يتحفنا السيد فريد - من نوعه - الديب دائما بكل جديد وفريد، قادر على إدهاشنا دائما، معه لا تقدر أن تقول «ولا أى اندهاشة»، ولا تستطيع إلا أن تقول «أنا مش عارفنى.. أنا تهت منى.. أنا مش أنا»، فهو الذى طلع علينا فى أوائل أيام الثورة قائلا، إن مبارك كان أول من استجاب للثورة، وهو الأمر الذى جعل علامات التعجب والحيرة تطفو على وجه الإعلامى معتز الدمرداش، فأعاد عليه السؤال: مبارك كان أول من استجاب للثورة؟ فقال له جملته الشهيرة: أوماااااال، واليوم خرج علينا بتصريح أشد فتكا، فقال إن مبارك يوصى الشعب بأن «يقف مع الرئيس مرسى»، وأن يكف عن الفوضى التى حذرنا هو منها سابقا، فاضرب كفا على كف، وتعجب «آخر حاجة»، وانظر لنفسك فى المرآة جيدا، ولا تجزم قطعيا أنك أنت، فلا شيئ مضمونا هذه الأيام، و«انت مش انت» وأنت تشاهد فريد الديب.
لا تتعجب من توقيت إذاعة هذه الحلقة، ولا تحسب أن الأمر «اعتباطا»، فمعلوم أن مبارك يمنى نفسه بالبراءة فى منتصف الشهر القادم، ومن أجل ذلك يبذل ما فى وسعه من أجل الخروج من السجن، ولا تتعجب أيضا من ظهور الإعلامى أحمد موسى، ليدير حوارا مع الديب فى هذا التوقيت بالذات، وهو الذى اختفى تماما بعد إجرائه لأشهر حوار مع حبيب العادلى يوم 25 يناير، نشرته صحيفة الأهرام الغراء فى صفحتى «الدوبل» كإبراز له.. وتعظيما من شأنه، فكل شيئ «مدروس» وكل شيئ «انكشفن وبان».
لا تتعجب أيضا من أن يلقى «الديب» نيابة عن «مبارك» الاتهامات إلى القوى السياسية المختلفة، مرددا ما يقوله «الإخوان»، وما يقوله الـ«على فكرة أنا مش إخوان»، من أن القوى السياسية حينما تعجز عن حشد مليونية ضخمة، تلجأ إلى رمى المولوتوف والاشتباك مع الشرطة، فليس بعد دعوة الديب للتضامن مع مرسى تعجب، وكذلك ليس بعد الكفر ذنب، لكنى أدعوك إلى أن تنظر جيدا إلى مقدار «العشم» فى مرسى الذى ظهر أثناء كلام الديب، ولتتأكد من أن هذا «العشم» مبرر جدا، فلم لا يعشم مبارك فى البراءة، وهو الذى رأى رجاله مثل صفوت الشريف وزكريا عزمى يخرجون من سجنهم ويمكثون فى بيوتهم، «وكأن ثورة لم تقم وكأن نظاما لم يسقط».
يتعاطف الطغاة مع بعضهم البعض، وكما كان القذافى يدافع عن مبارك، ها هو مبارك يدافع عن مرسى، والاسم «مصلحة مصر»، مصر التى خربها الأول، وأتى الثانى ليزيد التخريب تخريبا بعد تخريب، والطبيعى أن يدافع مبارك عن مرسى، لأن الاثنين ارتكبا نفس الجرائم، والاثنان تلوثت أيديهما بذات الدم، والاثنان يتبعان نفس المدرسة، وإن اختلفت التوجهات، وبراءة الأول الآن تعنى براءة الثانى لاحقا، والأمر كله لا يتعدى مبدأ «شيلنى وأشيلك»، أما أنت وأنا فدعنا غارقين فى أزمة السولار حتى آذاننا، ودعنا مبتلين بنعمة الانفلات الأمنى، مستمعين لتصريحات النائب العام الإخوانى، لاهثين نحو لقمة العيش، فقد تعلم مرسى من مبارك حكمة الطغاة الأزلية، والاثنان يؤمنان بتلك المقولة الديكتاتورية الخالدة «جوع كلبك يتبعك».
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
كلامك كله مضبوط ماعدا أن مبارك يدعم مرسى ..
عدد الردود 0
بواسطة:
المحامى
سلق تهم لشفيق هههههههه
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى
لماذا كل هذا الكره
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
الفشار .. حبة ذرة تم نفخها .. فوقع فى الفخ الكاتب ولكن الله سلم على القراء .. !
عدد الردود 0
بواسطة:
joja
محمد مرسي مبارك
عدد الردود 0
بواسطة:
منال نور
بخصوص الجزء الاخير
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
الرئيس مبارك فى قلوبنا وعقولنا ما حيينا
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى
اين أيامك يا مبارك
عدد الردود 0
بواسطة:
Kimo 13
الي رقم ٧
عدد الردود 0
بواسطة:
نبيل
لايتساويان