نسبة من تخطوا الثلاثين من شبابنا، وخاصة الفتيات ولم يتزوجوا بعد كبيرة وهذا يجعلنا ندق ناقوس الخطر، لنفيق ونبحث عن حل.
منذ أيام طرحت علىّ إحدى مريضاتى سؤالا، قالت تخرجت من إحدى كليات القمة، ووصلت إلى الخامسة والثلاثين ولم أوفق حتى الآن إلى الزواج فماذا حدث يا دكتور، فأجبتها أنها النتيجة الطبيعية لهلامية الإجابات غير المحددة التى أعددناها سلفاً كأرباب أسر لسؤالين بالغى الأهمية هما: لماذا يجب أن يتزوج الشباب؟ وما الذى يحتاجونه فعلا لكى يتزوجوا ؟ هل هو المال أو شيئا آخر غيره اسمه القناعة والرغبة فى أن يكونوا شيئا مذكورا ويعتمدوا على أنفسهم؟ إننا أمام أفكار مغلوطة واعتقادات خاطئة ترسبت عبر السنوات الأربعين الماضية فى عقلنا الجمعى ساهم فى زرعها وبذر بذورها منظومة إعلامية روجت للاستهلاك لا للإنتاج وللقرش والكرش لا للعلم والأدب، وعلى نفس هذه المنظومة أن تصحح ما أفسدته بعد أن جاءتها فرصة التدارك الآن بمعنى أننا يجب أن نتفق اتفاقا مجتمعيا تثبته الدراما ومقالات الصحف وجميع أجهزة التأثير فى وجداننا جميعا على إجابة واحدة واضحة للأسئلة السابقة.
فالطبيعة تدفع بالثمرة الناضجة إلى الانفصال عن الشجرة الأم لكى تؤدى دورها المرسوم لها فى الحياة، وكذلك عند نضوج الولد أو الفتاة يدفعهم فوران الغدد إلى الرغبة فى الانفصال عن الشجرة الأم والاتجاه نحو تكوين شجرة جديدة فى مكان جديد فالزواج هنا حتمية بيولوجية، فى المقام الأول ولابد أن يحدث سواء فى العلن أو فى الخفاء وما يحتاجه اثنان لكى يتزوجا ينحصر فى مكان يؤوى ودخل يكفى أساسيات الحياة والعمل ورغبة مشتركة فى أن يكونا أهلا لأن يكون لهما أولاد يقومان بتربيتهم التربية الحسنة، وهذه أشياء تعتبر بسيطة وميسرة عند توافر النية الحسنة، وذلك ما يجعل نسبة زواج الفقراء أكبر بكثير منها فى الأغنياء والميسورين لأن الأغنياء خرجوا عن حدود المطلوب الحقيقى إلى ما لا حدود له ولقد سألت أحد الشباب عن سر تمسكه بإقامة العرس فى فندق كبير فقال باستخفاف: " معذرة إنها ليلة عمرى أريد أن أحياها كما أحب فلن تتكرر ولست أقل من أصحابى "فقلت له لا تظن أن كل من سيحضر احتفالك سيرضى ويقنع بل سوف ينتقد وستصرف فى ساعة ما لو ادخرته لكان عونا لك على عيشة هنية وتربية سوية لأولادك، فرد بمزيد من الاستخفاف: أحينى اليوم وأمتنى غدا ؟؟
إنها النظرة إلى الزواج كصفقة وحصر ملاذه فى لحظة وانعدمت رؤيتنا له على أنه مشروع العمر الذى يجب أن يؤسس على تقوى الله وطاعته وهو الذى تكفل بقضاء دين من استدان ليعف نفسه؟؟
د. سمير محمد البهواشى يكتب: الشكليات وطابور العوانس؟؟
الخميس، 14 مارس 2013 02:38 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed
كلاااااااااام جميييييييييييييل
عدد الردود 0
بواسطة:
Adly Aly Abbas
أنت دكتور رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور امين مصلح
كلام شرعى وعقلى ومنطقى ولكن
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء
زوجة واحدة لاتكفى