من الأمور الاعتيادية على الساحة السياسية فى مصر هذه الأيام، أن الجميع يثورون، سلبا وإيجابا، مع أو ضد، الجميع يمارسون نوعا من أنواع الثورة عمليا أوسياسيا، أوحتى إعلاميا، وهناك من يمارس الثورة بالطوب والمولوتوف، والبعض بالمسيرات والهتاف، ومجاميع أخرى بالعصيان والإضراب والاعتصام، وفى أحيان أخرى بقطع الطريق وتعطيل السكك الحديدية، وهناك من يشعل ثورته على صفحات التواصل الاجتماعى ويخوض كل المعارك المفترضة فى عالم افتراضى، بينما هناك من قرروا أن يكفوا خيرهم وشرهم، ويكتفوا ببعض اللافتات أوعلى أقل تقدير الدعاء وطلب الخلاص من عند الله.
إلى هنا ولا غرابة.. إلا أن المسؤول عن هذه الثورة والمتسبب فى كل هذه المعارك لا يثور أبدا، مما يجعلنا دائما فى موقف حائر بين إحالة هذه المواقف إلى طباع فى شخصية الرئيس، وبشكل أكثر موضوعية إلى وضع الرئيس الملتبس، بسبب عضويته فى تنظيم له طبيعة هيكلية خاصة، وبين موقعه فى الدولة المصرية، وهو الموقع الذى دفعته إليه الجماعة وساعدته على بلوغه، وبالتالى تتعامل معه على أنه أحد أعضائها -يسرى عليه ما يسرى على غيره- فى منصب حكومى مرموق.. وهنا تتداعى الأسئلة تباعا مع تسارع الأحداث، آملين أن يكشف لنا الرئيس لماذا يرضى إجبار الجماعة أن يظل فى مكانه وكل مؤسسات الدولة أعلنت ضمنا أو صراحة عن تخليها عنه وجماعته، وأنهم لن يكونوا أداة لكم ضد مصالح عموم المصريين، وإلى متى وقد تسببت سياستكم فى حالة استقطاب ليس لها مثيل، فتم تقسيم المصريين عقائديا وسياسيا بل وعلى مستوى المحافظات، بينما لا تمل أن تدعى أنك رئيس كل المصريين!!! إلى متى تبقى وهناك من يتحدث إلى المصريين نيابة عنك ورغما عنك؟؟!! إلى متى تبقى وغزلان يدعو المعارضة للجلوس مع المرشد متخطيا إياك دون الرجوع إليك؟! إلام تظل فى موقعك وهم يغيرون ويبدلون فى تحالفاتهم، وأنت لا تملك حتى إقرار هذه التحالفات، أوالدفاع عن فضها؟؟؟! إلام تبقى بينما رجالك يخطفون المصريين ويقتلونهم بينما آخرون يدعون للنزول إلى الشارع للحفاظ على الأمن؟!، كل الأسئلة السابقة أفترض أن الرد عليها يمكن أن يكون الولاء للجماعة، ولايعلو فوق ذلك ولاء، لما هو فى طبيعة الرئيس من الإخلاص الشديد لما يتبع، ولذلك أسأله سؤالا عابرا عما إذا كان يخطر بباله اسم البلد الذى نعيش على أرضه، أوكرجل تنظيم مخضرم، ألا تشعر أنك تعد كبشا للفداء تحملك الجماعة كل خطايا المرحلة السابقة ليخرجوا منها نظيفى الأيدى، مضحين بك، مقنعين إياك أن هذه درجة أعلى للدعوة والفداء، وهو ما يقودنى إلى سؤال شخصى، يمكن أن يغنينى عن كل ما كتبته فى السطور السابقة بوضوح شديد: ألا تغضب لنفسك يا رجل؟! ألا تثور؟؟؟!!!