تكملة لمقالى السابق الذى كنت قد ذكرت فيه أن استدعاء الجيش من قبل شرائح مختلفة كثيرة من المجتمع المصرى باتت ظاهرة واضحة، وقد طرحت سؤالا عن مدى استقلال قيادات الجيش المصرى عن صانع القرار فى واشنطن، وقدرته على التدخل سياسيا لفرض حل واقعى على جميع الأطراف المتصارعة فى مصر، وبعد متابعتى للإعلام الأمريكى أدركت أن للجيش من يدعمه فى أمريكا، ويتحدث عن تدخله لإنقاذ مصر قبل فوات الأوان، منذ أيام قليلة، قرأت مقالا فى صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عنوانه «أزمة العنف فى مصر تتعمق وتستدعى انقلاب الجيش» حيث أشار كاتب المقال ديفيد كيركباتريك إلى أن أصوات استدعاء الجيش للتدخل أصبحت مسموعة، ثم يأتى وزير الخارجية الأمريكى السابق هنرى كسنجر، خلال المؤتمر السنوى لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكى، ليلقى بقنبلة ويؤكد أن الصدام بين الإخوان والجيش آت لا محالة، أما داخليّا فبالقطع يقف الإسلاميون بقوة ضد فكرة رجوع الجيش للسلطة، بحجة أن هذا سينهى مشروع الخلافة الإسلامية التى يروجون لها، وإذا تحدثنا عن القوى المدنية، فسنجد أن القوى الثورية المتشددة هى أيضاً تقف تماما ضد فكرة عودة العسكر للسياسة والحكم، ولكن هناك قوى مدنية أخرى لها ثقلها، قد توافق على الاستعانة بالجيش لفترة مؤقتة حتى تستعيد مصر عافيتها، أما الكتلة الكبيرة الصامتة غير المسيسة فيبدو أنها أو على الأقل معظمها قد وصل إلى حالة من اليأس والإحباط الشديدين من سياسات النظام الحاكم، وعليه بدأت تشعر أن كل ما كان قبل الثورة بفساده وقمعه أصبح حلما بعيد المنال، والحل الوحيد المتبقى هو استدعاء المؤسسة العسكرية لتستعيد مقاليد الأمور وتسيطر على الانفلات الأمنى والأخلاقى وتحمى الدولة من التحلل والتفسخ، وعليه سنجد أن هناك كتلة ليست بالقليلة، وتتزايد من المجتمع المصرى تبحث عن الخلاص فى كلمة «الجيش» التى قد تكون الكلمة السحرية فى المرحلة القادمة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
بالفعل الطريق الذى يسلكه الرئيس نهايته حتما نزول الجيش - وبدون توافق تام تذوب كل الامال
بدون