إذا أصابتك شوكة بأذى، وأنت تمسك بوردة جميلة، فلا أطلب منك ألا تتألم، ولكن ..ألا يدفعك ألمك أن تنكر حقيقة ما فى الوردة من جمال، قليل من الإنصاف يرحمكم الله.
إذا احترق بيت عدوك ولم تدفعك جميل أخلاقك أن تساعده على إطفائه فعلى الأقل... لا تشمت بمصابه.
قليل من الإنصاف يرحمكم الله.
إذا سمعت أحدهم يسب إنسانا تكرهه، ويصفه بغير ما فيه، فلا تحملك كراهتك له على ألا تقول كلمة الحق، فإذا لم تفعل، فعلى الأقل لا تشارك بالاستماع له أو التصفيق لما يقول.
قليل من الإنصاف يرحمكم الله.
إذا دعس أحدهم قدميك من غير قصد وهو يجرى خائفا من ظلم سيقع عليه، فإن لم تدفعك حسن خصالك أن تغيثه أو تجيره فعلى الأقل لا تزده من الأوجاع بتوبيخك له.
قليل من الإنصاف يرحمكم الله.
إذا رأيت ابنك يعتدى بالضرب على ابن عدوك، فلا تدفعك محبتك لابنك وكراهتك لعدوك على ألا تنصر المظلوم وترفع الظلم عنه، فإذا لم تفعل، فعلى الأقل لا تشارك فى الظلم أو تدافع عن الظالم، قليل من الإنصاف يرحمكم الله.
قال الله تعالى : (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى، واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) صدق الله العظيم (سورة المائدة 8) . فلا تدفعنا كراهتنا لأحد أو حتى عداوتنا معه على ألا نكون منصفين.
لكل كارهى جماعة الإخوان، لكل كارهى الرئيس محمد مرسى، لكل معارضى الرئيس ومن لم ينتخبوه، لا أدعوكم لتأييده، ولا أرجو منكم محبة الجماعة أو حتى التعاطف معها، ولست فى معرض الدفاع عنهم، أو تبرير أخطائهم، ولكنى أطلب من الجميع الإنصاف لكى يرحمنا الله ويخرجنا من تلك الفتنة الطاحنة.
فإذا كنت واحدا من أفراد الجماعة فلا يكن همك الوحيد فى الدنيا هو الدفاع عن كل ما تتخذه الجماعة من قرارات، فنحن بشر نصيب ونخطئ، وليس عيبا أن نخطئ ولكن العيب فى الدفاع عن الخطأ والمكابرة عليه، ولا يخطئ سوى من يعمل ويجتهد، فالخامل لا يفعل شيئا حتى يخطئ أو يصيب، فليس مهمة أفراد الجماعة الدفاع عن كل قراراتها وتبرير الأخطاء، بل فقط عليهم السعى والعمل ثم البناء على الصواب وأخذ العبرة من الخطأ والإصرار على عدم تكراره.
قليل من الإنصاف يرحمكم الله
وإذا كنت من غير أفراد الجماعة، فلا يمنعك عداؤك للجماعة ورؤيتك لأخطائها أن ترى ما تفعله من صواب وما تريده من خير للمجتمع، إن الله تعالى قال (إن الحسنات يذهبن السيئات) {سورة هود 114 } ولم يقل إن السيئات تغطى على الحسنات وتمنعنا من رؤيتها، قدر كل خطأ بقدره، فلا تنظر لسيئات عدوك بمنظار وتنظر لحسناته من فوق جبل، فارق ضخم بين من أراد الخير فاجتهد فأخطأ، وبين من أراد الشر فأجرم.
قليل من الإنصاف يرحمكم الله
إن سؤالك لأحدهم عن الفريق الذى يتبعه، عما إذا كان مؤيدا أو معارضا لحكم الإخوان قبل أن تستمع إليه وإلى حجته، فإن كان من فريقك استمعت إليه وصدقته وإن لم يكن كذبته وقاطعته، إن هذا لهو البهت والظلم بعينه، وليس المسلمون قوما بهتا.
وفى قصة اليهود الشهيرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسلم (عبدالله بن سلام ) رضى الله عنه وقال لرسول الله : (أشهد أنك نبى الله حقا وأنك جئت بالحق، ولقد علمت اليهود أنى سيدهم وابن سيدهم وأعلمهم وابن أعلمهم، فادعهم وأسألهم عنى قبل أن يعلموا أنى قد أسلمت، فإنهم قوم بهت وكذب وفجور، إن يعلموا أنى قد أسلمت قالوا فى ما ليس فى، فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (أى رجل فيكم عبد الله بن سلام )، قالوا : ( سيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا ) قال صلى الله عليه وسلم : (أفرأيتم إن أسلم)، قالوا : حاش لله ما كان أن يسلم، فقال عليه الصلاة والسلام : (يا ابن سلام أخرج عليهم، فخرج عليهم : فقال لهم : (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنه جاء بالحق )، فقالوا له : كذبت، بل هو شرنا وابن شرنا ووقعوا فى عرضه، فقال ابن سلام : (يا رسول الله ألم أقل لك أنهم قوم بهت).
كذلك هم اليهود، فلا نتشبه بهم، قليل من الإنصاف يرحمكم الله.
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
احسنت
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود الخطيب الرياض
جزاكى الله خيرا
أصبتى وأخطأ الكثير من الرجال