطقة وإن هذا الجنيه هو مساعدة ضعيفة وضئيلة من جانب المتبرع.. وبالطبع لأننا كلنا ذائبين عشقا فى حب مصر "فى حالة دفع جنية واحد بس مش أكتر"!! يخرج جميع المارة بسياراتهم الفارهة هذا الجنيه بكل حب وفخر بأنفسهم، حيث إنهم يساهمون فى طلاء الأرصفة الأمر الذى ينقص حاليا فى شوارع مصر!! ... ناسين أو متناسين بأن مصر ليست أرصفة وجدران تحتاج إلى طلاء وتلوين.. رافضين الاعتراف بأنهم ينبهون ويسرقون علنا من بعض اللصوص والمجرمين..
وفى مواجهة فريدة من نوعها وفضول قهرى من نوعه يسكن بداخلى دائما قمت بفتح زجاج سيارتى لا تحدث مع أحد هؤلاء الأطفال وسؤاله عما إذا كان يرد أكثر من جنيه...فقلت له فى براءة مصطنعة: هل تريد هذا الجنيه لطلاء الرصيف فقط أم تريده لشىء آخر؟ وفى أمل بأن يجيب على بضعف المتسولين فى الشارع وجدته ينهارنى بشدة قائلا: "هتجيبى الجنيه يا أبلة ولا أعملك وشك خريطة".
فأدركت بعدها أنها ليست مجرد لعبة للتلوين والطلاء إنها أصبحت سرقة علنية بأيدى مجموعة من المجرمين والبلطجية ...
والسؤال هنا الذى يطرح نفسه أين رجال الشرطة وأفراد الأمن .. أين أجهزة المراقبة وحماية الدولة ؟؟
حتى وإن كانت الفوضى وصلت منتهاها فى بلادنا... لابد وأن نحمى أنفسنا بأنفسنا وألا تكون ضحية لهذه الفتنة والمؤامرة السياسية والتى سيتم ذكرها فى التاريخ بأنها مؤامرة شعب على نفسه...
أين منظمات حقوق الإنسان؟... لماذا ترك كل منا عمله متبجحا ومتحججا بالفوضى وعدم الأمان؟
أنا على يقين الآن بأننا سبب فى الفوضى وسبب فى السرقة والنهب من حولنا... فشعب مصر شعب قوى وإذا أراد شيئا وقف له متصديا وليس خائفا منه سلبيا تجاه ولن ننسى جميعا اللجان الشعبية التى تصدت لجميع أعمال البلطجة والسرقة فى أيام الثورة، وقامت بحماية انفسها بأنفسها.. ونجحت فى ذلك .
ونهاية يجب على وزير الداخلية الموقر وأعضاء جهاز الشرطة بأكمله الانسحاب التام من العملية السياسية والنزول إلى ميدان عملهم الحقيقى فى الشارع المصرى والعمل على حماية المواطنين وتوفير الأمان لهم وبغض النظر عن الاختلافات السياسية والعلاقات بين الأفراد وعناصر الشرطة، فهذا واجبهم نحو البلاد ونحو المواطنون...
كفانا جميعا النوم تحت غطاءات السياسة.. والهروب من الواقع بنكات الإهانة والمزاح.
أعتقد أنه حان الوقت أن نعمل بقليل من الجدية والإخلاص لبلادنا.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد احمد دويدار
رائعه كالعاده
عدد الردود 0
بواسطة:
لك الله يا مصر
مطلوب من الشرطة
عدد الردود 0
بواسطة:
هبة
تحففة
عدد الردود 0
بواسطة:
امنيه
رائعه دايما وعلى طول