الإخوان تواصل تعيين قياداتها فى المناصب الحكومية.. صهر العريان وكيلا لوزارة الصحة بالجيزة.. وقيادى بالجماعة يرأس شركة المياه.. ونائبان بالحرية والعدالة ينافسان أجهزة الدولة فى جمعهما لمطالب المواطنين

لا شك مع قيام ثورة 25 يناير المجيدة، بدأ للجميع الشعور بأن العدالة الاجتماعية ستتحقق وستقضى على المحسوبية فى اختيار الموظفين فى المناصب الحكومية باعتماد مبدأ الكفاءة والشفافية، إلا أنه بعد مرور قرابة 8 شهور على تولى الرئيس محمد مرسى حكم مصر، بدأ تظهر حركة التبديل والتغيير باختيارات قيادات الإخوان فى مناصب حكومية فى الجيزة، كما أن النسب والصهر لهم حقوق وواجبات لفتح الأبواب المغلقة وتولى المناصب والتعيينات، فبعد وصول وسيطرة حزب الحرية والعدالة على مقاليد الحكم، تم اختيار الدكتور عبد الناصر صقر وكيلا لوزارة الصحة بمحافظة الجيزة، خلفًا للدكتور عبد الحليم البحيرى بعد بلوغه سن المعاش القانونى، حيث يعد صقر أحد أبرز قيادات الجماعة فى الجيزة بالإضافة إلى أنه "عديل" الدكتور عصام العريان القيادى البارز فى حزب الحرية والعدالة.

حيث فوجئ الأطباء والعاملين بمديرية الصحة بالجيزة عدم إعلان وزارة الصحة عن خلو المنصب والإعلان عن مسابقة ليتقدم إلى المنصب من يرغب وينطبق عليه الشروط، حيث فوجئ مسئولو الصحة بالجيزة بصدور قرار من وزير الصحة، باختيار الدكتور عبد الناصر صقر مديرًا للمديرية لمدة عام، على الرغم من عدم شغله أى منصب إدارى بالمديرية أو غيرها من قبل.

والجدير بالذكر أن وكيل وزارة الصحة الذى تم تعيينه قد عمل بمستشفى أم المصريين العام منذ عام 84، ثم التحق للعمل بالمملكة العربية السعودية لمدة سبع سنوات، ثم عودته إلى مصر عام 94 كاستشارى جراحة عامة بمستشفى أم المصريين العام، وظل هكذا حتى تولى رئيس وحدة الجراحة بذات المستشفى من عام 2006 حتى شهر ديسمبر 2010، ثم توليه رئاسة أقسام الجراحة العامة فى يناير 2011، والذى لم يستمر فيه كثيرًا، وفى 8 سبتمبر من العام الماضى وكيلا لوزارة الصحة بالجيزة.

ورغم عدم حملهما لأى صفة الآن سواء تنفيذى أو برلمانية، إلا أنهما قياديان بحزب الحرية والعدالة وهما جمال عشرى عضو مجلس الشعب السابق ومحمد إبراهيم عضو المجلس الشعب السابق، أصبحا كثيرى التردد والتواجد بديوان عام محافظة الجيزة حتى وصل الأمر بمخالفتهم للقوانين المنظمة للاجتماعات التنفيذية بحرصهما الدائم بالتواجد والمشاركة رغم عدم قانونية ذلك لعدم حملهما منصب تنفيذى، حيث يشهد الاجتماع الشهرى لمحافظ الجيزة الدكتور على عبد الرحمن على مدار الفترة الماضية وقائع هى الأولى من نوعها حيث فوجئ المشاركون بالاجتماع بوجود قياديين بارزين من جماعة الإخوان المسلمين هما النائبان السابقان محمد إبراهيم وجمال العشرى عن حزب الحرية والعدالة، بل وصل الأمر ولأول مرة السماح لأحد نواب مجلس الشعب وكذلك الخارجين عن الجهاز التنفيذى بالتعقيب والتعليق خلال الاجتماع وهو ما أثار اندهاش الحاضرين من رؤساء الأحياء ومديرى المديريات بالجيزة من التدخل المفاجئ لقيادات جماعة الإخوان خلال الجلسة التى يمنع لأى شخص خارج تشكيل الجهاز التنفيذى من المشاركة والتعليق.

وخلال الاجتماع الذى حضره كل من محافظ الجيزة ونائبيه اللواءين محمود عشماوى وأسامة شمعة، وجميع رؤساء المدن والأحياء والمراكز ومديرى المديريات، وتدخل النائب الإخوانى محمد إبراهيم فى الحوار بين المحافظ والحاضرين بمطالبتهم بضرورة رفع التعديات والإشغالات على الطريق الظاهرى الصحراوى دون سابق إنذار منه، مما أدى ذلك إلى خلق حالة من الاستهجان على وجوه الحاضرين بسبب التدخل المفاجئ وغير القانونى للنائب الإخوانى فى جلسة تنفيذية رسمية.

ومع كثرة تدخل النائبين فى شئون المحافظة وقبلها الدكتور باسم عودة القيادى البارز بالجماعة والذى يشغل حاليا منصب وزير التموين، عندما كان مسئول فى اللجان الشعبية وكان يقوم بالحصول على حصص من أسطوانات البوتاجاز ليقوم بتوزيعها، اشتكى محافظ الجيزة خلال جولته التفقدية بشارع البحر الأعظم لمدير أمن الجيزة السابق اللواء أحمد سالم الناغى من كثرة تدخل النائب جمال العشرى، وهو الأمر نفسه الذى اشتكى منه مدير الأمن بتردد النائب أيضا كثيرا على المديرية والتدخل فى شئون عملها.

أيضا من الوقائع التى تشير على أخونة أجهزة محافظة الجيزة صدر قرار رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة رقم 193 لسنه 2012 بتعيين المهندس أحمد فؤاد عبد اللطيف رئيساً لمجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مياه الشرب والصرف الصحى بالجيزة اعتبارا من 24 سبتمبر 2012، حيث يعد فؤاد أحد القيادات المعروفة بانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين والذى ظهر جليا فى توفير 15 سيارة لمياه الشرب للمليونية التى شاركه فيها الإخوان والقوى الإسلامية أمام جامعة القاهرة رغم أن هذه السيارات لن يتم استخدامها سوى لحالات الطوارئ وانقطاع المياه عن المناطق النائية.