أزمة السولار التى استمرت لشهور عدة بلغت ذروتها، إلى أن قرر السائقون الدخول فى إضراب شامل بهدف تلقين الحكومة درسا قاسيا يدفعها للتحرك بشكل أكثر جدية لحل أزمتهم التى عانوا منها لفترة طويلة.
"إحنا بقالنا شهور صابرين وكل الناس دخلت فى إضراب وإحنا لا وفى الآخر الحكومة بتتعامل معانا على إننا بلطجية" بهذه الكلمات لخص أحمد عبد الوارث، أحد السائقين المشاركين، مشكلتهم، مؤكدا أنهم تحملوا لفترة طويلة ولم يقرروا الدخول فى الإضراب إلا بعد أن تفاقمت الأزمة دون الوصول لحل.
وأضاف عبد الوارث، أن الأزمة لم تكن بهذا الوضع خلال فترة حكم المجلس العسكرى، مؤكدا أنها تزايدت جدا فى الشهور الأخيرة، وأسعار السولار تضاعفت، لافتا إلى أن سعر الصفيحة الواحدة التى تحتوى على 20 لترا أصبح بـ 44 جنيها بدلا من 22، بالإضافة إلى ما يضطرون لدفعه من بقشيش وإكراميات لكى يحصلوا على حصتهم من السولار.
ما يتردد عن أن السائقين مجموعة من البلطجية وأن أغلبهم من الخارجين عن القانون، الأمر نفسه تحدث عنه علاء زكريا قائلا "يتم تشويه صورنا رغم إننا لا نضر المواطنين ونكسب رزقنا بدون سرقة أو سطو".
نظرة المجتمع للسائقين باعتبارهم بلطجية أمر يرفضونه مؤكدين أن إضرابهم، بسبب ما يتعرضون له من ارتفاع أسعار السولار دون أن يساعدهم رئيس الحكومة أو يحاول حل مشاكلهم واحتواء أزمتهم، أبو رواش أبو زيد سائق بموقف "البوهى" بإمبابة قال: سيستمر إضرابنا لمدة أسبوع حتى تقوم الدولة بحل مشاكلنا والالتفات لها، خاصة أن المشكلة بدأت تظهر مع وصول حكومة هشام قنديل للحكم وأظهرت عجزها الشديد فى التعامل مع هذه الأمور، وأزمة السولار وتأثيرها على السائقين.
ويضيف "لدى ثلاث أبناء لا أستطيع الإنفاق عليهم بسبب الدخل المحدود الذى أحصل عليه، فلدى خسائر يومية تصل لـ 40 جنيها بسبب ارتفاع سعر السولار.
ما يتردد عن أن سائقى الميكروباص "مسجلين خطر" جعل أحدهم يسارع بإخراج البطاقة الشخصية الخاصة به والتى تثبت أنه حاصل على معهد فنى تجارى ومرخص وقيادة درجة أولى، مؤكدا أنه لا يقوم بأى أفعال خاطئة أو خارجة عن القانون كما يحاول البعض الترويج دوما.
فى حين أكد مجدى راضى، سائق آخر، أن هذا الإضراب لا يستهدف المواطنين قائلا "إحنا زينا زيهم تعبانين وعايزين نعيش بس" لافتا إلى أنهم لم يلجأوا إلى هذه الخطوة إلا بعد معاناة طويلة تصل للوقوف بالساعات للحصول على حصتهم من البنزين.
وأكد راضى أنهم من الممكن أن يمدوا مدة الإضراب فى حالة عدم الالتفات للأزمة وإيجاد حل جذرى لها لافتا.
أما محمد حسن، سائق سرفيس بموقف إمبابة، قال: إن مشكلة السائقين الأساسية تنصب على ارتفاع سعر السولار عن الحد الطبيعى مما يؤثر سلبا على عملهم وقد يدفعهم إلى رفع سعر الأجرة، على الركاب وهو الأمر الذى لا يريدون القيام بها.
ويضيف حسن السولار ارتفعت أسعاره ليصبح 50 جنيها، للصفيحة التى تحتوى على حوالى 20 لترا، ناهيك عما يحدث لهم أثناء الشراء فمن الممكن أن ننتظر مدة تزيد عن 8 ساعات أما محطات البنزين إضافة إلى المشاجرات التى تحدث يوميا أمام المحطات.
الأزمة التى تقابل "حسن" مع السولار لا تؤثر على عمله فقط ولكنها تؤثر على دخله أيضا الذى لا يكفى احتياجات أسرته المكونة من ثلاثة أفراد بسبب ارتفاع أسعار السولار، ولا يكفى احتياجاتها ليومية.









